جاءت استقالة رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي المفاجئة لتنزع فتيل الاحتقان الجماهيري الكبير الذي صاحب قضية هروب اللاعب السيراليوني محمد كالون إلى جدة..
هذا الاحتقان الذي وصل مداه بعد العديد من الحالات المماثلة المنسوبة لرئيس نادي الاتحاد كان لا بد أن يتم التعامل معه بشكل جدي وصارم تفاديا لأي آثار سلبية على الوسط الرياضي عموماً والشبابي بوجه خاص..
** والحقيقة أن التمادي الذي أظهره رئيس نادي الاتحاد عبر إمبراطورية ضخمة من الآلة الإعلامية جعلت الوسط الرياضي يصل حد الانقسام بين الخضوع لسطوة هذه الآلة الإعلامية أو الوقوف ضدها.. في الوقت الذي تظلم فيه الكثيرون من تنامي وتزايد هذه السلطة الإعلامية وبشكل قد يؤثر في موازين المنافسة بين الأندية.. من هنا فإن الاستقالة جاءت على طريقة بيدي لا بيد عمرو.. فالتمادي في الخطأ واستهداف المنافسات الرياضية بهذا الشكل غير المقبول أودت بصاحبها إلى تقديم استقالته أو إقالته كما يقول محاميه الخاص..
ولعل المتابع الرياضي يعلم علم اليقين أن نادي الاتحاد النادي العريق والكبير ليس بحاجة لكل ذلك.. حيث حقق البطولات والألقاب وبنى جماهيرية عريضة قبل البلوي وسيستمر بعده أيضاً.. فقد مر على الاتحاد العديد من الرؤساء الذين كانوا نموذجاً يحتذى في الوطنية والإخلاص خدمة لناديهم ووطنهم.. وحققوا العديد من البطولات عبر العمل الجاد والدؤوب والمخلص وهو سيظل كذلك مصدراً ورافداً حقيقياً لرياضة الوطن.
أما على الصعيد الآخر والخاص باللاعب القضية محمد كالون فقد أنقذ هذا الهروب الهلاليين من مقلب حقيقي وخسارة مادية موجعة قد تؤثر على الخزينة الهلالية فترة طويلة ليأتي الهروب الذي استبشرت به الجماهير الهلالية وهي ترفض الصفقة من بدايتها.. غير أن الإصرار الغريب في إتمام الصفقة من قبل بعض الأطراف أثار الكثير من الخوف بين الجماهير الهلالية لم يبددها سوى الهروب المدبر..
الأخضر وظهور متواضع
** المستوى المتواضع الذي كان عليه منتخبنا الوطني في الدورة العربية لا يجب أن يحمل للجهاز الفني فقط.. صحيح أن المدرب السيد أنجوس هو من أصر على المشاركة بالمنتخب الأول.. إلا أن المسؤولية تقع أيضاً على لجنة المنتخبات وإدارة المنتخب تحديداً.. فالبرامج التي وضعت للمنتخب منذ نهائيات كأس آسيا ساهمت بشكل مباشر في المظهر الذي كان عليه فريقنا في هذه البطولة.. ويكفي أن نعرف أن عدداً كبيراً من نجوم كأس آسيا الأخيرة لم يشاركوا حتى الآن بشكل منتظم مع فرقهم ومعظمهم لازالوا بعيدين عن مستوياتهم المعهودة.. فلاعب مثل مالك معاذ أو سعود كريري أو سعد الحارثي أو الشلهوب ومعه أحمد الموسى وتيسير الجاسم كلهم بعيدون عن الفورمة لأسباب مختلفة.. وللأسف أننا نعد برامجنا - على مستوى المنتخبات - بشكل وقتي ومنفرد بعيداً عن الشكل العام للمسابقات الرياضية وأوضاع الأندية واستمرار الدوري وانتظام مبارياته فتكون النتيجة أن يكون لدينا لاعبون بهذا الوضع النفسي والفني والصحي غير اللائق ونحن أمضينا تقريباً ثلث الموسم.. فاللاعب هو جزء من العملية كاملة والمنتخب لا يمكن إعداده بعيداً عن الأندية والموسم.. فلا بد من مراعاة وضع الدوري والحرص على استمراره وانتظام مبارياته حتى يقدم لنا لاعبين في أفضل حالاتهم الفنية.. ولعلي هنا أشير إلى الإجازة الطويلة التي منحتها إدارة المنتخب بعد كأس آسيا والتي عانى منها اللاعبون حتى الآن من خلال الابتعاد الطويل عن الكرة وعدم قدرتهم على العودة لحالتهم الطبيعية في منتصف الموسم أو بعد بدايته.. في الوقت الذي كان يمكن فيه منحهم راحة لا تتجاوز خمسة أيام وترك الحرية لأنديتهم لتعدهم بالطريقة الصحيحة وتحدد لهم أوقات أخرى للراحة خلال الموسم أو بين المباريات وبهذه الطريقة تمكنت أندية كثيرة من التغلب على حالة الإرهاق التي انتابت لاعبيها دون الحاجة لإبعادهم هذه الفترة الطويلة.
