Al Jazirah NewsPaper Monday  24/12/2007 G Issue 12870
الريـاضيـة
الأثنين 15 ذو الحجة 1428   العدد  12870
من القلب
حج مثالي والحمد لله!!
صالح رضا

بفضل الله عز وجل ثم بمتابعة دقيقة خطوة بخطوة منذ آخر يوم من أيام الحج عام 1427هـ إلى أول أيام التشريق لهذا العام 1428هـ، والملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين لا يجفل له جفن، ولا يرتاح له بال، وهو يتابع لحظة بلحظة مشاريع وخطط حج عام 1428هـ.. تحوطاً لأي نقص أو خطأ عفوي قد يعكر صفو الركن الخامس لأمة زاد حجاجها على الثلاثة ملايين نسمة يقطنون منطقة محدودة، ويتحركون في وقت واحد، وهم من مختلف المشارب والثقافات والأعراق واللغات، ولكن بفضل من المولى عز وجل ثم بجهود رجال عبدالله بن عبدالعزيز يتقدمهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية هذا الرجل الذي لن نوفيه حقه فهو قد جند نفسه لمليكه ووطنه وشعبه وضيوف الرحمن وأمنهم وسلامتهم فحقق الله على أيديهم هذا النجاح الكبير.. ولا ننسى الدور الذي قامت به إمارة منطقة مكة المكرمة متمثلة في أميرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية من دور مؤثر ومباشر انعكس على نجاح حج هذا العام.

فجزيت يا أبا متعب ورجالك الأشاوس خير الجزاء.. وأطال الله عمرك في مرضاته حتى ترى أمة الإسلام كما تريد أن تكون من رفعة ومحبة وسلام لأمة الإسلام خاصة وللعالم أجمع.. ونشكر الله العظيم الذي جعلك لنا أبا شفوقاً يسهر ويحنو ويتابع كل ما يهم شعبه ووطنه وأمته.. ومن يجرؤ على اعتبار نفسه فقيراً عندما يكون غنياً بحب الله ثم بحب وطنه.

جنائز التحكيم المحلي!!

شاهدت مباراة الهلال وشقيقة النصر وأنا خارج المملكة، ثم انقطعت عن تتبع الشأن الرياضي المحلي بحكم السفر ولإعطاء النفس راحة من عناء تتبع الرياضة عامة وكرة القدم المحلية، خاصة وكرتنا المحلية لم تعد تقدم المتعة بل تقدم مستويات هزيلة وسط تحكيم متردي لدرجة مفجعة.. وليس أدل على ذلك من دربي الرياض الأخير.. فقد كانت مباراة الهلال والنصر خالية من اللمحات الكروية الإيجابية والجميلة وليس فيها ما يستحق ذكره غير ضربة الجزاء غير الصحيحة التي أهداها الحكم سعد الكثيري للفريق الأصفر استجابة لضغوط مورست بأساليب مختلفة قبل أسبوعين من الدربي لعلها تؤتي ثمرها، ولم يخيب الكثيري آمالهم في هدايا تحكيمية.

وعند عودتي فجعت من الآراء المتضاربة والمتجادلة بين الجانبين الأزرق والأصفر في حالة تدعو إلى الدهشة، فالمباراة انتهت منذ فترة زمنية طويلة والجدل ما زال مستمرا بشكل عجيب وكأن ضربة الجزاء تحتاج لفتوى أو لشيء خارق لمعرفة أي الجانبين على صواب.. في حين أن قانون كرة القدم بسيط وواضح وليس فيه لوغاريتمات بل هو من أسهل قوانين الألعاب مقارنة بالسلة مثلا والتي أجهل بكل جدارة واستحقاق قوانينها وملابستها بعكس كرة القدم التي يفتي فيها أي شاب يافع ومتابع لكرة القدم المحلية والخارجية.. ومع ذلك ورغم الدعم اللامحدود للحكام المحليين ولجنتهم إلا أن إنتاجهم ومخرجاتهم تدعو فعلا للتساؤل والدهشة من هشاشة واقعها المزري، ففريق مثل الأهلي يذبح وينحر في كل مباراة أمام الفرق الكبيرة والصغيرة في حالة غير مفهومة على الإطلاق، إلا إذا كانت لجنة الحكام وحكامها تتعامل مع الأندية التي تصعد مواقفها ضد التحكيم والحكام ويمارسون عليهم ضغوطاً مختلفة تصل إلى حد القذف في الأمانة المهنية، أقول إذا كان ذلك الأسلوب هو ما يخدم الأندية التي تتمحك بالحكام ولجنتهم وهذه الأندية هي التي تحترم ويقدم لها الدعم التحكيمي في المباريات فهذه كارثة أخلاقية في المقام الأول.

إن الأهلي الذي يتعامل بكل كياسة ورقي مع لجنة الحكام وحكامها ونتيجة لذلك ينحر في كل مباراة يلعبها نحرا بشعا أمام كل الفرق الصغيرة والكبيرة في حالة غريبة وعجيبة بل وسلبية وسقيمة وقميئة. إذا كان الأمر كذلك فلابد للأهلي أن يغير من سياسته وطريقة تعامله مع لجنة الحكام كي يحصل على حقه كأي فريق آخر.

إن التحكيم المحلي لكرة القدم يعاني من خلل كبير ومن سنوات طويلة متمثلا في ضعف اللجنة وحكامها أمام أندية معينة من ذات الصوت العالي بينما تنقلب اللجنة وحكامها إلى أسود مستأسدة على الأندية (المسالمة) كالأهلي على سبيل المثال لا الحصر.. والحل يبدو صعب المنال في ظل ضعف لجان التحكيم والحكام وعدم تطبيق القانون على الجميع.. ولعل التوسع بالاستعانة بالحكام الأجانب هو الحل الأنجع للرقي بالمستوى التحكيمي لمباريات كرة القدم المحلية لعلها تصل في رقيها ونزاهتها إلى مستوى الدوري القطري ولن نقول الدوري الإنجليزي أو الإيطالي.. ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

ياسر والدوري الإنجليزي!!

أرجو أن أكون واضحا في توضيح بعض الأمور التي تخص الاحتراف في الأندية الإنجليزية تحديدا.. فالدوري الممتاز الإنجليزي ينصف من الفئة A بينما الدوري الفرنسي والألماني يعتبر من الفئة B، لذا فمن الصعوبة اللعب في الدوري الممتاز الإنجليزي، حيث يحتاج اللاعب الملتحق بأحد أندية الدوري الممتاز الإنجليزية إلى مواصفات قلما تتواجد في اللاعب العربي عموما، ومنها انضباطية اللاعب وسلوكه خارج الملعب، ففكر اللاعب يجب أن يكون مهيأ ومشغولا بالتمارين وتطوير الذات فقط قبل أن يفكر في المباريات ذلك لأن اللاعب يقيم في التمارين أكثر من تقييمه في المباريات، فالتمرين يجب أن يستحوذ على اهتمام اللاعب إلى حد الهوس، وليس هناك غير التمرين ويبعد كل البعد عن الترفيه والمجاملات العائلية أو الانشغال بأي شيء آخر غير التمرين ومن ثم يأتي الاهتمام بالمباريات وإثبات الذات وتحقيق المستوى الذي يرضي مشجعو الأندية الإنجليزية.

لذا فالكابتن ياسر القحطاني مهيأ بحكم تربيته الإسلامية لتحقيق الانضباطية المطلوبة في لاعب محترف بالدوري الإنجليزي، حيث إن تلك السلوكيات القويمة والسوية سترفع مستواه الفني لدرجة تثبيت أقدامه في مانشستر ستي، وهذا فيه سمعة إيجابية كبيرة للكرة السعودية وخسارة فنية للفريق الهلالي دون جدال.

الشيء المحزن حقيقة هو ما مورس في منتديات النادي الإنجليزي من بعض الصبية من عبث ومحاولة تشويه صورة اللاعب العربي عموما وياسر خصوصا في تصرفات مقيتة وقميئة وساذجة تدل على خواء أصحابها من الحد الأدنى للأخلاق والقيم والأعراف.. والله المستعان على ما يفعلون.

وبالتوفيق والسداد للاعب الفذ ياسر القحطاني في أقوى دوري أوروبي.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد