خطوة بالاتجاه الصحيح تلك التي قدمتها أمانة منطقة الرياض وهي دائماً تفاجئنا بتقديم ما هو خارج عن السياق المعتاد لما تقوم به الأمانات وبذلك فهي تقدم أنموذجاً لما يجب أن تكون عليه أمانات المناطق عندما تريد أن تخدم المواطن، الأمانة الشاملة أو أمانة منطقة الرياض تقدم الآن خدمة جديدة للمستهلك وتنشر يومياً مؤشر أسعار السلع والذي سيساهم بالتأكيد في خفض الأسعار التي بدأت هذه الأيام لا تطيق البقاء قريباً من سطح الأرض!
المهندس عبدالرحمن الزنيدي وكيل الأمانة المساعد للخدمات قال إن تلك الخدمة جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبمتابعة من الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف بهدف ضبط الأسعار وتهدئتها وخلق روح التنافس بين الشركات، (يعني بدل ما كانت تتنافس علينا تبدأ تتنافس لنا)!! المؤشر كشف أن بعض الأسواق ترفع أسعارها والمؤشر أسقط كل المبررات التي كان يتم ترويجها من قبل! فقبل مؤشر السلع لم يكن متيسراً المقارنة بين تلك الأسواق أما الآن بدأت المقارنة لنجد أن سلعة واحدة تعتبر ضرورية للمواطن مثل الرز تتفاوت فيها مزاجات أصحاب الأسواق حتى ليصل الفرق بينها إلى خمسة ريالات في عبوة عشرة كيلو! وفي غيرها من السلع يصل التفاوت إلى ثمانية ريالات!!
من فوائد نشر المؤشر أنه سيعمل على تحديد إلى أين يذهب المواطن في ذلك المساء ليشتري مواده التموينية وشيئاً فشيئاً ستكسب بعض الأسواق زبائن كانوا زبائن لأسواق أخرى! وإذا كانت الأمانة تقول إنها قدمت هذه الخدمة بهدف ضبط الأسعار وطلبت من المستهلك أن يتصل برقم الطوارئ عندما يجد أية اختلافات في الأسعار المعلنة من منفذ البيع فإن ذلك دليل على أن الأمانة جادة في مسعاها لخدمة المستهلك وهذا ليس بمستغرب منها فهي دائماً تبرهن على أن راحة المواطن هو ما يشغل بال مسؤوليها وقد أثبتت ذلك في كثير من المواقف والمناسبات!
في نفس السياق الذي يخدم المستهلك قرأت خبراً عن قيام الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة بإنشاء صالة لبيع الخضار والفواكه، والمشروع يعتبر هو الأول من نوعه في المملكة، وقد اشترطت الجمعية على التجار الذين يرغبون بيع منتجاتهم داخل الصالة أن تكون صحية وخالية من المواد الكيماوية، ولهذا الغرض أسست مختبراً لفحص الخضار والفواكه التي ستدخل الصالة. المختبر سيكلف حوالي مليون ونصف ريال وهو مبلغ قليل إذا قورن بخطورة الأمراض التي تتهدد المستهلك نتيجة المواد الكيميائية والمبيدات التي تتغذى أو ترش بها الخضار بسبب سيطرة العمالة على مزارعنا والتي لا يهمها إلا الربح المادي!
الجميل في الموضوع أن البيع داخل الصالة سيكون اختيارياً في المرحلة الأولى لكن في مرحلة لاحقة سيكون الفحص للخضار والفواكه فرض عين لهذا سنأكل اليوسفي والبرتقال والرمان العنيزاوي والخضار ونحن مطمئنون إلى سلامتها، وربما وجد المزارعون أن ذلك صعباً عليهم في البداية لكن زيادة الطلبات وارتفاع مبيعاتهم سيعوضهم ويرفع من دخلهم والبركة في جهود مسؤولي الجمعية التعاونية بعنيزة!