Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/12/2007 G Issue 12862
الريـاضيـة
الأحد 07 ذو الحجة 1428   العدد  12862
في الوقت الأصلي
أبو طبيع
محمد الشهري

أتعجب كثيراً عندما أضع بعض المقارنات البسيطة لبعض الحالات التي نعيشها كواقع لا يحتاج إلى الكثير من التأويلات.. بقدر الحاجة إلى التسليم بضرورة التعاطي معها والاستفادة منها بقدر الإمكان.

** وأتعجب أكثر عندما أجد أن البعض في وسطنا الرياضي.. لا يتعاطى مع الأحداث والمتغيرات بالقدر الذي يؤهلهم ليكونوا في عداد من يستحقون قولاً وفعلاً تمثيل المنظومة الرياضية بأي شكل من الأشكال(؟!).

** فعلى الرغم من التغيرات الجذرية والتطورات المتسارعة الحاصلة على كافة المستويات والأصعدة الرياضية وغير الرياضية.. مما يفرض بداهة وتلقائياً الارتقاء بالمفاهيم والتخلي عن الممارسات البالية التي أثبتت فشلها، وبالتالي التعاطي مع الأمور الراهنة على أساس أن ما كان ينطلي على العامة قبل عشرات السنين.. لا يمكن أن ينطلي اليوم إلا في حالة واحدة تتمثل في استعداد هذه الفئة أو تلك على ابتلاع وهضم ممارسات أولئك البعض.. سواء كان ذلك عن قناعة (بلهاء)، أو كان اضطراراً فرضته ظروف الفشل المتراكم(؟!!).

** على سبيل المثال: مسيرو أحد الأندية ومعهم حفنة ممن تجمعهم بهم المصالح الخاصة والتوجهات واللون.. ما انفكوا يجترون قائمة من الأكاذيب التي هي في الأساس ثمرة استراتيجية عمرها أكثر من ثلاثين عاماً مضت(؟!!).

** هذه الاستراتيجية (المتوارثة) تتمثل في ضرورة عدم تفويت أي مناسبة أو فرصة أمام وسائل الإعلام.. دون التطاول والمساس بالهلال، من خلال ترديد واجترار تلك الأكاذيب.. مضافاً إليها ما تم تلفيقه وابتكاره من إبداعات مماثلة تصب في ذات الاتجاه خصوصاً وأنهم أكثر براعة في هذا الصنف من الفنون(!!!).

** يسألونهم عن أوضاع ناديهم الفنية والمستقبلية، فيتركون الخوض فيها ويديرون دفة الكلام صوب الهلال(!!).

** يسألونهم عن مشكلاتهم ومشكلات ناديهم الاقتصادية أو أي شأن يتعلق بناديهم.. فيذهبون للحديث عن الهلال(!!).

** كلما سألوهم عن أمر ما.. هرولوا باتجاه الهلال، حتى لو كان السؤال عن الأحوال الجوية أو عن مزايين الإبل(!!!).

** يدسون أنوفهم في أمور وقضايا لا تخصهم من قريب أو بعيد من أجل الإساءة للهلال، وهم بذلك إنما يسيؤون لأنفسهم وهم يشعرون أو لا يشعرون(!!).

** بالمناسبة: أحد الأصدقاء من مشجعي النادي إياه.. ممن تجاوزوا الخمسين من العمر، له فلسفة حيال هذا الوضع حيث يقول: كيف نطالب بتحقيق التطلعات واللحاق بركب الأبطال طالما أن هذه هي عقليات من يتحكمون في شؤون النادي وهذه اهتماماتهم وطموحاتهم التي لا يتجاوز ملاحقة الهلال عبر وسائل الإعلام بغرض الكيد والتأليب كنهج متوارث عبر الأجيال(؟!!).

** اللافت للنظر بقوة والمحير في آن معاً -كما يقول هذا الصديق- هو أن الهلال يحلق أكثر وأكثر ونحن نتقهقر أكثر وأكثر، وهؤلاء المهرجون لا يتعلمون ولا يريدون أن يتعلموا.. ثم يختتم بالقول: (أبو طبيع ما يخلي طبعه)؟!!.

ما هكذا تورد الإبل؟!

** منذ مدة تم عرض برنامج تلفزيوني مهمته (معالجة) ما وصف في حينه بأزمة الحراسة السعودية.. فكان أن جيء بأحد أحدث وأفشل الحراس لتولي مهمة المعالجة وطرح الحلول(؟!!).

** وفي إجراء مماثل.. جيء بثنائي يفتقر إلى المقومات والرؤى الفنية.. ناهيك عن افتقاره للخلفية الميدانية الإبداعية والمنجزاتية التي تشفع له أو تؤهله للقيام بالبحث عن حلول لأزمة كرة الطائرة السعودية(؟!!).

** ثم جاءت ثالثة الأثافي عندما جيء بأحد أكثر الحكام ارتكاباً للأخطاء (الكوارثية) عندما كان يمارس التحكيم.. في مهمة تقييم أداء الحكام(؟!!).

** يا جماعة الخير.. إذا كان الهدف من تقديم هذه البرامج هو وضع الأمور في نصابها والبحث الجاد عن الحلول، والرغبة في الارتقاء ومعالجة القضايا من خلال الطرح وتقديم الرؤى.

** فمن المؤكد أن القائمين على هذه البرامج قد ضلوا الطريق.

** فقد قالت العرب قديماً (أعط القوس باريها) بمعنى وجوب وضع الأمور أمام الأجدر والأكثر تأهيلاً لنقاشها والغوص في أسرارها في سبيل الخروج برؤى أكثر فائدة وأكثر قابلية للأخذ بها واحترامها.

** أما إذا كان الغرض هو الإيحاء بأن العمل يجري على قدم وساق بالاعتماد على هذا الحشو والزخم البرامجي، واستقطاب أكبر عدد من الوجوه.. دون النظر إلى عيب طغيان الكم على حساب الكيف (؟!).

** في هذه الحالة لا غرابة في تواجد مثل هذه العينات ممن تنطبق عليهم مقولة (فاقد الشيء لا يعطيه) على الشاشات بهذه الكثافة (؟!!).

** وللتأكيد.. أنا هنا لا أعني زميلنا الوقور (عادل عصام الدين) تحديداً.. ذلك أنه لا يستطيع القيام بكل شاردة وواردة بمفرده، وبالتالي فهو وحده لا يتحمل أوزار وأخطاء الآخرين.. فكما أن النجاح يحسب للكل، فإن الاخفاق لا بد أن يتحمل تبعاته الكل في القناة.

عيدكم مبارك

** أرجو الله أن نلتقي بعد عيد الأضحى المبارك، وكل عام والجميع بألف خير.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد