أثبتت الأيام صدق نوايا من ظلوا يسدون النصح للأحبة في بعض الأندية، التي ظلوا يتعاملون معها بالكثير من الغطرسة.
** ذلك أنه عندما أضحى التجني والطعن الجائر والزائف في نجاحات الآخرين وبخاصة الهلال، من ناحية.. والحكام والتحكيم من ناحية أخرى.. هو شغلهم الشاغل، وأسطوانتهم التي لا تتوقف عن الدوران.. ما انفك العقلاء الذين ينظرون للأشياء من زواياها الصحيحة والطبيعية، يحثونهم على توجيه ذلك الكم المهول من الاهتمام الرامي لإيذاء الهلال وإيذاء التحكيم لكي يؤذي الهلال.. إلى الاهتمام بشؤونهم الداخلية، وإصلاح العيوب التي تحول بينهم وبين تحقيق التطلعات التي يأتي في مقدمتها مقارعة الهلال.. على أساس أن من راقب الناس مات هماً.. هذا عدا أن أسطوانة التحجج بالتحكيم، فضلاً عن الاعتماد على هداياه، وإن أفلحت في موسم أو موسمين أو حتى ثلاثة.. فلن تظل تفلح إلى أبد الآبدين.. ولا سيما في ظل انعدام مقومات التنافس الفعلي وليس التهريجي (!!).
** وها هي الأيام تدور، ومع دورانها تتكشف الكثير والكثير من مكامن القصور، والكثير الكثير من النواقص الفاضحة في المقومات الأساسية لأي فريق منافس على المقدمة (!!).
** وبالتالي عجز الجعجعة الإعلامية والغطرسة الفارغة عن الاستمرار في مداراتها ولفلفتها بالاعتماد على الصراخ والضجيج.. بدليل أن ما نسبته (95%) من عناصر بعض تلك الفرق التي ظلوا إلى الأمس القريب يجاكرون بها ويراهنون عليها.. هم الآن يلعبون في الدرجتين الأولى والثانية، وليتهم أفلحوا (؟!!).
** العجيب أنه رغم كل هذه البراهين والشواهد لم يتوقف تفريخ العينة إياها.. فقد طغت على السطح مؤخراً نماذج منها، مهمتها ممارسة ذات الخطاب وذات الغطرسة وذات البهلوانيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بحكم أنه أكل عليها الدهر وشرب، وبالتالي فقد أضحت عبارة عن ثقافة تراثية خدمتهم في حقبة (خذوهم بالصوت) ومن الطبيعي أن تندثر في عصر العلم والمعرفة.
* * *
** عندما أوشك أحد البرامج الحوارية الرياضية الذي بثته إحدى الفضائيات على الانتهاء.. طلب المذيع من كل ضيف من ضيوف البرنامج الاختتام بكلمة.
** فما كان من أحدهم إلا أن اختتم بالقول (أتمنى أنني كنت ضيفاً ثقيلاً على المشاهدين).. المذيع أسقط في يده من هول المفاجأة، وربما ظن بأن التعبير قد خان ضيفه (؟!!).
** لهذا بادر على الفور إلى محاولة تصحيح الموقف بأن قال للضيف (تريد أن تقول ألا تكون ضيفاً ثقيلاً) إلا أن الطاقة الكبرى تجسدت في تأكيد الضيف (الثقيل) على أنه كان يعني ما يقول تماماً، بل ويصر عليه، وأنه لم يخطئ التعبير (؟!!).
** حاول المذيع (لفلفة) الموقف بشيء من الفهلوة علّه يجد مخرجاً لضيقه من ورطته التي وضع نفسه فيها بمنتهى البلادة، ولكنه لم يفلح (!!).
** بالمناسبة: هذا الضيف من المحسوبين على الصحافة الرياضية، والأنكى من ذلك أنه يدير أحد الدكاكين التابعة لإحدى تلك التي يتوافق نهجها مع مستوى عقلية ومنطق ذلك الضيف الثقيل شكلاً ومضموناً (!!!).
** ولعل المصيبة الأعظم هي في كونه من الضيوف الدائمين على شاشات الفضائيات للتنظير في قضايا رياضية وإعلامية مهمة تتطلب مسألة الخوض فيها لعقليات سليمة من التشويش حتى وإن لم تكتسب الخبرة الرياضية والإعلامية الكافية، كون رجاحة العقل تعوض الكثير من النواقص الأخرى (؟!!).
** غير أن الكارثة عندما لا تتوفر لا هذه ولا تلك مثل حالة صاحبنا.. حيث تتحول المسألة إلى حراج في حراج (؟!!).
* * *
** من إيجابيات وحسنات الدورة الرياضية العربية المقامة حالياً بمصر الشقيقة أنها كشفت لنا وللمرة الألف عن مدى الاستغفال الذي يمارسه غالبية الأشقاء العرب بحقنا كسعوديين على العديد من الأصعدة الرياضية وغير الرياضية (!!).
** ولكي أكون أكثر صراحة معكم.. أقول: لا تنتظروا مني تقمص دور البطل المغوار الذي لا يشق له غبار، من خلال إقحام نفسي في متاهة تناول ملاحظاتي في هذا الشأن هكذا دون حساب للعواقب.
** وسأكتفي فقط بالإشارة إلى أحد أصغر تلك الملاحظات، كعينة لغيرها من الملاحظات والممارسات الأكبر التي عادة ما نغض الطرف عنها كنوع من حُسن الظن والتسامح الذي تحول مع مرور الوقت إلى (سذاجة) في نظر الأشقاء (؟!!).
** على سبيل المثال لا الحصر: بماذا نفسر تقديم أسماء (دويلات) لا تحظى بأي قدر من التاريخ والحضور الرياضي أو السياسي أو الاجتماعي، على اسم المملكة العربية السعودية، من خلال الشاشات أثناء نقل معظم المباريات المختلفة، وهو الأسلوب الذي تنتهجه (قطر) الشقيقة عند أي مشاركة سعودية على أرضها سواء آسيوياً أو خليجياً (؟!!).
** ولو التمسنا العذر لقطر باعتبارها (عظمى) فلن نجد أي مبرر لإخوتنا في مصر على اعتبار أن الحال من بعضه.. بمعنى أن السعودية ومصر ليستا من الدول العظمى (؟!!).