(بلغ السيل الزبى)... لسان حال المستهلكين من الاستغلال الذي يواجهم في ظل حمى التضخم الذي يصيب الاقتصاد المحلي فالمستهلك اليوم لايريد من ينفخ في تنور التضخم الذي يصطلي بناره بالاستغلال والتلاعب بالاسعار باعتبار ان التلاعب بالاسعار لايمكن تبريره بعكس التضخم بمعناه الاقتصادي والذي قد توجد اسباب منطقية تفسر وجوده...لكن قوة المستهلك لايمكن ان تنبع في ظل عدم وجود مظلة تعنى بمصالحه وتتابع الانتهاكات التي يمارسها بعض التجار عليه إن كان على صعيد السعر او الجودة. استاذ اكاديمي تعلم في بريطانيا طلب عدم ذكراسمه قال لي: لايمكن ان ينضج سوق السلع والخدمات دون مواطن ومقيم يعرفان حقوقهما, لماذا يجب علينا ان نخترع او نفكر في صيغة موجودة منذ زمن في كثير من دول العالم؟ لماذا لانستفيد من تجارب الجمعيات والمنظمات التي تراقب الاسواق...؟ هل سمعت Watchdogهناك اكثر من صيغة لها في بريطانيا مثلا تقوم قناة BBC بانتاج حلقات من برنامج بهذا العنوان يقوم فيه المستهلكون بعرض تجاربهم المثبتة بالادلة وتجاربهم مع بعض الشركات والمنتجين!!نظر الي ثم اكمل قائلاً: هل تستطيعون في الصحافة نشر مظلمة مستهلك بيده كل الأدلة لإدانة شركة ما باسمها؟!! لايمكن ذلك لان الصحف تخشى من تعرضها للمحاكمة من قبل هذه الشركة!! وعليه فإن المستهلك لايمكن له أن ينال حقوقه من قبل الشركة أو المنتج الذي مارس معه غش أو استغلال بسبب ضعف الرقابة وعدم وجود الأطر التنظيمية الواضحة... والأعلام يخشى من التورط في قضايا تخسره المعلن الموجود أو المحتمل أو دفع تعويضات لشركة تسرع باتهامها!!اكمل الأستاذ الجامعي: هذا البرنامج حقق نجاحاً كبيراً في المملكة المتحدة في خلق وعي استهلاكي واسع وتعريف المستهلكين بحقوقهم كما ساهم في اجبار الشركات على تغيير سياساتها واضطر شركات إلى الخروج من السوق ودفع الجهات التنظيمية إلى تغيير بعض انظمتها... الأمر ذاته في الولايات المتحده فقد قام بعض المستهلكين بتطوير موقع يستعرض تجاوزات الشركات واخطائها ومشاكل المستهلكين معها حتى تحول إلى بنك معلومات شامل يلجأ إليه كثير من المستهلكين قبل التعاطي مع شركة او منتج ما!!اخبرته ان شباباً سعوديين طوروا موقعاً تفاعلياً في الانترنت يسعون من خلاله إلى استعراض المنتجات والشركات التي ترتفع اسعارها ويحذرون ويتعاهدون على مقاطعتها علاماتها التجاريه!!قال الرجل: خطوة جيدة لكن كم عدد المنضوون تحت هذه المواقع... لابد ان ينتشر وعي شعبي اكبر لتغيير فكرة هذه الشركات عن المستهلكين وحقوقهم!!
اعرف مواطناً اشترى سيارة من احد كبار وكلاء السيارات - هل تستطيع ذكر اسم تلك الشركة في تحقيقك؟... على كل حال.. الرجل حين اكتشف عيباً ظاهراً في السيارة حاول إقناع الشركة بإصلاح السيارة أو تبديلها وحين يئس من استجابتهم قام المستهلك المغبون بتخويفهم بالصحف!! فابتسم مدير المعرض مؤكداً بأن لا احد سينشر له ما يقول!! لم ييأس الرجل فطرق باب كثير من الصحف وحين لم يجد طريقاً ذهب إلى إحدى سيارات تحميل السيارات واتفق مع سائقها على حمل سيارته ليجوب به مدينة الرياض معلقاً لوحة تحكي مشكلته مع هذه الوكالة!! إلا أن السائق رفض طلبه قائلاً: لاتورطنا!!
استدرك قائلاً: اعرف أني ابتعدت كثيراً عن موضوع التضخم الذي تتحدث عنه لكن حديثي على الأقل عن جزء من التضخم الذي خلقه التجار دون مبرر بعد أن اختلط الحابل بالنابل!!.