في يوم الجمعة الماضي حل خبر وفاة اللاعب الدولي وكابتن منتخب المملكة السابق في كرة اليد عبدالله الوهيب كالصاعقة على الكثيرين من محبي اللاعب الخلوق وصاحب الانجازات الرياضية الكثيرة في عصره. لقد كان الحادث مؤلماً للقلوب والعقول كلنا نؤمن بالموت على أية حال يأتي, لكن ما حدث للوهيب قد هز مشاعر أهالي عنيزة خاصة والمتعاطفين من خارجها حيث سقطت أربع جثث على الطريق البري الزراعي السيء في لحظة واحدة وبومضة عين ولم يكن هذا الحادث هو الأول في هذا الطريق هذا العام فقبله حوادث كثيرة بسبب تواجد فعاليات السياحة صيفاً وشتاءً ووجود زحام شديد على مدار الساعة على جانبي الطريق في كل عام دون أن نشاهد تحركاً عملياً من أي جهة لمعالجة الطريق.
مما خفف مصاب كل مواطن في هذا البلد هو التفاعل والتكافل الاجتماعي من أعلى المستويات وحينما امتدت يد العطف والحنان لتطفئ لهيب مأساة عائلة الوهيب بفقدهم أربعة أشخاص دفعة واحدة فقد مسح الأمراء الكرام دموع العائلة بوقفتهم وعزائهم بدءا من أمير الرياض المحبوب وسمو نائبه واتصالات سمو أمير القصيم المتواجد في قلب كل قصيمي وسمو نائبه وغيرهم من شخصيات الدولة الكبار والصغار فجزاهم الله خير الجزاء وجعل ذلك في موازين أعمالهم.
رسالة إلى أمير الشباب
لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الكل لم ولن ينسى مواقفكم النبيلة مع كل رياضي أو منتسب للرياضة بوقفاتكم الكثيرة والكبيرة. فقد زرت العائلة لتقديم واجب العزاء في فقيد الرياضة ومن لحق به من العائلة ورأيت دموع الأبناء الثكلى وقلوبهم تعتصر ألماً بفقدهم أعز ما يملكون والدهم ووالدتهم وأشقاءهم وبفقد أهم ما في حياتهم وهم الوالدين, أصبحوا قلقين على مستقبلهم وما علمته أنهم لا يملكون البيت الذي يستظلون به فقد مضت السنوات والفقيد يحاول أن يتملكه ولكن الموت لم يمهله وابنه الأكبر عبدالله خريج كلية التقنية أصبح العائل لمن بقي من العائلة ولكنه حبيس جدران المنزل لأنه لا يملك وظيفة يعيش منها ويؤمن الحياة الكريمة لاخوته.
سيدي أمير الشباب لا أعتقد أنه سيغيب عن سموكم مسح دموع اليتامى وتأمين العيش الكريم لهذه العائلة المكلومة بقدرة الله عز وجل بأن يشملهم عطفكم بشراء منزلهم الذي يسكنونه وتأمين وظيفة لعائلهم الأكبر فما تقدمونه لهم سيكون في موازين أعمالكم إن شاء الله فأنتم كرماء وهم يستحقون ومن عادتكم الوقوف مع أبنائكم دون تمييز تقديراً لما قدمه والدهم الفقيد في سجل حياته الرياضية الناصعة. لأراكم الله مكروها في عزيز.
محمد إبراهيم العبيد
«الجزيرة»