ولأن سامي في زمانه مسح كل الأزمنة السابقة وكان اللاعب الأبرز والأميز والأمهر والأحرف ليس في فريقه فقط.. وإنما على مستوى المنتخب أيضاً، أقول لأنه كان كذلك فقد واجه في حياته الكروية حملة إعلامية شعواء.. تشكك في كل إبداع يقدمه أو هدف يسجله أو ضربة جزاء تحتسب له حتى لو كانت لصالح المنتخب - السعودي..!! ولعل أشهر هذا التشكيك والجحود والنكران هو ما قاله أحد اللاعبين المحللين الكبار في إحدى القنوات الفضائية وهو يحلل مباراة للمنتخب حيث أنكر صحة ضربة جزاء تسبب فيها سامي وسجله بنفسه.
والحملة المنظمة من صحافة الضد وأقلامها العابثة والتي استمرت على مدى ثمانية عشر عاماً هي عمر سامي التقريبي في الملاعب تمثلت في التأكيد دائماً وأبداً على أنه نجم من ورق صنعته الصحافة وإذا كان الوضع كذلك فشكراً للصحافة التي صنعت نجماً بهذا الحجم يحسم معظم بطولات فريقه ومنتخب بلاده كما تضمنت أنه لا يستحق قيادة المنتخب رغم أنه تأهل معه وبه أربع مرات متتالية وكان له في كل عرس قرص وفي كل مونديال إلا ما ندر هدف يرسخ في الذاكرة ويسجل في التاريخ.. وحتى في بدايته الكروية لم يسلم من التجني فذكر من ذكر أن سامي مريض بالقلب ولذلك أبعد عن المنتخب ولم يسجله ناديهم.. وغير هذا فإن الصحافة المضادة المضللة كانت لا تشير إطلاقاً إلى نجومية سامي في معظم المباريات ويتم التركيز والتغني والإشادة بإنصاف نجم سجل هدف من أهداف المباراة الأربعة أو الخمسة وصنعه له سامي وعلى طريقة (أنت وضميرك والباب)..!! كما أنها تقلل من شأن كل هدف يسجله حتى لو كان ماركة من ماركاته الشهيرة والتي لا يجيدها إلا ذئب الهلال ونجم نجومه.. ولكم أن تتصوروا أن حزنهم يتضاعف ومصيبتهم تكبر عندما يفوز الهلال والذي يسجل الأهداف هو سامي الجابر.
ولم يسلم أيضاً وهو يلعب المباريات مع فريقه من صيحات الاستهجان والعبارات البذيئة الصادرة من جماهير الأندية المضادة في المدرجات والتي تركز عليه وتبتليه في نفسه بأمور شخصية لا علاقة لها بكرة القدم إطلاقاً..!.
وكان الذئب الازرق أو سام (6) يرد على كل الافتراءات وهذا التجني من الجميع بطريقته الخاصة وفي الملعب فقط حيث تلجم الأفواه وتنسد الحناجر ويسود الهدوء بأمر سامي بعد أن يسجل كعادته هدف السبق أو يمرر تمريرة الفوز أو يرفع كأس البطولة ولا غرابة في ذلك فهو كالنخل المثمر كل ما يرمي بحجر يسقط رطبا كما أن قافلة نجوميته استمرت في المسير وحضوره دام بالإبهار وظل لاعب الحسم الأول وصانع اللعب الأفضل والهداف الأخطر والأنجز لكل مهمة بطولية وملحمة كروية سواء مع منتخب بلاده أو فريق ناديه.. مما يعني أن كل محاولات التشكيك لم تجدِ معه فاستمر نجما أسطوريا وصاحب بصمة قوية وواضحة في تاريخ الكرة السعودية لم تجد معها كل محاولات التصدي؛ فالشمس لا تحجب بغربال والبدر صعب خسوفه بعد الظهور والاكتمال.