«الجزيرة» - عبد الله الحصان
اقتحمت «الجزيرة» أمس أسواق الحمام والدواجن والأغنام بالرياض بعد أن تردد أن داء إنفلونزا الطيور لوح في أجواء المنطقة كما قامت بجولة على عدد من محلات بيع الأسماك واللحوم للوقوف على آخر المستجدات والتقت بداية بالطبيب عبد الله التركي من الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة الرياض، حيث قال: الأمانة تعمل بشكل يومي على تفريغ عدد من محلات بيع الطيور التي انتشر فيها داء الإنفلونزا والتي وصل عددها نحو 27 ألف طير وتم طمرها جميعاً، ومن ثم تتم عملية تعقيم هذه المحلات، وتأخذ عملية التعقيم عادة ما بين 5 إلى 7 أيام، ولكن لا نعلم حتى الآن هل ستعود المحلات لمزاولة نشاطها بعد انقضاء مدة التعقيم أم لا؟ أما بخصوص تعويضات أصحاب المحلات فهذا شأن داخلي لا نستطيع تحديده.
وعن كيفية معرفة إصابة الطيور بالداء من عدمه قال التركي: العملية تبدأ من حجر الطير من يوم إلى سبعة أيام وهي فترة يصعب على المواطن العادي تمييز إصابة الطير من عدمها. ولكن قد تكون هناك أعراض على الطير إما بتورم رأسه أو قلة إنتاج البيض وأيضاً تجعد الريش.
مصادرة عشوائية.. وأمل التعويضات!!
فهد الجمعة صاحب محلات بيع الطيور قال: إن بداية المشكلة تكمن في عدم وجود طبيب بيطري في الأساس، إضافة إلى وجود أمراض كثيرة مثل السلمونيلا الخطيرة والمتفشية منذ أربع سنوات ولكن لم يُسمع صوتنا بعد أن نادينا بها مراراً وتكراراً!! أما من ناحية الخسائر فقال: خسائري تقارب الـ370 ألف ريال والمبلغ التقريبي لخسائر أصحاب المحلات يصل إلى 20 مليون ريال.
وأضاف الجمعة: هناك أسر دخلها الوحيد هو التجارة بالطيور، ولكن العشوائية في مصادرة طيورنا ومن ثم إعدامها أشعرنا بأن التعويضات شبه مستحيلة ان لم تكن كذلك لأن المصادرة لا تخضع لإحصائيات!!
رُب ضارة نافعة!!
مصائب قوم عند قومٍ فوائد هذه الجملة بدأ بها أحد أصحاب محلات الأغنام حديثه ل«الجزيرة» وقال: إنه لاحظ زيادة في حجم شراء الغنم عن الفترة الماضية نظير ما أصاب عدد من الطيور بالإنفلونزا وقال: معدل الشراء اليومي للأغنام فاق بشكل كبير المعدل اليومي قبل أزمة إنفلونزا الطيور.
وعند سؤالنا له عن أسعار الغنم وهل زادت أم لا؟ قال: لم تتغير فهي نفسها قبل إصابة الطيور والتي تتراوح ما بين 400 إلى 900 ريال.
وأيده الرأي صاحب أحد محلات بيع الأسماك والمأكولات البحرية وقال: نعم هناك إقبال على المأكولات البحرية ولكنها لم تكن كما هي الآن وخصوصا هذا الأسبوع.
مواطنون بين رغبة الخوف وحب التغيير!!
وعلى صعيد المستهلكين يقول المتسوق خالد الخميس الذي التقته «الجزيرة» عند أحد محلات بيع لحوم الأغنام: إن الذعر أصابه جراء هذه الأزمة وأنه منع أولادة من الشراء من المطاعم أو أكل البيض والدجاج بعدما سمع هذا الخبر، وأيده متسوق آخر يعمل كمرشد طلابي في إحدى المدارس الرأي وأضاف من المؤسف أن الكثير من الجهات المعنية لم تقم بتوعية منسوبيها فوزارة التربية والتعليم مثلا لم تقم بمخاطبة المدارس بما يفيد حول هذا الموضوع من الناحية التوعية وقال نصي: أنا أعمل كمرشد طلابي ولكن حتى الآن لم يصلنا أي تعميم من شأنه توضيح هذه المشكلة للطلاب!!
أما بندر الرشيد يعمل معلما فقال: لقد توجهت لصيد الأسماك ولن أكل غيرها في الوقت الراهن كونها آمن وأضمن وأوفر!!
ويضيف المواطن عبد الله العياف أنه لا زال يأكل من الدجاج نظراً لأنه يقوم بشرائه من محلات مطمئنة من الجانب الصحي، والتي بلا شك لن يكون فيها إصابات بإنفلونزا الطيور.