إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «المعلق السعودي الذي قلب المعادلة.. أبدع في الخارج وعاد إلى الداخل.. عيسى الحربين » فماذا قال..
* جرت العادة أن يتألق المعلق السعودي داخليا ثم ينتقل للقنوات الفضائية، لكن الحربين عكس المعادلة تماما، أبدع وأمتع بالفضاء الخارجي وعاد إلى الدوري السعودي بقوة.. كيف حدث هذا يا عيسى؟
- (المهم أن المعادلة صحيحة)
أنا أؤمن بأن معلق كرة القدم الحقيقي هو من يخوض تجربة فضائية (غير سعودية) خارج الوطن..
دراستي في الإعلام علمتني الكثير..
بدأت تعليق كرة القدم لأبلور نظريات الإعلام في هذا المجال..
أهوى كرة القدم.. وأرى أنها حضارة.. لذا فكرت في صناعة شيء للعبة..
تقدمت لخوض اختبارات القبول في القناة الرياضية السعودية مع عدد كبير من المعلقين.. والحمد لله الذي وفقني.. عامين عانيت فيهما بين الدراسة والتعليق.. لكنها كانت كافية لأتعلم أكثر.. حملت حقائبي ورحلت.. واخترت (الجزيرة) لرغبتي في مغامرة فريدة..
* احك لنا عن تجربتك في (الجزيرة الرياضية).. كيف بدأت؟ وبماذا خرجت منها؟
- لن أطيل في الحكاية رغم أن أحداثها من أولها لآخرها فريدة..
قد وجدت أن عامين في الرياضية السعودية كافية لتقديم نفسي لعالم آخر..
دخلت بكتابات مخاطبة فيها رغبتي بخوض التجربة في قناة الجزيرة الرياضية.. لقد احتواني المسؤولون القطريون بترحاب.. والمدير العام ايمن جادة هو من دعم تجربتي وساعدني على إثبات وجودي.. دخلت في تحد مع الجميع.. بدأت بالتعليق على الدوري الإيطالي.. ثم تم تصعيدي إلى الدوري الإيطالي.. وهذا الدوري تربطني معه علاقة أكثر من أخ.. هكذا اشعر.. الكالشيو عالم آخاذ وهو سبب شهرتي.. خرجت من الجزيرة الرياضية فوق الصداقات بأشياء مهنية فريدة تعلمتها في المؤسسة العربية الرائدة.. ستكون في متناول الإعلاميين عبر كتاب (740 يوما في الجزيرة.. مهمة معلق كرة قدم).
* عيسى الحربين معلق التلقائية، حاضر الذهن وغزير المعلومة، كيف تحضر للمباراة التي تكلف بالتعليق عليها؟
- صدقني سامي، لو تراني قبل المباراة لقلت عني بأني شارد الذهن فقير المعلومة.. لكني ابحث عن كل ما هو خاص في المكان.. في المنزل.. الشارع.. المكتبة.. الملعب.. أي شيء.. في كل لحظة أفكر بالمباراة كأنها اختبارات الوزارة.. أقضي 6 ساعات كمعدل طبيعي لتحضير مباراة.. لي قواعد رئيسية معرفية ثابتة.. كرة القدم ثقافة وحضارة.. هكذا أراها في تحضير البلد والمدينة والأحداث التاريخية والناس والملعب والجمهور وكل ما لا تلتقطه عدسات التلفزة.. ثم ظروف المباراة، ثم ظروف الفريقين (هذا كثير.. لقد كشفت أغلب أسرار المهنة).
* مدينة البترول والقطار والهاف مون، هكذا قلت عن الدمام، ومدينة النافورة وجدة غير، هكذا قلت عن جدة، لو قدر لك التعليق على ديربي العاصمة ماذا كنت ستقول عن الرياض؟
- مدينة الملك والإنسان
كبرياء الصحراء.. منذ زرقاء اليمامة
قلب المملكة وساحرة الليل
مدينة استاد درة الارض..
* ماذا ينقص المعلق السعودي كي يتألق، الثقافة والمعلومة الرياضية، التقنية والعلاقة الوثيقة بالإنترنت، أم يحتاج للمساحة والجرأة؟
- المساحة؟
كل معلق يحصل على المساحة لأنه يتحدث لأكثر من 90 دقيقة..
لكن كما قلت الجرأة هنا جزء من شخصية المعلق وثقافته ومعلوماته وهنا سيختلف الموضوع من معلق لآخر.. في الحقيقة نحن المعلقين يجب أن نتهرب من الحيادية لأنها منحت التعليق السعودي الرتابة وقيدت الجرأة والصراحة والمتعة.. أحاول أن أكسر هذه القاعدة في التعليق السعودي.
* بدأت مغمورا في الدوري السعودي في بدايات مشوارك، وعدت للدوري السعودي مشهورا، ما الذي اختلف بين المحطتين عليك؟ أم أن الوضع (على حاله لدينا) لم يتغير ولم يتبدل؟
- لا.. وللأسف، لم ابدأ مغمورا في الدوري السعودي.. ولم أبدأ أصلا.. حاولت الوصول ولم أنجح للتعليق السعودي لأن هناك من لم يقبلني بين المعلقين على الدوري السعودي.. فأنا لا أمتلك العلاقات الكافية لهذا الموضوع.. كنت أرى أن التعليق على الدوري السعودي أمنية و(أمر سهل وعادي).. تحققت أمنيتي مع شبكة راديو وتلفزيون العرب إي آر تي بفضل الله ثم بمساعدة الشيخ محيي الدين صالح كامل والأستاذ عدنان حمد والأستاذ وليد الفراج.. وأنا أدين لهؤلاء الرجال بالكثير وأدعو لهم بالتوفيق..
* قلت لي.. (كنت تعتقد أن التعليق على الدوري السعودي أمر سهل وعادي).. هل مازال هذا الاعتقاد لديك الآن؟
- للأسف.. اعتقاداتي لم تكن في محلها مطلقا..
كل شيء هنا بمقدار النقد والتعصب وردود الفعل المثيرة..
لكن هذا يسعدني.. لن أخفيك أنني أحب النقد حتى الذي يتجاوز العقلانية.. لأننا جميعا في لعبة مثيرة.. لقد كنت وحدي في قطر أتحمل كل الكتابات الصحفية دون أن أتحدث لأحد..
* وهل ترى أننا في لعبة مثيرة حقا؟
- نعم أرى ذلك.. والصحفيون والمعلقون وكل الإعلاميين هم من يصنعون الإثارة.. فكرة القدم ليست بلياردو.. دائما أقول ذلك.. أن تنام في التعليق أو تتعامل مع كرة القدم كمقهى بموسيقى رومانسية هذا غير منطقي.. لذا أدعو لانتقادي دائما لإثارة اللعبة..
* هل تشعر بأنك دفعت ثمن انصافك للهلال في مباراة القادسية بالراكة من خلال هجوم شخصي تعرضت له من احدى المطبوعات؟
- سامي.. النتيجة كانت (4).. والهلال كان منصفا لنفسه..
الذي أحزنني أنني تجردت من سياسة قناة الجزيرة الرياضية حباً في وطني خلال كأس آسيا وكذلك في بعض مباريات الأندية السعودية في دوري ابطال آسيا واسعدتني وقتها بعض الاقلام من الكتاب ثم عادت نفس الاقلام لانتقادي عندما عدت للوطن في النهاية..
اعتدت على الهجوم الصحفي وحيدا خارج الوطن.. هذا أمر طبيعي.. أعرف كيف أتعامل مع الأمر لأنني امتلك دراستي الإعلامية الكاملة بتخصص صحافة.. لذا أنا منهم وفيهم.
* ما الذي يدعم كلامك؟
- أنا من الخارج ولست من لجنة المعلقين.. وأنا الوحيد في هذا الموضوع.
* أذكر أن بدر بلال قال ذات يوم إن المعلق يضطر إلى مجاملة مسؤول أو صاحب القناة الفضائية التي يعلق فيها، هل مررت بهذا (الاضطرار) في الجزيرة أو art؟
- لا.. أبدا.. تكون عادة هناك سياسة قناة.. وجدت سياسة تعليم وتثقيف مميزة في الجزيرة لكني دائما أتهرب منها على طريقتي الخاصة.. لكن مجاملة مسؤول.. لا أعتقد.. أفضل أسلوبي دون تدخل.
