«الجزيرة» - بندر العنزي
كشف مصدر مطلع بالهيئة العليا للسياحة ل(الجزيرة) عن ابتداء الهيئة في تنفيذ إستراتيجية موسعة لتطوير الحرف والصناعات التقليدية في المملكة بالتعاون مع وزارات المالية، والتجارة والصناعة، والعمل، والاقتصاد والتخطيط، والشئون الاجتماعية، والهيئة العامة للاستثمار، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ومجلس الغرف التجارية الصناعية، ووكالة الآثار والمتاحف وبمشاركة خبراء دوليين من المجلس العالمي للحرف ومن بعض الدول ذات الخبرة في هذا المجال.
وهدفت الهيئة من خلال هذه الخطوة لتوفير مزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين، والحفاظ على التراث الوطني، والاستثمار في تطوير السياحة في المملكة.
وبدأت الهيئة منذ 3 أعوام تنظيم أسواق للحرف والصناعات التقليدية استقطبت أعداداً كبيرة من الحرفيين في مختلف مناطق المملكة للمشاركة فيها، كما أشرفت على تشكيل فريق عمل يضم عدداً من المتخصصين في مختلف الجهات ذات الصلة في القطاعين الحكومي والخاص، وقام الفريق بإجراء دراسات ميدانية في عدد من الدول المتميزة في مجال الحرف والصناعات اليدوية وقدم تصوراً شاملاً لتنمية هذا القطاع.
مراكز متخصصة
وتأتي أهمية الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية من منطلق وطني إستراتيجي للهيئة لأهمية الصناعات الحرفية حيث دعت بعد تأسيسها إلى وضع تصور للتطوير والتنمية.
ومع الاستجابة تم عرض التصور واعتماد لجنة لدراسته والنظر فيه وعقدت اجتماعاً أوصت خلاله بأن تقوم الهيئة والجهات الممثلة في اللجنة بإعداد الإستراتيجية وبموافقة سمو رئيس الهيئة بدأ الفريق إعداد الإستراتيجية، حيث عمل الفريق على زيارة ميدانية لمختلف مناطق المملكة والمحافظات والمراكز الإدارية. واطلع الفريق على أهم الوثائق المتاحة حول النشاط الحرفي في العديد من الدول .
كما تم التواصل مع خبراء منظمة اليونسكو واستطلاع الخبرات العالمية ميدانياً بزيارة بعض الدول, واعد الفريق تقريراً مفصلاً عن الإستراتيجية تضمن الدراسات التمهيدية كتعاريف أولية للصنعة الحرفية وأهميتها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية والثقافية والسياحية حيث تبين الارتباط الوثيق بين قطاع الحرف والصناعات اليدوية وقطاع السياحة يتمثل ذلك بالتواصل مع أهل المكان والاطلاع على حرفهم من جملة الأشياء محل اهتمام السائح من خلال المهرجانات السياحية التي يكون أحد مظاهرها تأمين أسواق للمنتجات الحرفية، وتبين أن هناك تزايداً في الاهتمام العالمي بها وتساهم الحرف في نسبة التشغيل والدخل الوطني على الصعيد الدولي.
ويأتي اهتمام الهيئة بالحرف والصناعات اليدوية انطلاقاً من تنظيمها الأساسي الذي ينص خلال الفقرة الخامسة من المادة الرابعة التي تنص: على الهيئة دعم الجهود التي تساعد على تنمية السياحة وتشجيعها والمحافظة على المواقع السياحية والحرف والصناعات والأسواق الشعبية وحمايتها من الاندثار.
دراسات تحليلية
وتعتبر الصناعات الحرفية ضمن إطار الصناعات الصغيرة فهي تساعد على الحد من البطالة والاستفادة من كافة الموارد البشرية سواء الذكور أو الإناث اللائي يستطعن أداء بعض الأعمال في بيوتهن أو محيطهن كذلك يمكن لكبار السن والمعوقين وغيرهم المشاركة في العملية الإنتاجية مما يعطي مصدراً للدخل.
وتتركز الأهمية الاقتصادية للحرف التقليدية في إمكانية خلق فرص عمل أكبر عن طريق تخصيص موارد أقل مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخرى, وقابليتها للاستيعاب وتشغيل أعداد كبيرة من القوى العاملة بمؤهلات تعليمية منخفضة. والاستفادة من الموارد الأولية المحلية وعلى وجه الخصوص تلك المتوافرة في المناطق الريفية.
التدريب أثناء العمل
وترتبط الصناعات الحرفية بالسائح بما يعرف بالبازارات والقيصريات والأسواق التقليدية.
والمطلب السياحي عامل أساسي في تنشيط الحرف حيث يتواصل السائح مع الحرفيين والتعرف على الحالة الثقافية ومراحل الصناعة. والإنتاج الكمي المتمثل في الصناعات الحرفية قد يكون له أثر على المنتج من حيث الإبداع وقد يؤدي ذلك إلى عدم حصول الحرفي على حقوقه مما يعني أهمية مراعاة ذلك. وتعاون الحرفيين في الفعاليات السياحية والثقافية والفنية يروج للصناعات الحرفية ويؤمن الاتصال بالأسواق.