تحدثنا في الزاوية السابقة عن ارتفاع الأسعار، وعن ذلك الاندفاع في رفع الأسعار بدون توقف.. وعن مضاعفة أسعار أكثر المواد الاستهلاكية وأكثر المستلزمات بدون ضوابط أو (دواعي).. غير جشع بعض التجار.
** كان هناك محاولات من بعض التجار المخلصين، ومن آخرين لفرملة هذه الزيادة المفرطة ووقفها عند حد معين.. لكنها باءت بالفشل.
** نعم.. هناك محاولة قام بها بعض التجار لوقف أو عرقلة زيادات أسعار الأرز، بل كانت في البداية محاولة متفائلة للغاية من هؤلاء التجار.. وهي محاولة لعودة الأسعار إلى سابق عهدها لكن كل شيء تبخر وتضاعف سعر الرز.. ولا زال كل يوم يُسجل زيادة.. والمؤشرات - كل المؤشرات - تؤكد أن الزيادة مستمرة.
** هناك جشعون وهناك أشخاص سيثرون ثراء فاحشاً.. وتصبح ثرواتهم بالملايين وربما بالمليارات من (ظهور الضعوف المساكين) من خلال استفادتهم من هذه الأزمة وهذه (اللخبطة) بمعنى أنهم (سيضربون ضربات) متلاحقة ليكوشوا الملايين من جراء اختلال الأسعار وهذه اللخبطة والفوضى في الأسعار بلا ضوابط ولا تنظيم ولا قيود ولا رقابة ولا مسئولية.. فالأذن (صقها صمخا) والعين (عميا ملطوسة بْغراَء).
** هناك تجار سعداء بهذه الفوضى لأن حساباتهم تتورم.. ومداخيلهم تتضاعف على حساب جيوب المساكين (الدابة السليمة) الذين يبحثون عن أبسط الأمور.. وأبسط احتياجاتهم اليومية.
** في بعض البلدان التي مُنيت تجار أو (بعض التجار) الذين لا يعرفون شيئاً اسمه(المسؤولية.. والضمير والمبدأ..) طبقت عقوبة (الإعدام) بحق التجار المستهترين المتلاعبين بقوت الناس.. وفعلاً.. أعدم بعض التجار.. لأن المسألة ليست هينة.. فهذا قوت المساكين.. قوت الفقراء.. قوت (الضْعُوف) قوت البلد.. فكيف يكون رهينة في يد من لا يخاف الله.. في يد جهلة (95% ) منهم.. لا يفكون الحرف ؟!!!.
** هناك أناس غير قادرين على شراء وتأمين أبسط مستلزماتهم اليومية.. من قوت وغذاء..
** وهناك تجار يضاعفون السعر لمجرد مضاعفة السعر.
** في المطاعم.. تضاعف سعر (تيس المندي!!) الذي كان سعره (400) ريال إلى (650) دون أدنى سبب سوى تلك الزيادة في أسعار الأرز وهي زيادة لا تبرر هذه القفزة الكبيرة في الأسعار، وهكذا سعر مفطح النعيمي.. قفز من (600 و 700) إلى (950) وألف ريال.. فكيف تضاعف هكذا بدون مبرر؟!
** هذا مجرد مثال سريع يعكس جشع هؤلاء التجار.. حتى الفول زاد سعره.. وحتى الطحينة.. زاد سعرها.
** كل من عنده بضاعة (اجتهد) وزاد سعرها (وفق ما يراه) وهو على كل حال مجتهد.. وكل ما يأمله أن تكون هذه الزيادة ملائمة جداً لضمان تبعج وتضخم حسابه الشخصي على حساب جيوب هؤلاء المساكين الضعفاء.. الذين لم يجدوا من يرفق بهم.
** هناك من يكابد هذه الأزمة..
** وهناك من خنقته هذه الأزمة
** وهناك من (خَنَقَتْه الْعَبْرَةْ) لأنه لا يملك قيمة (دفاية) بمائة ريال.. نعم أيها التجار الجشعون.. هذا.. هو حال الناس المساكين.
** وهناك من يعاني ويعاني.. وفي المقابل هناك من أثرى ثراء فاحشاً نتيجة لهذه الأزمة.
** هناك أناس يتكسبون في الأزمات.. يثرون من الأزمات.. يستثمرون الأزمات.. وهذه بدون شك جريمة كبرى جعلت (كما أسلفت) دولاً تطبق بحق هؤلاء عقوبة الإعدام.. وقد طُبقت ونُفذت بالفعل.. لأنها جريمة كبيرة وليست هينة.
** نحن لا نقول.. طبقوا هذه العقوبة.. أو حتى هددوا بها بل نريد (لفت نظر) بسيط ورقيق وبأسلوب هادئ لهؤلاء التجار (المشايخ والوجهاء؟!!) الذين استثمروا الأزمة.
** نريد لفت نظرهم بأسلوب لطيف رقيق.. حتى لا نجرح مشاعرهم.
** كما نريد تنبيه الجهات المعنية والمسؤولة ونقول لهم.. إن البلد يعاني بالفعل من زيادة في الأسعار غير معقولة وغير مقبولة.. إن كانوا يجهلون ذلك.. أو أنهم حتى الآن لا يدرون.
** نريد أن نؤكد لهم بالفعل أن البلد أمام أزمة اسمها.. زيادة الأسعار.. التي لم تجد من يلتفت لها ويوقف هؤلاء المتلاعبين عند حدهم.
وفي الختام لا نقول إلا: الله يرحم حال (الضعوف المساكين).