«الجزيرة» - عادل الريح
أكد عدد من المحللين الماليين أن آلية تخصيص أسهم بترورابغ على شريحتين التي أعلنت عنهاHSBC المستشار المالي للاكتتاب في أسهم الشركة يتم تطبيقها لأول مرة، وتهدف إلى إشراك أكبر شريحة من المواطنين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الإستراتيجية، كما وصفوها بأنها تمثل انحيازا إلى صغار المكتتبين في اكتتاب أسهم الشركة الذي يبدأ اليوم بطرح 219 مليون سهم تمثل 25% من رأس مالها.
وقال المحلل المالي فضل البوعينين: إن تخصيص 75% للأفراد يؤكد صحة التوجه لدعم صغار المستثمرين مشيرا إلى أن شركة بترورابغ تمثل إحدى الفرص الاستثمارية الإستراتيجية المتوقع تحقيقها لنجاحات كبيرة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات كما أنها أول المشروعات النفطية التي تطرحها الدولة للاكتتاب العام، مما يجعلها أكثر حرصا على إشراك الكم الأكبر من المواطنين خصوصاً صغار المكتتبين في هذا الطرح العام.
وأضاف البوعينين: إن أسلوب التخصيص الذي أعلن عنه سيلبي كافة أسهم صغار المكتبين في فئة عشرة أسهم إضافة إلى تلبية 50 سهم من طلباتهم وفق ما تبقى من الأسهم المتاحة للأفراد، مؤكدا أن هذه الطريقة تحقق الانحياز التام لصغار المستثمرين وبديلا عن النسبة والتناسب التي عادة ما تكون في صالح أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، مبينا في هذا الصدد أن التصريح المسبق بمعادلة التخصيص يعتبر جزءا لا يتجزأ من الشفافية والعدالة المبنية على الوضوح قبل بدء الاكتتاب، وقال: إن تجاوب الجهات المسؤولة مع الطرح بما يحقق المصلحة العامة يدفعنا لطلب المزيد لمصلحة اليتامى والفقراء الذين لا يجدون ما يكتتبون به.
ودعا المحلل المالي البوعينين البنوك إلى تمويل اكتتاب الفقراء في أسهم بترورابغ بضمان الأسهم المتوقع تخصيصها وتحصيل المبلغ بعد بيع جزء من الأسهم المتوقع تداولها في مدة زمنية قصيرة.
إلى ذلك فقد أشار بعض المحللين في تصريحات ل(الجزيرة) إلى إن آلية التخصيص المعلن عنها تتيح الفرصة للمواطنين للحصول على كميات أكبر من الأسهم المطروحة للاكتتاب، موضحين إن هذه الآلية التي تطبق لأول مرة والمطروحة من قبل هيئة السوق المالية بالتنسيق مع المستشار المالي تمثل ضمانا لتمكين صغار المكتتبين من الحصول على أكبر عدد من الأسهم المطروحة، كما أنها تمثل فرصة لصغار المكتتبين للمشاركة بأعلى من الحد الأدنى في هذا الطرح الكبير وتفويت الفرصة على كبار المكتتبين، داعين المكتتبين بعدم الانتظار للساعات الأخيرة للاكتتاب حيث إن ذلك قد يؤثر على فرصة الاستفادة من كامل النسبة المتاحة للأفراد التي تصل حتى 75% من الأسهم المطروحة.من جهة أخرى كانت HSBC قد أعلنت أمس الأول في بيان توضيحي عن آلية التخصيص التي أشارت فيها إلى أن نسبة التخصيص المبدئية للأفراد هي 50% من الأسهم المطروحة للاكتتاب وتخصيص ال 50 % الأخرى لصناديق الاستثمار والمؤسسات المكتتبة، وأشار البيان إلى أن الاكتتاب هدفه إتاحة الفرصة للأفراد للمساهمة فيه بأكبر عدد ممكن وذلك من خلال زيادة الطلب من قبل الأفراد مما يساعد في رفع نسبتهم إلى 75% من الأسهم المطروحة عوضا عن 50%.
كما بيّن البيان أن آلية التخصيص التي أعلن عنها ستكون على مرحلتين بالنسبة للمكتتب الفرد حيث يتم في المرحلة الأولى تخصيص 10 أسهم لكل مكتتب كحد أدنى وفي المرحلة الثانية يتم تخصيص كامل الأسهم المطلوبة لكل من اكتتب في نسبة الـ 50% من الأسهم أو أقل على أن لا يزيد مجموع عدد الأسهم على مجموع الأسهم المطروحة, وفي حالة وجود فائض في الأسهم أوضح البيان أن تخصيصها سيتم على أساس تناسبي بناء على نسبة ما يطلبه كل مكتتب استنادا إلى إجمالي الأسهم المطلوب الاكتتاب فيها.يذكر أن شركة بترورابغ تأسست في عام 2005 كمشروع استثماري مشترك بين أرامكو السعودية وسوميتومو كيميكال اليابانية انطلاقا من رؤية طموحة بأن تصبح إحدى أضخم الشركات من نوعها في عمليات التكرير والبتروكيماويات وستقوم ارامكو السعودية بتزويد بترورابغ بالمواد الخام، بما في ذلك غاز الايثين بسعر محدد وفقا للاتفاقية طويلة الأمد الموقعة بين الشركتين بالإضافة إلى خبرتها في إنشاء وتشغيل المشاريع الضخمة وفي مجال تسويق المنتجات النفطية المكررة ومن جانبها ستتولى سوميتومو كيميكال مسؤولية مبيعات المنتجات البتر وكيما وية وتسويق الإنتاج عالميا مستفيدة من خبرتها العريقة في هذا المجال، كما ستقوم بنقل التكنولوجيا المتخصصة إلى القطاع في المملكة، وقد جاءت فكرة المشروع تتويجا لجهود ارامكو السعودية الرامية إلى تطوير مصفاتها في مدينة رابغ والتي تتميز منذ تأسيسها قبل 18 عاما بطاقتها الإنتاجية العالية، وقد أدركت ارامكو السعودية الفرص الكامنة في المنطقة ما جعلها تركز إستراتيجيتها على تطوير وتوسعة مصفاة رابغ لتعزيز طاقتها الإنتاجية بدعم من الشراكة الناجحة مع سوميتومو كيميكال الرائدة في مجال البتر وكيماويات حيث يبدأ الإنتاج أواخر عام 2008، ويستفيد المشروع من المصفاة الحالية والبنية التحتية للمنطقة بما في ذلك منافذ المياه العميقة، وتعتبر مصفاة رابغ إحدى أكبر 15 مصفاة تكرير على مستوى العالم وتنتج حاليا 400 ألف برميل من الخام يوميا أي ما يمثل 19% من إجمالي إنتاج المملكة في مجال التكرير، ويتوقع أن يكون المشروع موطنا لما بين 30 -50 نوعا من الصناعات البلاستيكية التحويلية المتطورة.