صعب وصعب جداً أن تكتب بإلمام وإنصاف عن سامي الجبار، الاسم والرسم، والتاريخ الحافل بالمجد والنبوغ والألقاب والأرقام، وتعجز الأفكار والمفردات والحكايات عن سرد منجزاته واختزال سنوات تألقه وإبداعه وإمتاعه لمجرد الكتابة في يوم وداعه..
سامي الحاضر الدائم والقاسم المشترك في كل المعلقات والقصص والحكايات، المدائح والشتائم، على مدى (18) عاماً بحلوها ومرّها، أفراحها وأحزانها، أيامها ولياليها وأدق تفاصيلها، ظل النجم المثير الباعث على العشق والصانع للحدث والصخب والاختلاف في حضوره وغيابه، وإخفاقه وإبداعه..
اسمه يكفي لأن يكون عنواناً ل(طفرة) الكرة السعودية ونمو وتسارع واتساع إنجازاتها والتي تزامنت مع بزوغ نجمه، وتوالت وتعددت بتصاعد وانتشار نجوميته.. وعطاءاته لناديه والوطن تكفي لفضح مؤامرات العابثين، وتعرية وجوه وألسنة وأقلام المتأزمين، وهذه واحدة من أسرار تألقه ونتاج صموده ومعرفته ومقدرته على الاختيار واتخاذ قرار متى وكيف وأين يرد على أعدائه وخصومه ومحاربيه؟!
هو للوطن كنز وللهلال رمز، وللعزم والإرادة والتحدي نموذجاً.. كان وما زال في فكره ووعيه وثقافته ومواهبه ودهائه الواجهة المشرِّفة والمضيئة للرياضة والرياضيين السعوديين.. يحق لنا أن نفخر بها ونحتفي بجمالها ونتباهى بتميّزها..
سامي باختصار شديد علامة فارقة وظاهرة كروية سعودية غير عادية.. علينا في يوم وداعه ومهرجان اعتزاله بمختلف ميولنا وعواطفنا وحساباتنا وانتماءاتنا أن نمارس الاحتفاء ونثبت الوفاء لنجم سعودي قبل أن يكون هلالياً.. وأن نجيد الإمعان بتاريخه والاستفادة من مواقفه ومحطاته بلغة حضارية راقية خالية من اللغط والسخط، وبعيدة عن جنون الإيذاء وهوس التعصب..
هو الهلال وغيره أوهام!
قلناها ونكرّرها وبعملية حسابية جداً منطقية وبديهية.. الهلال ليس كغيره من الأندية.. هو بمبادئه وتاريخه وتكوينه مؤسسة عملاقة للفعل الإنساني، والتفاعل والتعامل مع ذاته وأبنائه والآخرين بأدب الكبار واحترام النبلاء.. هو الوحيد بين كل الأندية صغيرها وكبيرها الذي يحفظ لرموزه ونجومه الود والتقدير والتثمين لتضحياتهم وإسهاماتهم.. وسامي الجابر ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يحظى بهذا الحب الكبير.. وما أجمله وأروعه وأصدقه من حب..
قول وفعل.. عطاء ووفاء
لم يبرز أو يلمع اسم الأميرين عبد الله وعبد الرحمن ابني مساعد بن عبد العزيز لمجرد صفتهما أو مكانتهما وإنما لأنهما يملكان المعرفة ويتمتعان بالكثير من السمات الإبداعية والإنسانية، ولأن لديهما من الأدب البديع والخلق الرفيع ما يسمح لهما باحتلال مساحات هائلة في نفوس وعقول وقلوب الكثيرين ليس في الوسط الرياضي فحسب وإنما في مختلف المجالات والقيادات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإعلامية يعملان بهدوء، يتحدثان بعقل، يدعمان بصمت.. يمارسان الأدوار الحقيقية لعضو الشرف الملتزم بمهامه وحدوده وواجباته، المبادر في مواقفه، المتفاعل مع همومه وقضاياه، الوفي مع أهله ووطنه ومحبيه، السخي في بذله وعطائه ومكارمه وأخلاقه..
شكراً لأستاذ الإدارة الحديثة الأمير عبد الله، وشكراً لمبدع الكلمة وشاعر الحق والصدق الأمير عبد الرحمن.. ودامت من وإلى الوطن أيام عزه وخيره ووفائه..
abajlan@hotmail.com