خالد بن سلطان.. اسم يجُبّ ما قبله من الألقاب الموروثة والمكتسبة فلا هو بحاجة لأن يعرف من خلال منصب أو لقب ولا تنقص القارئ معلومة عن هذا الرجل، مما يغني عن الإطالة ويدخلني مباشرة في أحد إسهاماته الوطنية في مجال الرياضة والشباب متجاوزاً إسهاماته الأكبر في مجال مسؤولياته الرئيسة. |
ففي يوم الأحد الماضي اقتطع خالد بن سلطان جزءاً من وقت راحته لا من وقت عمله لزيارة نادي الشباب كمؤسسة رياضية تربوية، وكان هدف الزيارة ومحتواها الرئيس أكبر وأعمق من مسائل التنافس الرياضي التقليدي، فقد أكد بكلمات هادئة ومعانٍ عاصفة (أن الأخلاق ثم الأخلاق هي الإطار العام للرياضة وباقي الأمور الفنية والإعدادية والإدارية تقع داخل هذا الإطار، وأن الرياضي يجب أن يجسد أخلاقيات الشاب المسلم، فالتنافس الشريف الذي يعزز الوحدة الوطنية ويسمو بأخلاقيات شباب الوطن ويرتقي بفكرهم ووعيهم هو التنافس المطلوب وما عدا ذلك فهو مرفوض). |
وهذه الرسالة تجسد حرفياً المعاني والأهداف السامية للرياضة وتفسر الإنفاق الحكومي غير المحدود على المؤسسة الرياضية، وتكشف بوضوح عن السبب الرئيس في نموذجية نادي الشباب. |
فماذا لو أن هذا النهج البناء وجد في كل المؤسسات الرياضية، وماذا لو أن كل رئيس نادٍ أو كل رئيس أعضاء شرف جاد بمثل هذه الكلمات متجاوزين محدودية مسألة الفوز والخسارة إلى المعاني الأسمى. |
ماذا لو أن كل مسؤولي الأندية والاتحادات الرياضية أخلصوا النية في مسألة التنافس الشريف ونبذ التعصب والمصالح الشخصية وساروا باتجاه الرياضة الجميلة التي تقوي اللحمة الوطنية وتبني الأخلاق والفكر بدلاً من إغراق الجماهير الرياضية في نزاعات وخلافات تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة بآثار سيئة بسبب الأنانية وحب الظهور ومحدودية التفكير. |
وماذا لو أن قادة الرأي الرياضي يوحدون جهودهم ضد التعصب والإثارة الجوفاء لصالح المسؤولية تجاه شباب الوطن. |
ماذا لو أن المؤتمنين على الإعلام الرياضي اجتمعوا على تقديم القيمة الأخلاقية على القيمة الربحية وحسابات التسويق، ففي الوسط الرياضي إما أن تكون حامل مسك أو نافخ كير أو تابع لأحدهما. |
ولاعتزازي بالرسالة العملية والنظرية للرئيس الفخري للنادي النموذجي، ولأنها ذات قيمة سامية للرياضيين عموماً نقلتها لكم علها تسمع من به صمم جراء التعصب وتصحح المفاهيم الخاطئة عند البعض وتساند أصحاب الرأي السديد والحس الوطني وتكمل مشوارهم البناء، ففي الوسط الرياضي منارات فكرية وكفاءات وطنية مخلصة ضاعت وسط ضجيج الغوغائيين ونار التعصب وتجاذبات المصالح الشخصية، فالمخلصون لرياضة الوطن سيرحبون بعاصفة الأخلاق ويستمعون لها أياً كان مصدرها لاقتلاع سلبيات الرياضة وأمراضها، أما الآخرون فتنطبق عليهم قصيدة الشاعر العربي عمر أبو ريشة: |
لامست أسماءهم لكنها |
لم تلامس نخوة المعتصم |
|