إن العمل المحترف والمنظم بحاجة لأشخاص مؤهلين لديهم القدرة على تقدير كل الظروف والأحوال وتقديم الرأي الجيد بعيداً عن العمل المرتجل الذي لم يختلف منذ سنوات حيث يسير بنفس الطريقة معسكرات للمنتخب ومباريات ضعيفة وإضعاف للدوري والأندية على حساب مشاركات لا حاجة لها..
فالمتابع يشعر أن المنتخب هو فريق ينافس الأندية على الوقت والمشاركات والتدريبات بدلاً من أن تكون هذه الأندية عوناً للمنتخب الذي يجب أن يولي مسابقاتها الأهمية المطلوبة.. إذاً وباختصار المنتخب من الأندية وإليها ولا بد من التنسيق بين أولويات الأندية من خلال الدوري والمسابقات وبين معسكرات المنتخب وتجمعاته التي في الغالب تتعارض مع استقرار الدوري واستمراره وهو ما يسهم في غياب الاستقرار الفني والتطور في مستوى لاعب المنتخب خلال ناديه أولاً..
فلنعد للأندية وننظم مبارياتها ومسابقاتها ومشاركاتها ونوليها نفس الاهتمام الذي يناله المنتخب ليكون لدينا منتخب بالشكل الذي نريده ونتمناه.
لمسات
** الهلال والاتفاق سيشاركان في نصف نهائي بطولة مجلس التعاون الخليجي وسط غيابات عديدة كان يمكن أن لا تحدث لو وجد لدينا شيء من التنظيم والحرفية المهنية والعمل لصالح تطور الرياضة بعيداً عن الأندية وألوانها.
* * *
** بعد كالون ظهر باسكال.. وإذا لم تنجح الصفقة هناك عمرو زكي.. ماذا تنتظر الجماهير الهلالية من مثل هذه الأسماء؟!
* * *
** الادعاء بأن الكرة السعودية كسبت الأمل بعد خروج المنتخب الأولمبي آسيوياً هو دعوة لتغطية الفشل الذريع في الوصول.. والذي تأكد أنه كان ممكناً بالمقارنة مع إمكاناتنا!
* * *
** للأسف مازلنا لا نعرف قيمتنا الحقيقية وإمكاناتنا الفعلية.. فلاعبونا وعقليتنا تريد التنافس مع الكبار واللعب معهم.. لكننا لا ندرك ذلك.. فكل مبارياتنا مع الكبار تؤكد أننا قادرون على مواجهتهم غير أننا نجد أنفسنا دائماً مع الأقل والأضعف سواء في تجاربنا الإعدادية أو الرسمية.. ولذلك تصاب بالإحباط ويسقطنا الصغار بسهولة!
* * *
** نريد برامج للكرة السعودية عموماً للخمس سنوات المقبلة.. هكذا نتطور ونتقدم وبخلاف ذلك فإننا سندور في حلقة مفرغة.. ولن تظهر هذه البرامج ما لم نحدِّث لوائحنا وأنظمتنا ونستقطب الكفاءات المؤهلة!