* يعتبر حارس فريق الاتحاد حقبة الثمانينيات الهجرية العملاق (محمد با فرط) المعروف بلقب (تركي) أول حارس سعودي يترشح وسام الملك فيصل - رحمه الله- وكان ذلك في نهائي كأس الملك لموسم عام 1387هـ الذي جمع الاتحاد بشقيقه النصر في ملعب الصائغ ونجح الأسطورة (با فرط) في قيادة العميد لإحراز اللقب الذهبي بعد فوزه في نهائي الكأس 5-3 كان نجم المباراة الأول بلا منازع حيث أطلق (الفيصل) عليه لقب (خط ماجينوا المكهرب) تقديراً لنجوميته وبراعته كحارس فذ سبق زمانه في تلك الحقبة.. كما يعد أول حارس «اتحادي» يتلقاه هدية من رائد الرياضة السعودية الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله- عبارة عن سيارة بعد نيله هذا اللقب التاريخي من الملك الراحل.
مثل منتخب المنطقة الغربية ثم منتخب المملكة وأضحى من نجوم الكرة بالمملكة ممن تميز بالأخلاق العالية والمستوى الفني الرفيع.
«الجزيرة» تكشف جانبا من حياة هذا الحارس العملاق نتناولها عبر الأسطر التالية:
البداية بحي الكندرة
بدأت علاقته بالرياضة بحي الكندرة أحد الأحياء الشعبية بجدة، ومع فريق سمي ب(شباب الكندرة) ومنهم حسن مجلجل وسعيد غراب وعمر راجخان فانظم أغلبهم لفريق الثغر أوآخر عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت.. أما الحارس العملاق تركي بافرط فقد لعب لفريق السلام الملكي السعودي وكان المسؤول عن الفريق نجم الوحدة الكبير الراحل عبدالرحمن الجعيد الذي قاد الفريق واستمر معه قرابة موسم ونيف فانتقل لفريق الثغر (الأهلي حالياً) ومثله على مستوى الشباب وكانت أول مباراة لعبها مع الثغر كانت ضد ( نصر مكة) وكان يضم مجموعة من الجالية السودانية وتألق في هذه المباراة وأصبح محط أنظار الاتحاديين ولاسيما وأنه كان صغير السن وعلامات النضج الكروي بدأت ملامحها تظهر بصورة مبكرة في مسيرته الرياضية.
اللنجاوي نقل للعميد
ففي دوري المدارس شارك (بافرط) مع متوسطة الفلاح الشهيرة بجدة الذي كان يشهد حضورا ومتابعة من رؤساء الأندية وكان من ضمن هذه الأسماء رئيس الاتحاد آنذاك الشيخ عبداللطيف لنجاوي حيث شاهد مستواه عن كثب ونجح في إقناعه بالتسجيل بصفوف العميد نظراً لميوله الاتحادية آنذاك (مقابل حذاء وبدلة رياضية كاملة قدمها اللنجاوي هدية بعدما نجح في إقناع رئيس نادي الثغر القمصاني بالتنازل عنه لصالح العميد) في أوائل الثمانينيات الهجرية.
سيد مصطفى اكتشف موهبته
بعد التحاقه بصفوف العميد أشرف على تدريبه عدد من المدربين ومنهم السوداني السيد مصطفى، حيث كان له دور في دعم قدراته الفنية، وكذلك المدرب التونسي محجوب الحشفي، وكان هذا المدرب قد أرسلته رعاية الشباب لتدريب فرق المنطقة الغربية الاتحاد والأهلي والوحدة والهلال البحري..
يقول الحارس الكبير تركي بافرط إنه استفاد كثيراً من حراس عمالقة مروا على نادي الاتحاد ومنهم عبدالله حجازي وعبدالجليل كيال وحامد نقاري الذي انتقل لأهلي الرياض وعاد للاتحاد في الثمانينيات الهجرية.
حراس عمالقة
وعن أول مباراة مثل بها الاتحاد على مستوى الدرجة الأولى كانت ضد الوحدة في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية حيث كان مدرب الفريق آنذاك محجوب الحشفي ومنحه الفرصة مبكراً لاختبار قدراته الفنية وكان معه الحراس العمالقة (عبدالجليل كيال وعبدالله حجازي) فدخل هذه المواجهة أمام نجوم الوحدة العمالقة يتقدمهم المهاجم محمد لمفو وسعيد لبان فلعب واحدة من أجمل مبارياته وكسب ثقة مدربه وكانت انطلاقته نحو النجومية.
واستمر بافرط حارساً أساسياً للعميد، ونجح في دلوف التاريخ الرياضي كأول حارس سعودي ينال إشادة من الملك فيصل -رحمه الله- عندما أطلق عليه لقب (خط ماجينو المكهرب)، وكان ذلك في نهائي كأس الملك لموسم عام 1387هـ في ملعب الصائغ، وجمع الاتحاد بشقيقه النصر، وانتهى اللقاء لصالح العميد 5-3 في مباراة كان نجمها الأول بلا منازع الحارس الكبير (تركي بافرط) الذي صنع إنجاز الاتحاد ونال إشادة الفيصل بعد تألقه ونجاحه الكبير ليوشح بوسام المليك الراحل كأول حارس سعودي ينال ذلك؟
منتخبا الغربية والمملكة
اختير هذا الحارس الكبير لتمثيل منتخب الغربية في دورة كأس المصيف بالطائف في النصف الثاني من عقد الثمانينيات، كما تم اختياره لتمثيل منتخب المملكة الأول، وكانت لقاءاته مختصرة على إقامة لقاءات حية وودية حيث اختير ضمن جيل سعيد غراب وعمر راجخان وسلطان بن مناحي ومبارك الناصر وعبدالله يحي والنور موسى وأحمد عيد ونادر العيد وسعد الجوهر شقيقه وناصر وغيرهم من النجوم الكبار آنذاك.
مقومات البروز
يعد الحارس العملاق في الثمانينيات تركي بافرط بالفعل نجما سبق عصره نظراً لامتلاكه مقومات وأدوات البروز بين الخشبات الثلاث حيث كان يمتاز بالقدرات الفنية وإمكاناته البارعة فضلاً عن سرعة رد الفعل وحضوره الذهني، وكذا أخلاقه العالية التي أكسبته احترام الجميع ولعل أبرز إنجازاته كأس الملك أعوام 83-1387هـ ولقب الوصيف عام 1384هـ.
هدية رائد الرياضة
من الأشياء الجميلة في حياة تركي بافرط الرياضة عندما أهداه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل (رائد الرياضة السعودية) سيارة نوع (فولس فاجن) بعد تألقه في موسم 1387ه وحصوله على وسام من الملك فيصل -رحمه الله- عندما أطلق عليه لقب (خط ماجينو المكهرب). يقول تركي بافرط ل(الجزيرة) أن رائد الرياضة قدم له هذه الهدية تشجيعاً لمستواه الطيب في الدوري ولكن بعضهم فسر أن هذه الهدية كعربون مقدم لانتقالي للأهلي ،ولكن نظرة سموه الكريم -رحمه الله- كان أبعد من ذلك- والحمد لله- أن المباريات التي لعبتها مع الاتحاد ضد الأهلي جميعها وفقت فيها، وتكفي شهادة أبرز رموز الكيان الاتحادي ومنهم يوسف الطويل وأمين أبو الحسن وغيرهم الذين وجدت منهم كل الدعم والتشجيع والمؤازرة وهم يدركون حجم إخلاصي وحبي للعميد.
الثمانية الشهيرة
ومن المواقف التي لا تزال عالقة في ذهنه يقول تركي بافرط في عهد رئاسة الشيخ يوسف الطويل - رحمه الله- وكان مدربنا النمساوي«...» قد تم التعاقد معهم لتدريب الاتحاد ويعد وصوله ومباشرته مهمة الإشراف على الفريق وتزامن ذلك قبل لقائنا الشهير أمام الأهلي 8-2 وعندما سأل المدرب عن الحارس الذي سيكون أساسياً في هذه المواجهة أشار الطويل (الّي) وعندما شاهدنا المدرب وكان وزني 40 كيلو رد عليه هذا وزنه 40 كيلو كيف يلعب مثل هذه المباراة فرديت عليه فوراً وقلت (40 كيلو ينط يمين وشمال) أفضل من 70 كيلو ما يقدر ينط يمين وشمال) فضحك الجميع، وأتذكر بعد فوزنا الشهير جاء المدرب وهو يقدم اعتذاره لأنه تفاجئ بمستواي الكبير الذي قدمته في لقاء الثمانية الشهير.
الإصابة كتبت نهايته
وعن أشهر الألقاب التي حازها (بافرط) في مشواره الرياضي الذي امتد لأكثر من (تسعة) أعوام لعب فيها للثغر ثم للاتحاد كان لقب (تركي) واسمه الصحيح محمد بافرط ولقب ب(تركي) أطلق عليه في الحارة.. أما اللقب الأكبر والأعظم بلا شك كان لقب (خط ماجينو المكهرب).
وعن اعتزاله الكرة فقد كان في أواخر عقد الثمانينيات، وذلك بسبب الإصابة التي عانى منها وهي عبارة عن (خلع كتف) كانت سبباً مباشراً في توديعه ميدان الكرة وتعليق حذاء النجومية مبكراً. ويبقى هذا الحارس الكبير أحد الأسماء الرنانة التي ذاع صيتها وعلا شأنها في تلك الحقبة.. حقبة النجوم التي قدمت لنا أسماء ستظل محفورة في الذاكرة الرياضية أمثال سعيد غراب وعمر راجخان والنور موسى وأحمد عيد وعبدالرحمن الجعيد وأبناء اللبان وبقية الأسماء الذهبية التي قدمتهم رياضة المنطقة الغربية آنذاك.