Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/01/2008 G Issue 12880
مقـالات
الخميس 25 ذو الحجة 1428   العدد  12880
المنشود
ميزانية الأسرة!!
رقية سليمان الهويريني

هناك خلط في المفاهيم لدى المجتمع بين الحكمة والترشيد في الاستهلاك والادخار، وبين البخل والتقتير، وهذا اللبس أوجد لدى شريحة من المستهلكين قلقاً وتوتراً يخشى منه انعدام التوازن في الدخل والمصروف؛ فالمجتمع منقسم بين غارق في الإسراف وبين مقتر وبخيل حتى الجفاف!!

ولكي يوازن المرء بين دخله واستهلاكه لا بد من وضع ميزانية ذات بنود محددة؛ ليعرف أين يصرف ماله، بل وإدراك أهمية توزيعه حسب الأولويات، ولا يكتفي بمعرفة اتجاه المال.

وحيث تعتبر ميزانية الأسرة الدعامة الأساسية لكافة المصروفات المختلفة التي يمكن التحكم بها بطريقة مناسبة من خلال توزيع بنود الميزانية، بما يتوافق مع الحالة المادية، لاسيما في أوقات المواسم المختلفة التي تتزامن أحياناً وتحدث إرباكاً لرب الأسرة، لما تسببه من ضغوط وأعباء مادية حتى لو تم توفير المطلوب؛ إما تعاطفاً مع الأبناء أو خجلاً من الزوجة أو ابتعاداً عن الشعور بالحرج أمام المجتمع.

فالتخطيط المسبق وإدارة الأسرة اقتصادياً وتعميق فلسفة الادخار، كل ذلك يعد وصفة آمنة ووقاية من حمى الصرف العشوائي فيما يتعلق بشراء الحاجيات اليومية لمجرد متعة التسوق وليس الاحتياج، فيكون الشراء ضمن رغبات غير مقننة مما يتبعه عادة الشعور بالحسرة بعد امتلاء الحاويات بالأطعمة التي تم شراؤها بدون حاجة ملحة لها.

ومن هنا يأتي التأكيد على أهمية التفكير بوضع ميزانية شخصية والقيام بأهم بنودها وهو تدوين ما نحتاجه في ورقة ومن ثمّ القيام بشراء ما تم تدوينه فقط, حتى نتجنب الشراء العشوائي الذي يتم عادة بدون تخطيط ودراسة, ومن ثم الدخول في دائرة مصطلح (المستهلك المغفل) الذي يقوم بالشراء العشوائي!

إن الحاجة ملحَّة لأن نقوم بوضع ميزانية أسرية، وهناك أمور يحسن بنا الانطلاق منها حين الشروع بإعداد الميزانية الشخصية ومن أهمها: الإعاشة والسكن والتعليم والصحة وسداد الفواتير حال صدورها، وتسليم الخدم مستحقاتهم في وقتها، والصيانة الدورية للأجهزة، ومن ثمّ التجهيزات العامة والتجديدات والاستعداد للمناسبات الطارئة, ويأتي بعد ذلك الادخار. وهي بالحقيقة سلسلة من المصروفات التي تحتاج إلى الدقة أثناء توزيع بنودها في ميزانية الأسرة، مما يشعر أفرادها بالاستقرار، وعدم الاستنفار حين حلول الطوارئ أو المناسبات التي تتطلب الاستمتاع بالمناسبة وليس حمل العناء والهموم لها!

إن التعامل مع مواسم المصروفات بحكمة وتعقل يضمن راحة أفراد الأسرة، ويجنبهم الضغوط ويبعدهم عن القلق، وما ينتج عنهما من مشكلات أسرية بالغة الألم بسبب سوء التخطيط والعشوائية. ومن الجميل حقاً، أن يشرك الوالدان أبناءهما عند الشروع في وضع (بنود الميزانية)؛ لأن ذلك يمدهم بالثقة والشعور بالمسئولية ويرفع معدل اعتزازهم بأنفسهم، وهذا بلا شك أحد (بنود التربية)!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342






لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد