لقد عرف الأمير الراحل كيف يقود ناديه لتحقيق بطولات عديدة على الصعيد المحلي والخارجي خلال فترتي رئاسته.. أما علاقته بناديه الهلال فربما تعود إلى أبعد بكثير من العام 1397هـ وهو العام الذي عاد فيه الهلال إلى البطولات المحلية بعد غياب دام قرابة 13 عاماً.. ويومها تولى -رحمه الله- رئاسة رابطة مشجعي الهلال.. وكان ذلك بداية مشواره، أما أول بطولة هلالية تحققت على الصعيد الخارجي فكانت في عهده في العام 1406هـ، وكان ذلك الإنجاز انطلاقة هلالية كروية لحصد الألقاب العربية والآسيوية والخليجية.. ومعه وبوجوده تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، حلق اسم الهلال في السماء وبقي كيانه الكبير بمبانيه ومنشآته مقصد النخبة السعودية (رجال وشباب وأشبال وناشئين) على الأرض رمزا كبيرا من رموز الرياضة السعودية.. لقد ترك رحيله القدري يوم 30- 4-1415هـ غصة في الحلوق وحرقة في القلوب.
* * *
من خلال أحاديثه وحواراته وتصريحاته عرفت أنه كان يملك وعيا شموليا لكل ما يحيط به، وبالنسبة للهلال والهلاليين كان يمثل سمة مهمة، نبعت في الأصل من سمات شخصيته القيادية، وهذه السمة توضح الاهتمام البالغ الذي أبداه بعد توليه رئاسة نادي الهلال باللاعبين النجوم منهم والموهوبين وحتى الأشبال والناشئين.
لقد جعلني الأمير الراحل أؤمن بمقولة: (إن شخصية القائد لابد أن يكون لديها استعداد فطري لتقبل نوع معين من تأثيرات الوسط الاجتماعي وبالتالي تصعيد هذا التفعيل وتوجيهه الاتجاه الصحيح) وعبدالله بن سعد فعل كل هذا وأكثر.. كان يعرف من تجربته الخاصة أنه لا يمكن أن يكون العمر عائقاً عن ممارسة العمل القيادي الرياضي، وكان يؤمن ان حيوية الشباب واندفاعه تجعله يمثل فئة أساسية وقطاعا مهما من قطاعات الرياضة، فالقيادة الرياضية لها دورها في دفع المسيرة الرياضية إلى الأمام.. وهذا ما فعله في الهلال.. دفع عجلة النادي نحو التقدم والتطور الرياضي وحصد البطولات.
وبعد السنوات الطويلة التي غبت فيها عن العاصمة السعودية الحبيبة الرياض.. وغاب فيها الأمير عبدالله بن سعد عن محبيه.. فإنه من الصعب أن أعرض جميع سمات شخصية الأمير الراحل.. في هذه المساحة.
إن الحكمة التي هي غالبا ما تكون أسلوبا للتغير.. يجب أن تقترن بالشجاعة التي هي محرض للتغير.. ويولد الناس مرة واحدة.. ويولد الكبار ممن تميزوا بالحكمة والشجاعة كل يوم.. وعبدالله بن سعد يولد في كل مرة يحقق فيها الهلال إنجازا ليضيفه إلى سجل إنجازاته.. هكذا تسيرنا ذاكرة التاريخ البهية عندما يدعونا التاريخ فاتحا أمامنا بوابته الغنية.
كاتب وناقد رياضي - الكويت