الدمام - سامي اليوسف
في مباراة ديربي جدة، وهي واحدة من قمم كرة القدم السعودية الثلاث، نجح الحكم الدولي سعد الكثيري في إعادة الثقة في قدرات الحكم السعودي بعد سلسلة التجارب مع الحكم الأجنبي في المباريات النهائية والجماهيرية التنافسية، فقد بلغ أقصى درجات النجاح بلياقته العالية وتركيزه وقربه الكبيرين من مواقع الكرة واللاعبين واتخاذه القرارات الصحيحة بفضل تقديراته الجيدة وإتاحة زوايا الرؤية المناسبة وتعاونه الجيد مع مساعديه واستخدامه الأمثل للبطاقات الملونة.
وبخلاف الهدف الاتحادي الثالث الذي سجل في الرمق الأخير من المباراة وألغاه بلا مبرِّر الحكم فإن الكثيري سجل أعلى درجات النجاح في رأيي ورأي أبرز النقاد الفاهمين شؤون التحكيم.
وكما أن القمة في مباراة الديربي وصل لها أولاً الحكم الكثيري فإن كابتن الاتحاد محمد نور وصل لها هو الآخر بروحه العالية وعزيمته التي شدت من أزر زملائه، فكان مفتاح الفوز المستحق على الغريم التقليدي، تعامل بصبر وذكاء مع الاستفزازات الأهلاوية وصنع الهدف الأول وسجل الثاني، فكان بحق خير القائد للاتحاد.
أما أبرز الراسبين في مباراة الديربي فقد كان قائد (المشكلات) الأهلاوي حسين عبد الغني الذي تفرغ وركز على استفزاز نور وجعل منه مباراته الخاصة، فنسي الأهلي ومصلحته واستحق قرار الطرد، وأثر على بعض زملائه اللذين جاروا عصبيته، وفي مقدمتهم الهزازي الذي ظهر بعيداً عن أصول المنافسة والروح الرياضية بمخاشناته واستفزازاته، والبرازيلي رودريغو الذي تفرغ هو الآخر للخشونة والابتعاد عن خدمة الأهلي.
لا يقع اللوم على المدرب الصربي نيبوتشا في قيادته للأهلي، بل يجب أن نحيِّيه على روح المغامرة والشجاعة في إصراره على تدريب الفريق في ظل ظروفه الصعبة التي زاد الطين بلة فيها الإصابات التي اجتاحت المدافعين.
أما الراسب الأبرز فقد كان مخرج المباراة على قناة art الذي أفسد متعة المشاهدة بالخروج عن جوّ المباراة والتركيز على لقطات لا داعي لها وتضييع أبرز لقطات اللقاء وتوريط المعلق (النجم) عيسى الحربين الذي اعتمد على المخرج كثيراً، بخاصة في التباس الأمر عليه عند التغيير الأهلاوي لعبد ربه الذي حسبه طرد من الملعب لعدم توضيح المخرج لذلك، ولعدم كشف قرار الحكم بعدم احتساب الهدف الاتحادي الثالث.
فيما يبدو ما زال الإخراج لا يواكب طموح مشاهدي وعمل مسