لعلها من المرات القلائل التي يصادف فيها إقامة ديربي العاصمة بين الهلال والنصر.. عقب إقامة ديربي جدة عروس البحر الأحمر بين الأهلي والاتحاد مباشرة.. بمعنى أن أحداث ديربي الغربية ما تزال عالقة بالأذهان.
** وبما أن ديربي الغربية قد جاء مخيباً للآمال، إذ حفل ببعض الوقائع والمشاهد السلبية غير المرغوب فيها، والتي طغت على الجوانب الإيجابية، وبالتالي أخفت الكثير من الملامح الفنية والإبداعية المفترضة، وانحصار الحديث في مجمله على النجومية المزعومة لنور، والتي جاءت على حساب سلوكيات عبد الغني (؟!!).
** هذه المصادفة لا أدري إن كانت ستصب في مصلحة ديربي العاصمة المنتظر أم العكس (؟!).
** ذلك أنه بأيدي نجوم الزعيم والفارس العمل على إظهار اللقاء في أجمل وأبهى الصور، وتعويض عشاق الفن والمتعة عما تخلل لقاء الديربي الغربي من منغصات وممارسات غير حضارية، سواء من قبل بعض العناصر أو من قبل الجماهير، التي أمطرت أرض الملعب بالقذائف النارية والفوارغ، ناهيك عن إتلاف السيارات والممتلكات (؟!).
** باختصار، نريده لقاءً حضارياً وعامراً بالمتعة والإبداع الكروي.. بعيداً عن العك وعن الشحن وعن كل ما يعكر ويشوه جمالياته المرتقبة.
** خصوصاً وأن المسألة برمتها لا تتجاوز ثلاث نقاط مهرها في متناول كلا الطرفين بالتساوي.
** أعني أنه لا عذر لنجوم الهلال والنصر في عدم تقديم كل ما يمتلكونه من قدرات ولمحات فنية ومهارية، وعلمي سلامتكم.
نجومية نور.. صناعة حسين؟!
هل لأن محمد نور لم يتجاوب مع حسين عبدالغني في ممارسة الفوضى المعتادة لحسين.. لذلك تبارت الأقلام الصفراء في مهمة تصوير نور على أنه قد أتى بما لم يأت به الأوائل (!!).
** نحن لا نعلم لأي من حسين ونور من مهنة سوى لعب الكرة، والله وحده أعلم عن نوع المجالات التي كانت ستحتضنهما لو لم يكونا من لاعبي كرة القدم، وأي قدر من النجاح المهني الذي من الممكن أن يحققانه في خدمة المجتمع، بعيداً عن الملايين (؟!!).
** بمعنى آخر، ما هو المطلوب من لاعب الكرة، كبيراً كان أو صغيراً أكثر من أداء واجباته (المحددة) بمنتهى الحرص والتفاني طلباً للنجاح والكسب المشروع لفريقه في المقام الأول (؟!).
** واللقاءات الكبيرة بين الفرق هي عبارة عن محكات لمدى ما يتمتع به هذا الفريق أو ذاك وهذا اللاعب أو ذاك من إضافات إبداعية وجمالية، وإلا فإن الواجبات معروفة ومحددة.
** وكون حسين قد رسب في الامتحان وقدم بالتالي خدمة عظيمة للمنافس على حساب فريقه.. إلا أن ذلك لا يسوغ لهواة التطبيل منح نور أكثر مما يستحق كلاعب كان أكثر حرصاً على أداء واجبه الذي يتقاضى عليه أجراً خيالياً.. لمجرد أنه لم يجار حسين في فوضويته كما أسلفت في مستهل الموضوع (؟!)
** بمعنى أن الأمر لا يتجاوز حقيقة رسوب حسين ونجاح نور في أداء الواجب المنوط بكل منهما تجاه النادي وجماهيره، وبالتالي محدودية أفضلية نور التي صورها هؤلاء على أنها خرافية.. إلا إذا كانوا يرون في التزام نور بشيء من مبادئ اللعب النظيف وتسخير طاقاته لمصلحة فريقه، خرقاً للعادة عكس ما كانوا يتوقعونه.. فذاك شأن آخر (!!).
** ولعل المفارقة هنا تكمن في حقيقة تعاطي هؤلاء عادة مع الأحداث المماثلة، والتي تأتي عادة بحسب الأهواء وليس وفق الوقائع الماثلة للعيان (؟!).
** فلو أن الذي حدث من حسين مثلاً.. قد حدث من نور.. لتهافتوا للدفاع عنه بشتى الوسائل، كما حدث في أعقاب لقاء الاتفاق والاتحاد مؤخراً.. عندما تبارا لتنصيبه كأفضل لاعب سعودي.. فقط من أجل ذر الرماد في العيون والتشويش على واقعة ممارساته ضد سياف البيشي التي أدانها خبراء القانون دون استثناء (؟!!).
** عموماً، من الإنصاف استهجان أي تصرف خارج عن المألوف وعن الروح والأعراف الرياضية ولكن دون انتقائيات.. في مقابل الإشادة بكل من يلتزم بهذه المبادئ، ولكن ليس على طريقة هؤلاء التنابلة.. أي في حدود (حدث العاقل..)؟!
قول مأثور
** لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين.