الموضوع يتعلق بأمر بسيط وهو صحة المواطن. لا أعتقد أن الغرفة الصناعية أو التجارية سوف تتحرك أو حتى وزارة التجارة ولا وزارة الصحة لمتابعة هذا الاكتشاف الخطير والذي جاء بالصدفة!.
بدأت فصول الحكاية تتكشف عندما سحبت.....
..... هيئة رقابية عالمية أمريكية (شهادتها) لمنتجات شركة سعودية تنتج أنابيب المياه! بعد أن عثرت على مستويات مرتفعة من الرصاص في الأنابيب التي تنتجها الشركة والتي تستخدم في ضخ المياه!
مدير المبيعات الدولية والتسويق في الشركة علّق في جريدة الحياة الجمعة 18 يناير على قرار سحب مؤسسة (ان اس اف انترناشيونال) لشهادتها لمنتجات الشركة بأن ذلك المنتج الذي انتقدته المؤسسة العالمية (لأنه مشبع بالرصاص) يباع فقط بالسوق المحلية!! أي أنه ليس للتصدير الخارجي! هذا العذر والا بلاش!
المؤسسة الرقابية العالمية طلبت من المستهلكين عدم استخدام بعض الأنابيب التي تنتجها الشركة السعودية في نقل المياه! والله معهم حق! وهم حريصون بطبيعتهم على صحة مواطنيهم، أما لدينا فشركاتنا تزودنا بالرصاص مجاناً وتحرم منه آخرين، ولعل السبب أنها تريد أن تشعرنا بأننا مميزون عن غيرنا! أليست شركات وطنية! وتحبنا أكثر من غيرنا! وأليس هناك مثل يقول (من الحب ما قتل!). الشركة السعودية قد تكون صدرت هذا المنتج عن طريق الخطأ لخارج الحدود لأنها تعرف أنه سوف ينكشف أمر الرصاص الأعلى من المعدل المسموح به، والآن وقد وقع الفاس في الراس فبالتأكيد أن الشحنة عندما تعود إلى أرض الوطن (لا أهلاً ولا سهلاً) سوف تقوم الشركة بتسويقها في (السوق المحلية) لأن ذلك سيؤكد المثل القائل: (سمنا) في دقيقنا!. وثانياً من سيكتشف خطر ذلك المنتج! وفي حال اكتشف فماذا سوف يحصل؟! إن التسويق الداخلي يمنح الشركات الكثير من الأمان؛ فتلك السوق تستوعب - بصمت - ما لا تستوعبه السوق العالمية التي تخضع لرقابة عالية! وتحية إعجاب وإكبار للمواطن الذي أصبح تردده على المستشفيات مبرمجاً في مواعيد طوال العام بسبب ما يستهلك من منتجات تنتجها شركاته الوطنية ولا تجرؤ على تصديرها للسوق العالمي!
alhoshanei@hotmail.com