Al Jazirah NewsPaper Monday  21/01/2008 G Issue 12898
الأثنين 13 محرم 1429   العدد  12898
غيمة (سابك) تلقي بظلالها على السوق وتحجب رؤية المؤشر لنقاط الدعم

الرياض - عبدالله البديوي

أعادت تداولات الأمس في سوق الأسهم السعودية إلى الأذهان تلك الصور المأساوية التي خلفت انهيار فبراير 2006م عندما تفاعل السوق بشكل سلبي وحاد مع إعلان النتائج المالية السنوية لشركة سابك وفقد مؤشر السوق أثناء التداولات أكثر من 930 نقطة قبل أن يغلق عند النقطة 10697 خاسراً 861 نقطة أو ما يعادل 7.5% من قيمته في أقوى تراجع في يوم واحد يشهده السوق السعودي منذ عام ونصف تقريباً وتحديداً في شهر يوليو من عام 2006م.

وشمل الهبوط السواد الأعظم من الشركات المدرجة وسط تسابق ملحوظ للوصول إلى النسبة الدنيا.

مؤشر السوق لم يستطع مقاومة موجة البيع القوية في الأسهم القيادية وخصوصاً في سهم سابك ليكسر وبشكل درامي جميع نقاط الدعم الفنية دون صعوبة تذكر حتى إن نقطة الدعم النفسية الواقعة عند الرقم 11 ألفاً لم تقف بشكل قوي أمام النزول وتراجع سهم (سابك) دون مستوى الـ 200 ريال مسجلاً هبوطاً بالنسبة الدنيا قبل أن تدخل قوى شراء على السهم في آخر خمس دقائق لتمنع السهم من الإغلاق على النسبة. وكان السهم قد أقفل يوم السبت قريباً من أعلى مستوياته خلال أكثر من 16 شهراً عند 217 ريالاً، وجاء هبوط السهم أمس في أعقاب إعلان الشركة عن نتائجها السنوية، والتي أظهرت تراجعاً مفاجئاً للأرباح الصافية خلال الربع الرابع مقارنة بتوقعات المراقبين، وانعكس هبوط سهم سابك على أسهم باقي شركات البتروكيماويات المدرجة في السوق فهبطت جميعها وسجل الكثير منها انخفاضاً بالنسبة الدنيا. وينتظر المتداولون خلال المتبقي من هذا الأسبوع إفصاحات الشركات القيادية الأخرى في قطاعات البنوك بالإضافة إلى شركة الاتصالات السعودية متفائلين بنتائج إيجابية تساعد عكس مسار السوق السلبي خصوصاً بعد إعلان شركة الكهرباء عن تحسن طفيف في نتائجها مقارنة بالعام الماضي.

من جهة أخرى استغرب الكاتب والخبير الاقتصادي الأستاذ فضل البوعينين أحداث الأمس وقال: (ما حدث اليوم لا يعدو أن يكون جزءاً من السيناريو الموضوع مسبقاً من قبل الصناع وكل ما تم تناقله بخصوص أرباح سابك لا يعدو أن يكون سبباً مظللاً لحركة التصحيح القاسية.. أرباح سابك تعتبر قاسية بكل ما تعنيه الكلمة سواء من حيث الحجم (27 ملياراً) ولا من حيث مقارنتها برأس المال الذي تفوقت عليه ..إضافة إلى نموها 33% إن مثل هذه الأرباح يفترض أن تدعم السوق وأن تدعم السهم لا أن تستغل لضرب السوق بحجة أنها جاءت أقل من التوقعات)، وأضاف الأستاذ فضل بقوله: (إذا سلمنا جدلاً بمنطقية وجهات نظر صناع السوق فهناك سؤال يحتاج أن تتم الإجابة عليه، وهو لماذا تأثرت الشركات الأخرى التي حققت أرباحاً قياسية وأقفلت بعضها على النسبة الدنيا في وقت تتباهى بعض شركات المضاربة باللون الأخضر... ما يحدث في السوق السعودية ليس له علاقة البتة بسلوك الأسواق المالية الناضجة، إنما هو رهينة لتصرفات بعض كبار المضاربين الذين يضاعفون أرباحهم على حساب السوق وصغار المستثمرين... لا يمكن القبول بانخفاض المؤشر بنسبة 7.5 %) وختم البوعينين حديثه بقوله: (كل ما أتمناه أن تجتهد الهيئة في وضع تشريع خاص بصانع السوق الذي نرجو أن يكون سبباً للمحافظة على استقرار السوق وضبط حركته صعوداً وهبوطاً بعيداً عن التذبذبات الحادة كما هو الحال في تداولات الأمس).

من ناحيته لم يحمل الخبير المصرفي الأستاذ: أنس بن محمد الزمام سبب النزول على إعلان أرباح سابك وقال: (ربما يكون الإعلان هو القشة التي قصمت ظهر البعير ولكنه ليس السبب) وعن الأسباب قال الزمام: (السبب الرئيس هو استباق السوق لجميع الإعلانات الإيجابية من خلال الارتفاع المتواصل خلال الربع الأخير من العام الماضي وطلع العام الحالي، وجاء الوقت المناسب لتهدئة المؤشرات المتضخمة).

وختم الزمام حديثه بقوله: أعتقد أن للنزول بقية ولكن بصورة أكثر هدوءاً، ثم سيشهد السوق فترة من المضاربات قبل أن يواصل مسيرة الصعود من جديد.

واستبعد الأستاذ الزمام أن يقفل السوق دون نقطة الـ10 آلاف.

(الجزيرة) كانت بجوار المتداولين بعد إقفال السوق ليوم الأمس وظهر على معظمهم الاستياء مما آلت إليه الأمور، وقال توفيق العجي: مشكلة السوق المبالغة في الارتفاع والهبوط.. هذا أمر مفقد للثقة التي هو بأمس الحاجة إليها... بينما استغرب (وائل المرزوقي) من هذا النزول وقال: نزول السوق دفعة واحدة أمر منافٍ للعمق الذي نريد الوصول إليه، أعتقد أن النفسيات لا زالت المحرك الرئيس للسوق السعودي.

(بترو رابغ).. الأحد القادم

يستقبل سوق الأسهم السعودية أول ضيوفه لهذا العام وذلك عندما تنضم شركة (بترو رابغ) إلى قائمة الشركات المدرجة في السوق ابتداءً من الساعة الحادية عشر من يوم الأحد القادم الموافق 27-1-2008م، وستنضم الشركة الجديدة لقطاع الصناعة في الوقت الحالي على أن يتم نقلها إلى قطاع الصناعات البتروكيماوية عند تطبيق إعادة هيكلة قطاعات السوق في الشهر الرابع من العام الحالي.

بترو رابغ لن تكون ذلك الضيف الخفيف نظراً لما تمثله الشركة من قوة سواء من ناحية الاسم أو من ناحية النشاط الذي يمر بطفرة قوية.. بالإضافة إلى حجم الشركة الكبير الذي سيجعلها ضمن مصاف الشركات القيادية المؤثرة على سير المؤشر العام في المستقبل القريب ويبلغ رأس مال الشركة 8.7 مليار ريال طرحت 25% للاكتتاب العام. وكانت الشركة قد أنهت يوم السبت الموافق 19 يناير الجاري عملية رد الفائض للمكتتبين.

جدير بالذكر أن الاكتتاب في أسهم الشركة شهد تخصيص كامل الأسهم لمن اكتتب بـ 40 سهماً فأقل وتخصيص 41 سهماً لمن اكتتب بـ 50 سهماً فأكثر.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد