Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/12/2007 G Issue 12865
الريـاضيـة
الاربعاء 10 ذو الحجة 1428   العدد  12865
سيقضي المزيد من الوقت متربعاً على عرش كرة القدم العالمية
الإلهام والموهبه يقودان كاكا للفوز بلقب أفضل لاعب في العالم

قبل يومين فقط، وبالتحديد يوم الأحد الماضي، كان النجم البرازيلي كاكا موجوداً في طوكيو يقود زملاءه بفريق آيه سي ميلان الإيطالي لكرة القدم لتحقيق فوز كبير بنتيجة 4-2 على منافسه الأرجنتيني بوكا جونيورز في نهائي بطولة كأس العالم للأندية باليابان.

وبعد يوم واحد فقط، ذهب كاكا إلى مدينة زيورخ السويسرية لتسلّم جائزته كأفضل لاعب في العالم لعام 2007 من الاتحاد الدولي لكرة القدم. وبرغم تميز كلا اليومين بالنسبة لكاكا، إلا أنهما من ناحية أخرى لم يكونا أكثر من مجرد يومين آخرين في العمل. فكاكا وإن كان سنه لم يتجاوز 25 عاماً، قد أحرز بالفعل العديد من الألقاب والجوائز كان أحدثها جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2007 التي فاز بها من خلال الاقتراع السنوي الذي يجريه اتحاد الكرة الدولي (فيفا) بين مدربي وقائدي المنتخبات الوطنية حول العالم. وولد ريكاردو إزيكسون دوس سانتوس الشهير بكاكا في 22 أبريل عام 1982 بالعاصمة البرازيلية برازيليا، وبدأ ممارسة كرة القدم من خلال اللعب لنادي ساو باولو المحلي وهو في الثامنة من العمر. وفاز بلقب بطولة كوبا دي جوفينيل المميزة مع النادي وعمره 15 عاماً. وبعد أربعة أعوام أخرى، لعب كاكا مباراته الأولى مع فريق ساو باولو الأول وقاد الفريق إلى الفوز في بطولة ريو - ساوباولو ولكن الأهم من ذلك أنه بدأ يلفت أنظار الأندية الأوروبية.

وفي عام 2003، أراد ميلان الإيطالي حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا التعاقد مع كاكا مقابل 8.5 ملايين دولار. وهو السعر الذي وصفه سيلفيو بيرلسكوني رئيس ميلان الإيطالي بأنه (تافه). وظن الكثيرون وقتها أن ميلان ضم هذا اللاعب من أجل المستقبل وأنه سيعار لاكتساب الخبرة، ولكن كاكا سرعان ما شق طريقه نحو التشكيل الأساسي لميلان في غضون بضعة أشهر من انضمامه للنادي الإيطالي، وما زال كاكا محتفظاً بمكانه المميز بصفوف الفريق حتى الآن.

وفي موسمه الأول مع ميلان، أحرز الفريق لقب مسابقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي وكأس السوبر الأوروبية. وفي الموسم التالي أنهى ميلان الدوري المحلي محتلاً المركز الثاني بترتيب البطولة خلف البطل يوفنتوس وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا من ليفربول الإنجليزي. وفي موسم 2006 - 2007 حصل كاكا على لقب هداف بطولة دوري الأبطال برصيد عشرة أهداف، وقاد اللاعب البرازيلي ميلان للفوز 2-1 على ليفربول نفسه في نهائي البطولة الذي جرى بالعاصمة اليونانية أثينا في وقت سابق هذا العام. ولعب كاكا مباراته الدولية الأولى مع منتخب البرازيل في كانون الأول - ديسمبر من عام 2002 . وكان من لاعبي المنتخب البرازيلي الفائز بلقب بطولة كأس العالم في العام نفسه ولكنه لم يلعب سوى 19 دقيقة فقط طوال البطولة وكان ذلك في مباراة البرازيل مع كوستاريكا. وفاز كاكا مع البرازيل مجدداً بلقب بطولة كأس القارات عام 2005 وأصبح اللاعب الموهوب عضواً أساسياً بارزاً في المنتخب البرازيلي الآن.

وقبل بضعة أشهر، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن فوز كاكا بلقبي أفضل مهاجم في بطولة دوري الأبطال لهذا الموسم وأفضل لاعب بهذا العام على مستوى الأندية. وأضاف كاكا لقباً جديداً إلى قائمته الشرفية في بداية هذا الشهر عندما أعلن رسمياً عن فوزه بلقب أفضل لاعب في أوروبا لهذا العام متفوقاً على البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي كان اسمه مدرجاً أيضاً بالقائمة النهائية القصيرة للمرشحين الثلاثة لجائزة أفضل لاعب في العالم. وعندما تسلّم كاكا جائزة أفضل لاعب في العالم أمس الاثنين، أكد اللاعب البرازيلي أن هذا العام كان شديد التميز بالنسبة له. وقال كاكا (أود أن أشكر الله الذي سمح لي بالتواجد هنا اليوم. وأشكر زوجتي ووالدي وميلان، الفريق الذي مهد لي طريق الفوز. كما أشكر زملائي سواء في ميلان أو المنتخب البرازيلي وأشكر كل جمهوري).

ومن المعروف عن كاكا، الذي جاء اسم شهرته من شقيقه الأصغر رودريجو، حيث كان يعجز في طفولته عن نطق اسم ريكاردو فحوله إلى كاكا، أنه مسيحي إنجيلي متدين. ولطالما رفع كاكا قميص فريقه ليظهر الرسالة المكتوبة على قميص آخر من تحته والتي تقول: إني أنتمي إلى المسيح. ويتمتع كاكا، الذي حصل على الجنسية الإيطالية في وقت سابق من هذا العام، بعضوية جمعية (أتليتاس دي كريستو) أو رياضيون من أجل المسيح. ويعد الإنجيل كتابه المفضّل والقداسات موسيقاه المفضّلة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل تتويج كاكا بلقب أفضل لاعب في العالم، أشار اللاعب إلى أنه بإدراج أسماء ثلاثة لاعبين شباب بالقائمة القصيرة للاعبين المرشحين للفوز بالجائزة إنما يثبت أن كرة القدم باتت أكثر شباباً. وقال كاكا: (لقد بدأت دائرة جديدة). ولكن مع توافر عنصري الإلهام والموهبة في كاكا، فقد يعني هذا أن النجم البرازيلي سيقضي المزيد من الوقت متربعاً على عرش كرة القدم العالمية.

نموزج للاعب الكرة الحديثة

يمثِّل كاكا صانع ألعاب ميلانو الإيطالي ومنتخب البرازيل نموذجاً للاعب كرة القدم الحديث. فاللاعب البرازيلي الملتزم دينياً يتجنب حفلات المشاهير ولا يشعر بالقلق كثيراً بسبب صورته ويعبّر عن نفسه في الملعب بمهاراته الرائعة وانطلاقاته السريعة.

وساعد التركيز على الأمور الفنية اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً على الفوز بجائزة الكرة الذهبية أوائل هذا الشهر إلى جانب جائزة أفضل لاعب محترف في العالم للعام الحالي إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في ناد أوروبي هذا العام المقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ومثّل الهدف الذي أحرزه مع ميلانو في المباراة التي فاز فيها الفريق الإيطالي على بوكا جونيورز الأرجنتيني 4-2 في نهائي كأس العالم للأندية الأحد أفضل دفعة لفوز اللاعب البرازيلي بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوم الاثنين.وتفوق اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 25 عاماً على الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كرستيانو رونالدو جناح مانشستر يونايتد الإنجليزي ليضيف إلى جعبته جائزة أخرى.وسجَّل كاكا عشرة أهداف ليقود ميلانو للفوز بسابع لقب للكأس الأوروبية في مايو - أيار الماضي ونال هذا الكم الهائل من الجوائز في عام لم يشهد بطولة لكأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية. وكان فابيو كانافارو قائد المنتخب الإيطالي قد فاز بلقب أفضل لاعب في العالم العام الماضي عقب قيادته لمنتخب بلاده للفوز بكأس العالم في المانيا عام 2006 .

وغاب كاكا عن المشاركة مع البرازيل في بطولة كأس دول أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي فاز بها منتخب بلاده في يوليو - تموز الماضي من أجل الراحة إلا أنه لا يزال ينظر إليه باعتباره من صفوة اللاعبين بفضل أدائه مع ميلانو.وواجه ناديه أوقاتاً صعبة على المستوى المحلي، حيث تراجع إلى المركز الرابع الموسم الماضي عقب معاناته من عقوبة خصم ثماني نقاط بسبب قضية التلاعب في نتائج مباريات بالدوري الإيطالي لكرة القدم. إلا أن الموسم الحالي حمل أوقاتاً أكثر صعوبة للفريق حيث يحتل حالياً منتصف الجدول وفشل في الفوز على أرضه في الدوري الإيطالي.

ومع ذلك فإن كاكا يبدو دائماً في حالة تألق، حيث قاد مجهوده في الملعب وتمريراته الساحرة وليست أهدافه فريق ميلانو إلى الصعود لمرحلة خروج المغلوب بدوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم.

وأعلنت زوجته مؤخراً أنها تنتظر مولودهما الأول، في حين يسعى كاكا إلى اتباع نهج أكثر التزاماً من الناحية الدينية عقب اعتزاله كرة القدم. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك إشارات واضحة أن أفضل لاعب في العالم بدأ في التركيز بشكل أكبر على النواحي الشخصية.

فقد بدأ كاكا يظهر في المزيد من الإعلانات وصور المجلات وألمح في مقابلاته إلى أن إمكانية اللعب لريال مدريد تثير اهتمامه. وحاول الفريق الإسباني إثارة شهية ميلانو لبيع اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية بصفقة تبلغ قيمتها 80 مليون يورو (117 مليون دولار) ويعترف النادي الإيطالي بأن والد كاكا ووكيل أعماله عقدا محادثات مع بطل الدوري الإسباني.

ويبدو من المحتمل أن يتلقى اللاعب مزيداً من العروض في المستقبل إلا أن ميلانو يمكنه الآن وبسهولة أن يرفع السعر لعلمه بأن كاكا أصبح الآن رسمياً أفضل لاعب في العالم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد