شكت لي أم أيتام أن الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية تتقصى المعلومات عنها وتدقق في أعمار أبنائها الذين مازالو في المدارس وتهدد بإسقاطهم من المعونة إذا بلغ بعضهم السابعة عشر والثامنة عشر وترى هذه الجهات أن بإمكان هؤلاء أن يعملوا!
لا أدري أين يعيش مسؤولو هذه الجهات فيما لو صدقت هذه الأم المسكينة، فأين هذه الأعمال التي يمكن العثور عليها بسهولة أو بصعوبة وأين الرواتب التي تكفل لهؤلاء العيش الكريم.
في زمن الغلاء تنازل الكثيرون عن كثير من احتياجاتهم فماذا يفعل هؤلاء الذين يعيشون بلا دخول ثابتة إلا من هذه المؤسسات!
الغريب أن هذا الترصد لا يكون إلا في حال هؤلاء الفقراء الذين يقول لسان حالهم عطفا على قلة هذه الإعانات وتأخرها: (أحشفا وسوء كيله)، والمسألة عائدة ولا شك إلى تقادم الأنظمة وتهلهلها وعدم الجرأة في اقتراح أنظمة جديدة وتحديث الرؤية التي يقوم عليها عمل مثل هذه المؤسسات!
لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية ويواجه ردات الفعل المتوقعة من جراء التغيير والتحديث من الموظفين إذ كل يريد أن يبقى النظام على ما هو عليه فقد حفظه عن ظهر قلب وهو يطبقه بآلية على كل المستفيدين لا ينظر للاختلافات والمستجدات!
مشروع تنمية مداخيل الفقراء لا يكون بقطع المعونة عنهم في حال التحاقهم بوظيفة لا يتجاوز راتبها 1500ريال، مع أن هناك فتوى صادرة قبل أكثر من عشرين سنة مفادها أن رب الأسرة الذي لا يتجاوز دخله 3000ريال سعودي يستحق الصدقة والزكاة، فماذا عن هؤلاء في هذه الأيام القارسة برداً المشتعلة غلاءً.
fatemh 2007@hotmail.com