الليلة تودع الملاعب الخضراء أسطورتها ونجم نجومها سامي الجابر بمباراة تاريخية وأمام فريق كبير يليق بمكانة اللاعب وسمعته ومشواره الطويل الحافل بالإنجازات والانتصارات.. وهي ليلة لن تكون عادية فاللاعب المعتزل غير عادي والفريق الحاضر هو الآخر غير عادي.. لذا فالأمر لن يكون مجرد مباراة اعتزالية.. فالمناسبة ستتحول إلى كرنفال احتفالي وتظاهرة رياضية سيتجلى فيها الوفاء لنجم الإخلاص والعطاء.. ستهتف كل الحناجر لوداع نجم الكرة الأميز الذي رغم وداعه الرسمي للملاعب.. إلا أنه سيظل حبه في القلوب وذكراه راسخة في العقول فالتاريخ المشرف لا يُنسَى بسهولة.. وسيبقى سامي رغم الاعتزال امتداداً رائعاً في كل الأذهان وأغنية حالمة معبرة متكاملة يُطرب دائماً لها ولا يُمل سماعها.
الليلة ستقف كل الجماهير وقفة واحدة وستقول بصوت واحد وداعاً يا أسطورة الكرة الفريدة والظاهرة العجيبة.. ستخاطبه بكل ألقابه التي أطلقتها عليه وأحبتها فيه.. ستلقي نظرةً وداعيةً عليه وتحتفل معه بطلته الأخيرة في الملاعب.. ستقول له بلغة معبرة وصادقة وصادرة من القلب شكراً يا مدمي الشباك وسام 6 وذئب الكرة السعودية وجابر العثرات واللاعب الحسم الأول وسفير النوايا الحسنة.
الليلة أيضاً ستتجسد من جديد عظمة الهلال وزعامته وسيقدم الهلاليون صورة من صور التلاحم والتكاتف فيما بينهم وسيتجلى الوفاء المعتاد منهم في تكريم نجومهم المخلصين.. ويتأكد للجميع ومن جديد أن اللاعب الهلالي محظوظ بانتمائه لهذا الكيان الكبير الذي يحرص أعضاء شرفه بوقفتهم ودعمهم على مستقبل اللاعب بعد الاعتزال تماماً مثل حرصهم على حاضره حتى لو انتهت نجوميته وتلاشت خطورته وانطفأ لمعانه وبريقه.
وأخيراً أقول إن هذه الليلة ستشهد إسدال الستار على مشوار كروي حافل للاعب تعجز الكلمات من كاتب هذه السطور أن توفيه حقه حتى لو كانت كثيرة وطويلة.. وعلى مدار تسعة أيام وفي تسع حلقات.. وقد رغبت للإحاطة والعلم والإيضاح أن تكون بهذا العدد لتتوافق مع رقم فانيلة نجمنا الأسطورة.. ونحمد المولى القدير أن رقم اللاعب ليس بأكثر من ذلك وإلا لنفدت الكلمات ووجدنا صعوبةً في استمرار وتواصل الكتابات..!!