في عالم البحر سار الراكبون ضحى |
أرغى وأزبد فانتابتهمُ البُرَحا |
وثارت النفس فانثالتْ مشاعرها |
شعراً يُترجِم مما لاقَت التَّرَحا |
لما توسّط ركب الراحلين به |
حيّاهم المّدُّ من أمواجه فَرَحا |
لم يُدركوا منه إحساساً ولا لغةً |
فأوسعوه من الأوهام ما جَرَحا |
وقال قائلُهم لما رأى لُججاً: |
لو كان يعلمُ هذا الأمر ما بَرِحا |
لا تعذلوه إذا ثارت حفيظتهُ |
فليس يُعْذَلُ ذو جهلٍ إذا جَمَحا |
لكنه بعدما انزاحتْ هوائجُهُ |
وأدرك السِّرَّ زال الخوفُ وانْتَزَحا |
فاستغفر الله مما قاله سلفاً |
والمؤمنُ الحقُّ من يخشى إذا اجتَرَحا |
وصافحَ الموجَ إذ أبدى وداعَتَهُ |
إن التصافُحَ برهانٌ لِمَنْ صَفَحا |
وأودع الهمَّ من أعماقِ خافِقِهِ |
في خافقِ البحرِ سراً بعدما اصْطَلَحا |
وقد تَمَثَّلَ من أسلافه مَثَلاً: |
من صاحَبَ البحرَ ألقى الهمَّ واطَّرَحا |
شعر: فهد بن علي العبودي |
|