الجزيرة - بندر الأيداء
دعا المحلل الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة إلى إنشاء صندوق سيادي لاستثمار فوائض السيولة الوطنية؛ أسوة بالعديد من الدول التي أسست صناديق استثمارية وحققت نجاحاً فيها، مشيراً إلى أن تزايد الفوائض المالية خلال السنوات الأخيرة يستدعي إيجاد طرق استغلالها بالصورة المثلى، وتوجيه بوصلة الاستثمار بالاتجاه السليم، والاستفادة من الفرص المتوافرة.واعتبر ابن جمعة أن الوقت مناسب لاتخاذ خطوات تعنى بإنشاء صندوق سيادي يعزز من مستوى الأمان المستقبلي للاقتصاد الوطني على المدى البعيد بالاعتماد على تنويع وتوزيع الأصول الاستثمارية للحكومة في عدة دول ووجهات مختلفة، وبالتالي زيادة العائد الاستثماري مع تقليل نسبة المخاطرة العامة، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن حجم السيولة الفائضة يتوقع أن يتجاوز أكثر من تريليون ريال.
لافتا إلى أن الصندوق سيسهم في زيادة معدل التوازن المالي في ترشيد الإنفاق الحكومي المباشر؛ باعتباره صماماً للأمان في وجه التقلبات الاقتصادية والسياسية، وسيزيد من الموارد التمويلية الإضافية لسد أي عجز في الميزانية العامة. وقال: لا نستطيع التنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ على أسعار النفط مستقبلاً في ظل الاحتمالات الكبيرة لزيادة متطلبات التنمية الاقتصادية من بنية تحتية وخدمات للتزايد السكاني في الدولة.
وفي معرض تعليقه على الآراء القائلة بعدم وجود الخبرات الكافية لإدارة مثل هذا الصندوق ذكر ابن جمعة أن الخطوة تستوجب الاستعانة بخبرات وإمكانيات المؤسسات المالية المعروفة في العالم، التي أمضت عقوداً من الزمن في هذا المجال محققة نتائج مبهرة ونجاحات مشهودة. وفي سؤال على مدى تأثير الصندوق السيادي في رفع معدلات التضخم بيّن الجمعة أن وجود استراتيجية التخصيص وتوزيع الأصول الاستثمارية للصندوق وبنسب مدروسة داخلياً وخارجياً سيحد من أي أثر متوقع لصندوق الثروة السيادية على معدلات التضخم. واختتم الجمعة حديثة بالتأكيد على أن استقلالية الصندوق السيادي ستزيد من مستوى الشفافية ووضوح التعاملات، كما سيسهم الصندوق في رفع مستوى الخبرة المالية ومواكبة التقدم العالمي في العلوم والتقنية.