في أحد الطرق الرئيسة في مدينة الرياض وقفت بسيارتي بانتظار أن تضيء إشارة المرور الخضراء... وشاهدت على يساري لوحة صغيرة مخطوطة بالنيون وضعت على عمود الإضاءة بجانب الإشارة، كتب عليها ما يلي (شيخ العسل، جائزة مائة ألف ريال لمن يثبت انه عسل غير طبيعي، للاتصال جوال رقم...)، لفتت انتباهي تلك اللوحة وأضاءت الإشارة الخضراء وأنا أتأمل اللوحة بكل استغراب!!!، عدت مرة أخرى للوقوف أمام الإشارة ومطالعة اللوحة لأتأكد مما كتب... فوجدت أن ما قرأته صحيح. قلت في نفسي، سبحان الله، كيف تصل الجرأة ببعض الأشخاص أن يضع مثل هذه اللوحة في مكان عام، وكيف يقبل أن يقع في العديد من المخالفات بدون أن يفكر بعواقب ما فعله!!!

إن من وضع اللوحة بذلك الشكل، قد وقع في مخالفات عديدة ومنها، تشويه منظر الطريق، تشويه الحق العام بوضع لوحة على عمود إنارة، التعدي على أخلاقيات الإعلان باستخدام هذه الطريقة وعدم الإعلان من خلال أحد الوسائل الإعلانية المعروفة، الاستخفاف بعقول الناس ووضع جائزة بمبلغ كبير من باب الجذب وشد الانتباه، تجرأ المعلن بوضع رقم هاتفه المتنقل للاتصال به وغيرها.

ولكي أتأكد من ذلك الإعلان، اتصلت على الرقم الموجود في الإعلان وأجابني شخص (واثق من نفسه)!! فسألته عن نوع العسل الموجود لديهم فأخبرني انه من أفضل أنواع العسل المجلوب من جبال حضرموت، سألته، وهل مؤكد أن أفوز بالجائزة إن أثبت أنه عسل مغشوش؟ فقال: نعم ونحن لدينا شهادات من مختبرات معروفة في المملكة تؤكد جودته وأنه طبيعي مائة بالمائة، واخبرني أنهم يقومون بالتوصيل المجاني وأن لديهم فرعين للبيع بالتجزئة في مدينة الرياض. وبغض النظر عن صدقه أو كذبه، فليس مجال الحديث هنا عن نوعية وجودة العسل، فأنا شخصيا أرى أن وضع إعلانه بتلك الطريقة غير مقبول إطلاقا وهو مسيء للذوق العام، وفيه تعدٍ واضح على أخلاقيات الإعلان، ولا أعلم هل يحق لكل شخص أن يعلن ويضع جوائز على هواه بدون حسيب أو رقيب!! وما يثير استغرابي الشديد كيف تبقى مثل تلك اللوحة في موقع حيوي وحساس لمدة أكثر من 20 يوما بدون إزالة، من المسؤول عن ذلك؟؟؟

خاتمة: يقول المثل (تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس طول الوقت).