القدس - بلال ابودقة - الوكالات

صرّح مسؤولون اسرائيليون الاحد ان اسرائيل لن تجري مفاوضات حول رفات جنود لها سقطوا في لبنان أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنها لدى الحزب وقال هؤلاء المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم ونقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية تصريحاتهم ان (نصرالله يتعرض لضغط وتصريحاته انه يريد رفع الثمن في إطار تبادل محتمل للمعتقلين) مقابل جنديين اسرائيليين خطفا في لبنان في 2006م.

وقال نصر الله السبت ان حزب الله لديه (اشلاء (...) عدد كبير) من الجنود الاسرائيليين جمعت خلال الحرب التي شنتها ضده اسرائيل صيف العام 2006م. وأوضح في خطاب في نهاية مسيرة عاشوراء في ضاحية بيروت (لا أتحدث عن اشلاء عادية (...) الجيش الاسرائيلي ترك أشلاء لعدد كبير من جنوده) خلال الحرب التي استمرت 33 يوماً. واضاف (لدينا رؤوس وايد وارجل ولدينا جثة شبه مكتملة من الرأس وحتى وسط البدن). وأضاف المسؤولون الاسرائيليون ان (اسرائيل لا تنوي اجراء محادثات مع حزب الله لاستعادة اشلاء الجنود هذه ونصر الله مسؤول عن مصير الجنديين) ايهود غولدواسر والداد ريغيف. ويُجمع المراقبون في إسرائيل والمنطقة أن تصريحات الأمين العام لحزب الله (حسن نصر الله) يوم السبت التي صرح فيها لأول مرة بامتلاك حزبه لأشلاء وجثث شبه مكتملة لجنود إسرائيليين قتلوا في حرب لبنان الثانية (صيف عام 2006) يعلم جيداً الهدف الذي يسعى إليه نصر الله على ما يبدو (ليس فقط تحريك مياه التفاوض الراكدة لتبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله ) بل الهدف الكبير هو الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي (أيهود أولمرت) وباقي الوزراء الذين كانوا إبان حرب لبنان الثانية، كما أن اختيار حسن نصر الله التوقيت للإدلاء بهذه التصريحات لم يكن أيضا بمحض الصدفة، سيما ولم يبق سوى 11 يوما لإعلان لجنة فينوغراد عن نتائج هزيمة إسرائيل في حربها ضد حزب الله، حيث إن النتائج بجلها تنتقد طلب أولمرت من الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالحرب أملاً في كسب المعركة لصالح إسرائيل.. ولكن خلال هذه الحرب سقط أكبر عدد من الجنود الإسرائيليين قتلى في معاركهم مع عناصر حزب الله في قرى جنوب لبنان.

ويتابع المراقبون: (تصريحات نصر الله أتت لتحرض أهالي الجنود الإسرائيليين الذين سيطالبون الآن وبعد تصريحات (نصر الله) بحفر قبور أبنائهم وإخراج التوابيت ليتأكدوا من أن جثث أبنائهم وافية وغير ناقصة.

ويقول المراقبون: (باختصار نتائج لجنة فينوغراد نهاية الشهر الحالي إضافة لتصريحات نصر الله ستكون بمثابة رصاصه الرحمة لأولمرت؛ فتصريحات نصر الله أتت لأولمرت من حيث لا يحتسب. كما يتوقع محللون ومراقبون بعد هذه التصريحات ونشر نتائج تقرير لجنة فينوغراد أن ينسحب حزب شاس اليميني المتطرف من الحكومة وكذلك حزب العمل اليساري.. كما أن المتابع للشأن الداخلي الإسرائيلي يعلم جيداً أن المستفيد والرابح إسرائيليا من تصريحات حسن نصر الله هم المستوطنون وبنيامين نتنياهو رئيس المعارضة، وزعيم حزب الليكود اليميني؛ حيث ان نتنياهو الذي اغتنم دائماًَ أخطاء غريمه أولمرت وسيجد الفرصة السانحة (اليوم) بعد تصريحات حسن نصر الله للانقضاض على أولمرت الذي بات ائتلافه مهددا بالانهيار.