لم يكد يبدأ العام الجديد حتى فطنت شركات الألبان إلى تواضع أسعارها وارتفاع تكاليفها الأمر الذي دفعها لتصحيح هذا الوضع المجحف بحقها ورفع أسعارها 20%!! لأن هذا الواقع ينذر بوقوع خسائر جسيمة عليها ستثبته القوائم المالية لها هذا العام ونحن بانتظارها!!
لسان حال المواطن اليوم وهو يراقب هذه الارتفاعات يقول: اللهم لا تنزل هذه الفطنة على منتجين آخرين!!
مبررات ارتفاع الأسعار متعددة ولا يمكن لاقتصادي أن يتجاهل التضخم ويختصر قراءته في مجرد ملصق سعر لكنه بالمقابل يجب أن لا يتجاوز طرح التساؤلات الملحة اليوم حول عباءة التضخم الواسعة التي أضحى الجميع يتدثر بدثارها لتغطية سوءته!!
وتزداد التساؤلات إلحاحاً حول السياسة التسعيرية للشركات العاملة في أسواقنا مع توارد الشواهد التي تؤكد أن هذه السياسة تنحصر في تعظيم الأرباح بشكل مبالغ فيه على حساب المواطن المحاصر بالتضخم والتلاعب من كل جانب!!
اليوم شركات الألبان وحتماً ستتبعها غداً شركات أخرى بذات المبررات أو أكثر قناعة منها وستعقد الاجتماعات المطولة بين الشركات وعدد من المسؤولين في الجهات المعنية وسيقتنع الجميع باستثناء المواطن الذي ما يزال يتساءل عن الأسباب ولن يجد أحداً يحاول حتى إقناعه!!
شخصياً أعتقد أن رفع أسعار الألبان لا يمثل مشكلة لأن اللبن كمنتج لا يمثل قيمة صحية مهمة، فنحن حسب معلوماتي القاصرة الشعب الوحيد الذي يستهلكه بهذا الحجم دون شعوب الأرض التي ما تزال تشرب الحليب ولم يدخل لبننا في قاموسهم بعد، وليس ثمة حل اقتصادي سوى أن يغير المواطن سلوكه ويعزف عن شرب اللبن!!
ما يثير عجبي أن موجة التضخم الحالية ساهمت في رفع أسعار سلع كثيرة حان دور الألبان فيها إلا أن السجائر ما تزال بمنأى عنه، فلماذا لم يأتها الدور بعد ولماذا لم تحرق نار التضخم بعد من يحرق أجسادنا؟