كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تظلل غربة أبنائه من طلاب الوطن الدارسين في بريطانيا وتأنس وحشتهم لا تحدها حدود الخيمة التي نصبت في أرض السفارة السعودية لهذا اللقاء الأبوي الحاني في ختام زيارته إلى المملكة المتحدة، أبى -حفظه الله- أن يغادر أحد أهم البلاد التي يفد إليها السعوديون منذ عقود طويلة لطلب العلم دون أن يمنح الإنسان الذي مافتئ يعول عليه في مسيرة البناء الزاهرة التي تمضي ركابها قدماً جزءاً من وقته الثمين يتجاوز الوقت المعتاد الذي قد يمنحه ملك أو رئيس دولة أو حتى وزير فلا يتجاوز برهات التقاط الصور والكلمات الترحيبية المعدة سلفاً... طلب المليك من الطلاب تحت تلك الخيمة أن يحدثوه حديث الصراحة والشفافية ولم يستثنِ حتى صغار السن الذين لم تتجاوز أعمارهم السنوات العشر ليسألهم عن مطالبهم ليؤكد أنه والد الجميع والراحل بثقة نحو المستقبل بأجيال البناء. أكثر ما أسعدني هو قراره - حفظه الله- بصرف مكافآت الطلاب هناك بالجنيه الإسترليني فلا أزال أذكر أن هذا المطلب كان أمنيتنا جميعاً حين كنا على مقاعد الدراسة هناك، فهنيئاً لزملائنا في بريطانيا بزيارة عبدالله وهنيئاً له حب المواطنين وولائهم.