حين يلوح النجم الاستثنائي سامي الجابر مساء اليوم بيده موادعاً فنحن نودع حقبة تاريخية مهمة ومتميزة وغير مسبوقة.. فنحن أمام نجم بدأ بالحصول على لقب هداف الدوري بعدها فرض عليه أن يكون بين المطرقة والسندان وهو لا يزال شاباً يافعاً، وقتها خشي عليه كثيرون من أن نفقد نجماً قادماً لقيادة الكرة السعودية ولكن كفاءة ونظرة كارلوس البرتو بيريرا أنقذت المشروع من الإجهاز عليه في بداياته، فقد ضمه للمنتخب وفرضه أساسياً تلك بحسب رأيي بداية كسب التحدي مع من حاولوا القضاء عليه ومن ثم انطلق النجم (العملي) لحصد ما لذ وطاب من الألقاب سواء له أو لناديه أو لمنتخب الوطن هذه المسيرة قضت على مرحلة الإنشاء والخط وأحياناً الإملاء في الكتابة الصحافية فمن كانوا يحاولون فرض نجومهم المفضلين على المتلقي من خلال العبارات المنمقة والتقليل من الآخرين اصطدموا بنجم الإنجازات والألقاب، فالمتابع يريد أدلة مادية كما لدى سامي، يريد شهادات موثقة من الفيفا كما لدى الذئب، يريد نجماً يأتي لناديه ولديه 14 بطولة ويغادره ولديه 45 بطولة يبحث عن نجم وصل للمونديال العالمي أربع مرات قاد منتخب بلاده في اثنتين منها وسجل في ثلاث نهائيات تماماً كبيليه ومارادونا بحسب الفيفا، بالطبع إذن سامي كان له السبق في فرض لغة الأرقام في الصحافة وهي اللغة التي لا تكذب ولا تتجمل بل هي اللغة الحقيقية والأصدق والأبقى على مر الزمن.
اليوم يا سامي كل الوطن يودعك ويشكرك وكل المنصفين يقولون لك (ونحن نحبك أيضاً) رداً على عبارتك الشهيرة التي كتبتها في هواء المنامة أمام الجماهير حين قدت الأخضر للفوز بالأربعة على البحرين.
اليوم يا سامي سيتذكرك الجميع سواء في نصف الأرض التي حققت كل ألقابها أو في العالم حيث شهدت لك الملاعب في فرنسا وأمريكا وألمانيا كيف هزيت الشباك والمدرجات والقلوب.
اليوم يا سامي سيقول لك الجميع: ما قصرت وكثر الله خيرك واتخذت قرارك في الوقت المناسب فلم يبق شيء إلا حققته ولم يبق ملعب إلا وشهد حملك لكأس أو بطولة ولم يبق إنجاز إلا حملته ولم يبق قلب يحبك إلا أسعدته.. شكراً من القلب نقولها لنجم النجوم الأسطوري لاعب الإنجازات والأرقام الأول في العالم العربي والقارة الصفراء.. وهنا يحضرني اقتراح سمعته من أحد الأصدقاء حين ذكر لي وهو المهتم بالتاريخ الرياضي أن سامي قاد الهلال لتحقيق 32 بطولة لناديه فأقترح أن تسمى منشأة في النادي باسمه تخليداً لذكراه الطيبة وتحفيزاً للنشء لمحاكاة مسيرة الجابر التاريخية وهاأنا ذا أنقل الاقتراح باسم صاحبه ويبقى القرار لأصحاب القرار في الهلال..
ختاماً لا بد من شكر الأميرين المهذبين والوفيين عبدالله وعبدالرحمن أبناء مساعد فهما خلف هذا التكريم التاريخي الذي يليق باسميهما الكريمين وباسم المحتفى به كما أن الأستاذ عادل البطي يستحق التقدير والتهنئة لسمو الأمير عبدالله لتقديمه للبطي في مناسبتين كبيرتين كان فيها النجاح حليفه.