العنوان أعلاه استعرته من مقال سابق عن الطائي، وما سأورده الآن هو أحاديث أو آراء تدور في مدرج الطائي، فحكاية هذا النادي حكاية لأن صائد الكبار اصطادته المشاكل، فمشاكله سيئة إلى درجة اقترب معها إلى حافة الهاوية، والحكاية ببساطة تتلخص بقناعات خاطئة من أطراف متعددة يتحمل الجزء الأكبر منها إدارة النادي أو بمعنى أكثر دقة رئيس النادي، والجزء الأصغر أعضاء الشرف الفاعلين الذين لم يتركوا النادي يوماً وكانوا معه في الليالي السود والمقمرة، الطائي أصبح الآن فريقين (متنافرين) الإدارة ومن حولها، وأعضاء الشرف الداعمون، وكل فريق يرى أنه وحده الذي يحب النادي ويفسر حبه هذا من منظاره الخاص لا من الرؤية الكاملة لمصلحة النادي.
رئيس النادي
جاء نواف السبهان إلى النادي محبة، وشمّر عن ساعديه معلناً استعداده لبذل جهده وعطائه، وقد توسم فيه أعضاء الشرف خيراً ورأوا مناسبته لاعتلاء سدة الرئاسة فعرضوها عليه لكنه لم يوافق في البداية متعللاً بقلة الخبرة، فأقنعوه أنهم سيكونون بجانبه وسيدعمونه بالمال والرأي والمشورة وقد كان في سنته الأولى عند حسن الظن به لأنهم بجانبه، ولكن مع عقود شركات الهواتف النقالة يبدو أن هناك من أقنعه أو أثر عليه في أنه ليس بحاجة لمشورة ومال أعضاء الشرف، فأحاطت به مجموعة من محبي النادي ممن يفتقدون الرأي المناسب وأصبحوا مستشارين له، ومن هنا ظهرت الفجوة التي ستقود النادي إلى مصيره المجهول، وبدأ هؤلاء برسم خطوط (العناد) للرئيس، وقد يكون هدف بعضهم تصفية حسابات مع آخرين على خلفية خدمة سابقة للنادي، لذلك فمدرجات الطائي تقول للرئيس (انظر حولك يا نواف).
كل البشر يخطئون وليس هناك كامل في صفاته منهم، ونواف السبهان أحدهم، ولكن من يعرفه شخصياً يؤكد أن صفة (العناد) الذي وضحت في إصراره على مواقفه خاصة ما يتعلق بالاستقالة ليست صفة (أصلية) في طباعه فهو أبعد الناس عنها، ولكن من زرعها مؤخراً فيه..؟ إجابة المدرجات على ذلك تؤكد مرة أخرى انظر حولك يا نواف.
ومن المآخذ على إدارة الطائي اتهامها لمن لا يسايرها بأنه يقف ضدها وأيضاً حساسيتها مما ينشر في الصحف فأي رأي لا ترى أنه مناسب فصاحبه ضمن الواقفين على الضفة الأخرى الذين يوصف بعضهم بصفات كالمندسين وخفافيش الظلام، وهذه أيضاً حالة طارئة تلبست الإدارة هذا الموسم.
أعضاء الشرف
هناك أعضاء داعمون - مادياً وبالرأي - وفي مقدمتهم فهد الجراد الذي وقف إلى جانب كل الإدارات (إدارة المطير والعجلان والصادر والحماد والقبلان وأخيراً نواف السبهان) وما يميزه جرأته وإبداء الرأي حتى لو لم يعجب رئيس النادي فهو من النوع الذي لا تأخذه في حب ناديه لومة لائم، وأبرز عيوبه حدة الطباع وسرعة الانفعال، وقبل بداية الدوري حذّر من مستقبل مجهول ينتظر النادي إذا استمرت الإدارة بقناعاتها التي تسير عليها، وها هي الأحداث تسير باتجاه ما توقعه، وبجانبه عدد من أعضاء الشرف الذين يرون ما يراه وإن اختلفت درجات ذلك، ومن في مدرج الطائي ينظر إلى هؤلاء نظرة عتب لأنهم من أجلس نواف على الكرسي وهم من أقنعوه بالقبول وإنهم سيكونون بجانبه، كما أقنعوا محبي النادي بكفاءته وقدرته على السير بناديهم، ولكن سفينة نواف سارت عكس اتجاه رياح هؤلاء، وعقب المدرج في رؤيته أن على أعضاء الشرف إيجاد الحلول فهم المسؤولون، وهم قادرون بالفعل على ذلك، كما أن من المآخذ عليهم أنهم لم يمسكوا بشعرة معاوية بل إنهم قطعوها في وقت كانوا فيه أحوج ما يكونوا إلى عدم شدها.
