من كورين هيلر - رويترز
حين تسير في مكتب ضخم تسمع على الأرجح أصواتاً مختلفة لأجهزة الكمبيوتر سواء كانت لبرامج تبادل الأحاديث عبر الإنترنت أو ألعاب على شبكة الإنترنت يصاحبها دقات غاضبة على الفأرة. قد يبدو العاملون منشغلين بالعمل ولن كثيرين منهم يهدرون الوقت في تصفح الإنترنت. وتفيد دراسات على مستوى العالم أن الموظفين يمضون نحو خمس وقت نوبة عملهم في ممارسة أنشطة شخصية وكانت الإنترنت أكثر الوسائل المفضلة لتمضية الوقت.
وتقول باتريسيا والاس مؤلفة كتاب (الإنترنت في مكان العمل.. كيف تغير التكنولوجيا الجديدة العمل): إن الموظفين (يجدون دائماً وسيلة لتفادي الجد في العمل).
وتضيف والاس الأستاذة بجامعة جونز هوبكنز: (الوضع الآن أن لديك شيئاً يبدو لا يقاوم حقاً لأنه بوابه للعالم بأسره على مكتبك مباشرة ويمكن أن تخفيه بسهولة عمن يمرون بجوارك).
ويقول جيمس فيليبس أستاذ علم النفس بجامعة موناش في استراليا: إن الموظفين الذين يضيعون وقت العمل على الإنترنت يهدرون معظم الوقت على كتابة رسائل بالبريد الإكتروني ونحو ثلث رسائلهم ليس لها علاقة بالعمل.
وفصلت بعض الشركات التي تنفق الملايين على توصيل خدمة الإنترنت موظفين يهدرون وقت العمل في تصفح الانترنت.
ولكن إخفاء الأمر أضحى سهلاً إذ يتصل البعض بالانترنت من خلال الهواتف المحمولة على سبيل المثال.وركزت الأفلام والبرامج التلفزيونية على الظاهرة.
وأشار والتر بلوك أستاذ الاقتصاد بجامعة ليولا بنيو اورليانز لأوجه الشبه بين العاملين الذين كانوا يهدرون الوقت قبل عصر الكمبيوتر ومن يهدرونه على الانترنت. وقال بلوك (اعتقد أنهم يفعلون ذلك لنفس السبب الذي كان قائماً من قبل.. البعض لأنه يريد خداع رئيسهم والبعض الآخر لأنه يساعده على العمل).
وأظهر مسح أخير أجرته شركة سالاري دوت كوم لدراسة الأجور أن نحو ستة من كل عشرة عاملين في الولايات المتحدة يعترفون بإهدار وقت العمل. وذكرت نسبة 34% أن الإنترنت أكبر نشاط لإضاعة الوقت في مكان العمل، وقالوا: إنهم يفعلون ذلك لشعورهم بالملل أو لعملهم ساعات طويلة أو لضعف الراتب أو لرتابة العمل.
وقال خمس من شملهم مسح في إسرائيل والولايات المتحدة في عام 2006 إنهم يدخلون على مواقع تخدش الحياء على الانترنت في مكان العمل.
ويقول بعض الخبراء: إن استخدام الإنترنت في أغراض خاصة لا يؤثر على الإنتاجية وقد يكون مفيداً.وتقول والاس: (يمكن أن يكون ما يسمى بإضاعة الوقت على الإنترنت من أجل التسوق أو ترتيب جليسة للكلب أو إنهاء معاملات مصرفية لذا لن تكون هناك حاجة لاستراحة غداء لمدة ساعتين. في مثل هذه الحالات تساعد على ترشيد وقت الموظفين فعلياً).