الجزيرة-عبد الله الحصان- حازم الشرقاوي
أثار تراجع مؤشر الأسهم أمس حفيظة المتداولين ومخاوفهم لا سيما وأن الهبوط جاء مع بداية عام وبنسبة قاربت الـ 3%.
عدد من المحللين حمّل قرار إعادة شركة أنعام للتداول من جديد بينما وصف بعضهم التراجع بـ (الطبيعي) وغير المستغرب وأرجعوا ذلك إلى الحالة التي يعيشها السوق لا سيما وأنه يمر بمرحلة انتقالية فيما يتعلق بنوعية الاستثمار.
المحلل المالي بشر بخيت اعتبر ما حدث أمس أمراً غير مبرر، وقال: ما حصل هو نتيجة لتخوف ملاك أسهم المضاربة إزاء ما تم الإعلان عنة بإمكانية إدراج شركة أنعام خارج أنظمة التداول، الأمر الذي تسبب بخروج العديد من المتداولين أسهم المضاربة. غير أنه اعتبر الوضع الاقتصادي جيداً وإن قال إن ما حصل من هبوط هو فرصة للشراء لا البيع. أما المحلل المالي نبيل المبارك فلم يستغرب فقدان الكم الكبير من النقاط، وقال: إن ما حصل أمر طبيعي ومرحلة انتقالية بالتحول من استثمار الأفراد إلى استثمار المؤسسات، وأكد أن هذا الأمر الذي ولَّد صراعاً حقيقياً ما بين الاستثمارين واستدرك بقوله: الهبوط منطقي من ناحية وغير منطقي من ناحية أخرى؛ فالمنطقي حدث عندما بدأت المؤسسات الاستثمارية في وقف عمليات البيع والشراء وهذا أمر طبيعي كونها تستثمر وفق إستراتيجيات محددة مسبقاً، أما غير المنطقي فقد جاء من المستثمرين الأفراد والذين تعجلوا عند رؤيتهم للمؤشر الأحمر بالبيع دفعة واحدة وبطريقة دراماتيكية. وعن توقعاته لأداء السوق لهذا اليوم الأربعاء، قال أرى أن الضغط سوف يستمر ولكن في المقابل سيكون هناك من يقومون بالشراء بكثافة لذا لا أرى أي مبرر للبيع في هذه المرحلة.
غير أن المحلل المالي عمار شطا يرى أن تراجع السوق 333 نقطة أمر لا يعدو كسراً للحاجز النفسي واعتبره بالأمر الصحي بنفس وبرر ذلك بقوله: (السوق بلا خوف هو الخوف بحد ذاته) وأضاف.. ما يحدث الآن هو ترجمة للحكمة الأمريكية الخاصة بسوق الأسهم والتي تقول: (الصعود على جدار الخوف). واستبعد شطا نزول المؤشر عن 10200 نقطة، وقال إن السوق الآن هو فرصة شراء قوية على حدود 10200 و10250 نقطة كما أنها فرصة لا تفوت لمن يرغبون بالاستثمار فيما بين الـ 10200 و12400 نقطة.
أما المحلل المالي يحيى عيسى فيقول: إن ما حدث في السوق أمس هو أمر طبيعي يقوم على عملية جني الأرباح مشيراً إلى أن ذلك يحدث عادة في مطلع العام انتظاراً لنتائج أرباح الشركات، وتوقع وصول مؤشر الأسهم إلى حاجز 10.200 نقطة خلال الأيام القليلة المقبلة، ثم يقف عندها ثم إما يستمر في الانخفاض أو يتجه نحو الصعود موضحاً أن دوافع الصعود ستكون في حالة تحقيق أرباح إيجابية، أما النزول فسيكون في حالة ظهور الأرباح بصورة مخيبة للأمال. وذكر عيسى أن هناك ثلاثة أسباب مهمة تؤثر على الأسهم، وهي: نتائج أرباح الشركات، والنمو الاقتصادي في البلاد وتأثيرات الأحداث الإقليمية، بالإضافة إلى الأحداث العالمية التي تؤثر في كافة الاسواق. بينما لخبير المالي والاقتصادي الدكتور خالد الخضر فأوضح أن الانخفاضات في السوق تعود إلى خوف المتداولين من تقسيم السوق بعد قرار إعادة سهم شركة إنعام خارج تداول، وكذلك قرار تفعيل السوق الخليجية الذي قد يكون قد ألقى بظلاله على السوق فبعض القرارات يكون لها آثار سلبية على أسواق الأسهم، كما الهبوط المستمر في قيمة الدولار والتي بلغت نسبة 27% مقارنة ببداية عام 2007م. بالإضافة إلى انتظار نتائج الربع الرابع للشركات في عام 2007، علاوة على قيام بعض البنوك بتصفية بعض الصناديق الاستثمارية لتوزيع الأرباح على المستثمرين فيها.
وتوقع الخضر حدوث عمليات نزول في السوق بقوة اليوم (الأربعاء) نتيجة استمرار حالة الخوف لدى المستثمرين في السوق، وقرب اكتتاب بترورابغ الذي يعد ثالث أكبر اكتتاب تشهده المملكة مما يساهم في سحب سيولة كبيرة من السوق.