ومن أعضاء الشرف الآخرين الذين يعول عليهم مدرج الطائي الكثير والذين يأمل منهم المحبون أن يقوموا بدور إيجابي فيما يمر به الطائي الأستاذ عبدالله المايز بمثاليته وآرائه السديدة - وهو رئيس سابق - وكذلك رئيس النادي السابق ناصر الحماد الذي يتفق الجميع على قبوله، يضاف إليهما سعود السوادي وتركي الضبعان وأحمد القريشي، فلهؤلاء دور توفيقي، وقد يكون في اجتهادهم الدواء الشافي، ولا يجب أن تتوقف خطوات أحدهم لمجرد عثرة بسيطة، ودون جدال فمهمتهم صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
أعضاء الشرف باختلاف نظرتهم مسؤولون أمام جماهير ناديهم وأمام تاريخه وستطالهم الاتهامات إن سقط النادي إلى درجات أقل فهم شركاء في مسيرة النادي الإيجابية أو السلبية.
الأمور المادية
هنا مربط الفرس وهنا موقع الخلاف والاختلاف وهنا إحدى مواد الاعتراض التي يرفعها الواقفون على الضفة الأخرى في وجه الإدارة حين يقولون نحن لا نشكك في ذمة الإدارة ولكن لا بد من الشفافية في هذه الأمور، فخزينة النادي دخلها ملايين الريالات من عقود شركات الهاتف وغيرها كبيع عقود بعض اللاعبين ومن حق أعضاء الشرف خاصة أن يحاطوا بكيفية صرف هذه الأموال ومدى استفادة النادي منها، وهناك سؤالان قد يطرحهما المشجع العادي على الإدارة، الأول هو كيف سيثق عضو الشرف الداعم مادياً في إدارة النادي إذا كانت تخفي مواردها ومصروفاتها عنه، وهل سيخاطر مستقبلاً ويقدم دعماً مادياً، أو أن النادي سيخسر الدعم، والسؤال الثاني عن شركات الهواتف النقالة التي تعاقدت مع النادي هل ستجدد تعاقدها المالي إذا انتهى أم أنها ستعيد النظر في ذلك خاصة إذا كانت المدرجات الرمادية تشير عدم الشفافية المادية وغموض مسارها وربما يقول مسؤولوها لماذا وجع الرأس الذي سيأتي من هذا الباب، الجواب على سؤالي المشجع صعب حتى الإدارة لا تستطيع الإجابة، والتكهن بنتائج الإجابة أيضاً غير سهل، ولكن ذلك يحدد بدرجة كبيرة مستقبل النادي، إدارة النادي على مفترق طرق، ويجب أن تنظر في كل الاتجاهات، وأن تتذكر أن الشروق لا يأتي إلا من جهة واحدة فقط.
ما الحل؟
الحل في قناعة نواف نفسه بما يعمل لا بما يفكر المحيطون به، وأن يقدم استقالته لأن مصلحة النادي تتطلب ذلك، فإن استقال فهذا ليس شيئاً جديداً في عالم الأندية، وليس عيباً في المجتمع، وبعد الاستقالة مطالب بعدم التخلي عن ناديه وأن يدعم الإدارة البديلة، وله عبرة في رؤساء ناديي الهلال والأهلي السابقين الذين تجدهم بجانب أي رئيس قادم، فهاهم الأمراء بندر بن محمد وسعود بن تركي وعبدالله بن مساعد يدعمون الإدارات الخلف في الهلال، وأيضاً في الأهلي نجد عبدالرزاق أبو داود وأحمد عيد وسلمان السديري يدعمون إدارة أحمد المرزوقي، ولم نسمع من هؤلاء إلا أن مصلحة النادي تتطلب تواجدهم باستمرار حتى وإن سارت الأمور بغير ما يخططون له، وهذا هو ما نتمناه من نواف خاصة وأن ظروفه الصحية تتطلب منه في هذه المرحلة الراحة والبعد عن الانفعال، أما إن أراد الاستمرار في الرئاسة فعليه وعلى أعضاء الشرف الداعمين العودة لبعضهم، والأفضل له ولهم نسيان ما معنى وفتح صفحة جديدة عنوانها مصلحة الطائي أولاً وأخيراً، فإن كانت حقيقة تهمهم مصلحة ناديهم فلا بد من التنازل عن بعض القناعات على طريقة (سددوا وقاربوا) أما إن رأى غير ذلك - فهذه أيضاً قناعته - فعليه أن يتحمل عواقبها لأنه في خياره هذا لن يستطيع السير بقدم سليمة وقوية وبخطوة واثقة ولأن التاريخ الرياضي لن يرحمه حين يهبط الفريق فسيسجل ذلك أمام اسمه ولن يجد العذر له في أن أعضاء الشرف لم يقفوا معه أو أن المحيطين به لم يحسنوا نصيحته ولن يقول التاريخ إنه اجتهد ولم يوفق.
هناك الكثير مما سمعته في المدرج منها أخطاء ونقاط سلبية والأيام القادمة ستحدد إن كان ذلك يستحق النشر.