Al Jazirah NewsPaper Monday  24/12/2007 G Issue 12870
الريـاضيـة
الأثنين 15 ذو الحجة 1428   العدد  12870
حوت الهلال.. بات (دلفين)!
تفريغ الهلال من نجومه آخر وسائل فعل الوأد
تركي ناصر السديري

دحرجت دكاكين الفضاء.. حكاية احتراف اللاعب السعودي في أوروبا!

ودكاكين الفضاء.. هذه كاره لتطور الرياضة السعودية وفي مقدمتها الكرة الخضراء التي تفوقت آسيوياً وإقليمياً.. منتخبات، وأندية.

ولهذا تواجدت هذه الدكاكين.. على هيئة قنوات وبرامج رياضية في الفضاء والورق.. لا تمل ولا تكل في حياكة التشويه والتكريه بالثوب والغترة العربية السعودية وفانلة الرياضة الخضراء، بعض هذه الدكاكين المشبوهة تحول إلى (سوبر).. ماركت على أحدث طراز وتقنية وامتلاك أشد وسائل التشويه لؤماً والتهديم والتلويث للفضاءات النظيفة، للرياضة النظيفة.. بلونها الأخضر.. البهي. ودعوة دكاكين الفضاء لاحتراف اللاعب السعودي في أوروبا، (حق) يراد به (باطل)، ولهذا فهي تستغل هذا الهدف الكبير لأجل هدم ووأد..

وليس لصالح تطور ورقي الكرة السعودية! فهي تستغل هدفاً كبيراً تبتغيه أية كرة في العالم والمتمثل في أن يكون لها حضور وقيمة في ميدان التنافس الكروي، وأن يكون نجومها هم نجوم ملاعب الكرة المتطورة، وكل كرة في العالم تسعى أن يكون ميدانها التنافسي الكروي ممتلكاً لمسابقة عالية القيمة الفنية والأدائية والجماهيرية من خلال مستويات أنديتها المتنافسة وتوفر المدربين ونجوم الكرة التي تلتفت لها الأنظار ويبحث عنها جمهور الكرة الممتعة وبالتالي تكون غاية ومنى الاستثمار والتسويق الرياضي.

والكرة السعودية بمسابقاتها وأنديتها هي الأكثر من بين أندية العالم الثالث قدرة واقتدارية في أن يكون لها موقع ومكانة بين مسابقات الكرة الحديثة، ولهذا نلمس ونرصد أن الدوري السعودي وأنديته يحظى بالاهتمام والمتابعة الأكثر في المنطقة العربية دون منازع، مما يجعل منه الدوري الأقدر على أن يكون له موقع مميز على مستوى العالم.

وهذه العالمية لا تأتي هكذا من خلال مبادرات وخطوات عجولة ومرتجلة، إنها تأتي من خلال استراتيجية محددة الأهداف، ومتعاقبة الخطوات، تنتقل من مرحلة إلى أخرى متى ما اكتمل نضوج كل مرحلة.. وهكذا حتى (تفرض) وجودها وقيمتها في ميدان التنافسية في سوق الكرة الجديدة.

ولهذا.. فإن (دكاكين الفضاء) الحقودة لا يسرها أن يتحقق للكرة السعودية الولوج إلى مرحلة النضوج التنافسي، ولذلك فإن هذه الدكاكين مفجوعة من أن يحدث مثل هذا الأمر، لذا فهي لم ولن تكل وتمل في إفساد خطوات الكرة السعودية في المضي نحو تحقيق إنجاز مراحلها بترتيب وتأنٍ ورؤية. ولذلك تلجأ لدرجة الاستماتة في حرق المراحل، وإفساد أنضج خطوات المسيرة الخضراء من خلال دفع الكرة السعودية إلى الوقوع في أخطاء استراتيجية يحتاج إصلاح زلاتها عقود من السنوات عملاً وترميماً.

***

تعرف دكاكين الفضاء الكروية أنه لكي تدمر كرة أية بلد عليك بتفريغها من نجومها. فتكون بالتالي مسابقاتها التنافسية من التعاسة والضعف الفني والجماهيري بحيث لا يتلفت لها جمهور، ولا يهتم بها مستثمر.

ولنا في دول عديدة المثال والنموذج، وما مسابقات الكرة في إفريقيا عنا ببعيد فهي دفعت ضريبة (تفريغ) مسابقاتها من النجوم الذين يلعبون في خارجها، وهم أساساً نتاج رعاية كشافة الاستثمار الكروي في أوروبا وليسوا (أي نجوم الكرة الإفريقية) من نتاج مسابقات دولهم المحلية، وهذه حقيقة يجب ألا تغيب عنا، وألا تغشنا ونظن أن النجومية العالمية للاعبين الأفارقة الذين يلعبون في أندية أوروبا إنما هي نتيجة تطور مسابقاتهم المحلية. الراصد لهؤلاء النجوم سيعرف أنهم من إعداد وتشكيل النادي والملعب الأوروبي الذي يحتضن المئات من صغار السن يدربهم ويصقلهم ويرعاهم ثم يتولى تسويق المميز منهم والذي في النهاية يأخذ النجومية، لكنه لا يجني سوى فتات المائدة البنكوتية فيما كل المائدة تلتهمها مافيا السمسرة الكروية..

الدول الإفريقية لا تمتلك ما تمتلكه من بنية رياضية وأنديتها ضعيفة الإمكانات المادية، فهي أساساً مرتبطة باقتصاديات دولها الفقيرة، العاجزة أساساً على سد احتياجاتها الأساسية لمعية ومتطلبات الفرد والدولة.

بالنسبة لنا في المملكة الأمر مختلف، ويجب أن يكون مختلفاً لكوننا نملك اقتصاداً متيناً، وبنية رياضية متطورة، وأندية قادرة على أن تتكيف مع متطلبات الاحتراف، وكذلك - وهذا مهم- تملك الكرة السعودية مناخاً استثمارياً مغرياً.

لذا علينا أن نوجد الاستراتيجية المرحلية التي تجعل من الدوري السعودي موقع (جذب) يوجد فيه أميز المدربين واللاعبين، والمحافظة على نجوم الجذب الجماهيري وأن نتجنب الوقوع في مقصلة (تفريغ) المسابقة المحلية من النجوم وتهجيرهم؛ اعتقاداً أن الوسيلة والأهداف الناجعة لتطور الكرة تكون من خلال اللعب هناك في أوروبا!

نعم، يجب أن يأتي اليوم الذي يحترف فيه اللاعب السعودي في كل الدنيا.

ولكن هذا الأمر لا يأتي هكذا بمجرد أمنية أو حتى رغبة، ولا صمت ببادرة، لأن الموضوع ليس مجرد ارتداء فانلة نادٍ أوروبي ولا حتى الغاية والهدف فقط لإشباع نعرة التباهي والتفاخر، وابتسار الغاية والهدف بما يحكيه الآخرون عنا من مديح وإعجاب.. (أكبر دعاية للسعودية).

لنكتشف في النهاية أننا فرغنا مسابقاتنا من النجوم؛ لأننا سلكنا ما سلكه الآخرون، ما لا يتوفر عندهم من عوامل مساعدة وكفيلة بعدم هجرة نجومهم عن مسابقاتهم.

إن الاستعانة بالملعب والنادي الأوروبي تكون لكرة كالكرة السعودية من خلال جذب نجومهم ومدربيهم، ومن خلال احتراف المواهب الكروية الصغيرة وتشجيع اللاعب والنادي السعودي على ذلك.

تصور لو أن في الهلال عقلية رياضية ناضجة وممتلكة لشروط التفكير العلمي الذي يجعلها تدرك وتعي ماهية العمل العلمي الصحيح والبناء. أقول - تصور - لو أن حماس إدارة الهلال قد انصب على مواهب صغار من أمثال محمد العنبر وسرور والسعود والكلثم وغيرهم.. وسعت لأن يلعبوا في أندية أوروبا.. فإن الهلال والكرة السعودية ستكون هي المستفيد الحقيقي في النهاية، عندما يعود اللاعبون إلى الدوري السعودي يزيدونه مستوى ونجومية.

أما أن (تفرغ) ناديك من نجمه ونجومه فإنك أيضاً (تفرغ) مسابقتك المحلية من نجومها، فكل نادٍ ستكون (شغلته) توفير النجم لتسويقه إلى أوروبا!!

إن هذا الحال هو منى وغاية دكاكين الكرة الفضائية.. فهي نتاج المسوق العربي الذي يرى الكرة مكسباً ومالاً وبالتالي لا يريد في سوق الكرة إلا ملعبه وأنديته، ولهذا لن يكل ولن يمل في أن يجذب مواهب الأرض إليه، ولا يسره أن يوجد غيره في الميدان.

ولهذا وجدت دكاكين سماسرة الفضاء تقوم بدورها ولهذا تدحرج منطقية فتاكة في جوهرها، براقة مغرية في ظاهرها، مفادها: اجعلوا هدفكم الأقصى أن يحترف نجومكم في أوروبا.. فذلك هو ما سيجعل لديكم منتخباً ميه.. ميه!.

***

مرحباً بالوقت والزمان الذي يلعب فيه اللاعب السعودي في أوروبا. ولكن ليس من خلال مناهج الأمية الرياضية وارتجاليتها ومآربها، إنما من خلال استراتيجية محددة الأهداف واضحة الخطوات ممتلكة للوسيلة والأداة المبرمجة والمقومة التي تجعل النتيجة والمغنم تحقق الهدف النموي الوطني المتمثل في تطور حقيقي للكرة الخضراء.

***

نعم جميعنا يحلم بأن يكون اللاعب السعودي هو من تبحث عنه أندية العالم المتطور كروياً، ولكن ذلك لم يأتِ بعد وليس بالممكن أن يكون ذلك حقيقة إلا إذا حققنا شروط ذلك، هاكم (أسامة هوساوي) مثالاً تأكيدياً على أن ذلك له!

فمتى ما دخل النادي الأوروبي في المنافسة على كسب التعاقد مع (أسامة) أو أي لاعب سعودي.. فاعرفوا أن المرحلة قد نضجت، أما أن تغوينا نتائج التسويق الارتجالي المنقادة بتحفيز وبوصلة التباهي.. فتلك ستكون بداية السقوط في الهاوية.

***

لماذا.. ياسر..

وسأتغاضى في أن يكون في الأمر (إن) .. حتى ولو جال في الذاكرة أسماء الغشيان، التمياط، الجابر، الصويلح!.

لذلك أسأل بطريقة المختصر المفيد: هل هو (تفريغ).. لقوة مستوى الهلال الأدائي والفني لكون ما سيحدثه غياب نجم قاري بخارقية ياسر القحطاني.

هل يوحي ذلك بأن في الأمر (عبثية) ربما توجب الأخذ على يدها.

يا للعجب.. نجم يشتري عقده الهلال بملايين الريالات (لأجل تدعيم قوة الفريق).. وها هو الآن يريد أن (يخلص) الفريق منه، وهو قوة الفريق وروحه.. بل والإغراء الجذاب للمشجع والمستثمر؟!

فزع مدرج الهلال من هذا العبث. وفجع من تمكن دكان الكرة الفضائي من تحريك الأمور في ناديه.

جمهور الهلال الكبير حسم أمره، وتأكد أن ناديه يحتاج إلى إدارة عاجلة تدرك مسئوليتها، وتملك من الحكمة والنضوج والرؤية البعيدة، التي تجعل من ناديها نادٍ يساهم بفعالية لتطوير كرة بلاده من خلال إيجاد مسابقة كروية تجذب اهتمام ومتابعة أكبر مدرجات الكرة في منطقتنا العربية.

***

* تفريغ الهلال من نجومه أخر حيل وأد الهلال حسب ما يرى جمهوره. فالتحالف المتعدد المناشط لم يفد في فكفكة هذا المارد الصعب، وكذلك لم ينفع تشويه الهلال ورجمه بمياه الغسيل الإعلامي، وكذلك لم تعد شماعة التحكيم له أية فائدة في الحد من جماهيره وبطولاته أيضاً لم ينفع حتى إدارته بطريقة القادمين بالبرشوت.. بطولات الهلال تزداد، ومدرجاته تزداد، ولم يبقَ إلا (تفريغ) فانلة الهلال من نجومها.. بطريقة تحويل (الحوت) إلى (دلفين) يمرح ويسرح على كيفه.. للحديث بقية..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد