لو أن جهود وزارة العمل -مشكورة- التي سكبتها على أعتاب هذه القضية، أو المشكلة الاجتماعية الكبرى - وأعني بها العمالة المنزلية، وكذلك العمالة في بلادنا بشكل عام - أقول: لو أن معالجة هذه
المشكلة بدأت من الجذور والأساس، وهو البحث عن بدائل من داخل هذا الوطن تسد حاجة المجتمع إلى هذا النوع من الخدمات في المنزل بجميع تفرعاتها وفي السوق ومتطلباته والتفاهم مع الناس والذهاب معهم إلى ما يريدون بدل السير في الطريق المعاكس. فلا أعتقد عندها أن يصبح جميع من يطلب خدمة أو عملاً على غير حق ولا يعرف مصلحته وغيره هو الذي يعرف مصلحته ومصلحة عباد الله.
وكما نعرف فالناس أحرار فيما يريدون لأنفسهم وأموالهم هكذا ولدوا.. علينا أن نرعوي, وأن نجلس مع أنفسنا مواطنين ومسؤولين وأن نبحث هذا الأمر بكل صدق وشفافية، ومنطلقنا مصلحة الوطن والمواطن وأن نوصل هذا البحث إلى كل الجهات التي تهمها مصلحة الوطن والمواطن، من غير تقصير نلحقه بأحد ممن يتصدى لهذه المعضلة، لنذهب بهذه الإشكالية الاجتماعية إلى مراكز الحوار، وإلى مجلس الشورى, ووزارة الشؤون الاجتماعية، وأن نرفعها إلى ما هو أعلى ولا أعتقد أن قادة هذه البلاد قد تأخروا عن التدخل إذا دعت الحاجة إلى حل أصعب المشكلات، ومشكلة الخدمة المنزلية هي في طريقها إلى التعقيد أكثر وأكثر، وقد تدخلت الآن معظم الدول المعنية بها بشكل سلبي يحمل المواطن في بلادنا ما لا يحتمل بزيادة مرتبات هذه العمالة التي تعيش بيننا دون سبب، ثم إن عملتها النقدية في بلدانها لم تتغير وإنما مع الخيل يا شقراء عندما زادت الأسعار في المملكة فما عليكم إلا زيادتها هكذا وبعض الجهات هنا، وفي بلادنا ربما لم تكره ذلك ظناً منها أن هذه الزيادة سوف تردع المواطن هنا. حتى يستغني عن العمالة، أو حتى عن بعضها. ومن يظن هذا لا يحس بالنار التي تشوي صاحب العائلة والمشغول بهمومه اليومية، والذي ليس له إلا أن يتجشم هذا الطريق, إن الجميع يأملون البحث عن حلول مثل أن يبحث عن عمالة من دول أخرى عربية وغير عربية، وهي لا تزال محرومة من العيش الكريم وستكون أرخص بكل تأكيد في مطالبها مع محاولة أخرى وهي العمل على إنشاء مدارس تقيمها وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية لتعليم من يريد من أبناء المملكة تعلم الخدمة المنزلية، وكذلك تعلم العمالة بأنواعها.. وصدقوني أن الكثير من أبناء هذا المجتمع رجالاً ونساء في حاجة إلى العمل الشريف الذي يقيهم وأسرهم شر الفاقة.. آمل أن نفكر جميعاً سكان هذه البلاد من مسؤولين ومواطنين في إيجاد حلول لما نحن فيه من مشكلات في هذا الشأن الاجتماعي المهم.
والله الهادي إلى كل خير..