* بعض الزملاء يقول لي: أصبح المعلقون السعوديون أكثر من الهم على القلب، وآخر يقول: العدد في الليمون، هل طغى الغث على السمين يا عيسى في التعليق السعودي وأصبحنا بحاجة إلى فلترة؟
- لا أعلم..
كل ما استطيع قوله أن المعلق الذي يخوض تجربة خارجية يعلم أن ما تقوله قد يكون صحيحا.. يا سامي.
* من هو المعلق السعودي، والخليجي الأول برأيك؟
- اعذرني عن الإجابة..
* ما الذي استفدته من مزاملتك عن قرب للمعلقين: يوسف سيف وعلي الكعبي؟
- أبو محمد.. أشعر أنني أتعبته معي.. كان يعلمني طريقة التهيؤ للمباراة والثقة بالنفس ومصادر المعلومات.. أما أبو فيصل (علي سعيد) كنا فريق عمل واحداً على الدوري الإيطالي.. ذكرياته جميلة.. لبق وراقٍ وكانت لي عنده مكانة خاصة.
* بصراحة.. ما الفرق بين اجواء العمل بين الجزيرة الرياضية وart قل رأيك بجرأة؟
- بصراحة إمكانات الجزيرة الرياضية هائلة.. الأجهزة الفنية والتقنية مميزة.. لكن هذا ليس كل شيء.. روح العمل وقرب الإدارة منا نحن في إي آر تي يعطي الجميع رغبة شديدة لتقديم كل ما هو أفضل.. الأجواء في ال إي آر تي أجواء حياة ومتعة أكثر من الجزيرة الرياضية.
* يقول حاتم خيمي ل(السلطة الرابعة): إن تجربة المدرب أنجوس قد غيرت نظرتنا ومفهومنا للتعاقد والتعامل مع المدربين بالنسبة للمنتخب.. ما رأيك؟
- هذا الكابتن.. رياضي مثقف مثالي.. وأنجوس نجح كنجاحات مدربين مغمورين كانوا موفقين مع المنتخب..
عندما كنت في الجزيرة الرياضية.. كان الكابتن القدير الكويتي سعد الحوطي يقول لي: قد لا يعطيكم الزمن فرصة أخرى لتحصلوا على أنجوس آخر.. اقبضوا عليه.. له طريقة لعب (بدون فلسفات) وله عمل خارج الملعب.. لقد صدمنا بما يقدم.. هل رأيت.. هذا الرجل غير قناعات غيرنا في التعامل مع المدربين بالنسبة للمنتخب.
* ماذا تقول لهؤلاء:
* محيي الدين كامل:
- أدين للشيخ الشاب عودتي لوطني.. وأشكره على كل ما قدمه لي.. لن أنسى ذلك..
*عبد الله الحربي:
*فهد العتيبي:
*عامر عبد الله:
- أعتقد أننا محظوظون بولادتنا في هذا الزمن.. لقد اختصر لنا الكثير ولغيرنا.. فهد العتيبي وعبد الله الحربي وعامر عبد الله قطعوا المسافة التي قطعها الكبار كاملة وهم الآن مع أهل الطليعة..
*أيمن جادة:
*يوسف سيف:
*عدنان حمد:
- أرى أن هؤلاء الثلاثة هم علم وفن التعليق العربي المعاصر كمدرسة عربية فريدة.. كم أتمنى أن يعكفوا لدعم الأكاديميات العربية ومناهج الإعلام في التعليم العالي بكتب متخصصة في هذا المجال تدرس في الجامعات.. لأنهم مرجع ثابت ومعلم قيم في الفكر الرياضي العربي.. ونريد أن نستفيد من كل شيء فيهم.
* كلمة أخيرة؟
- أتمنى أن اسعد الجميع عبر ما اقدم عبر المايكروفون.. وصحيفة (الجزيرة).. مع أطيب الأمنيات.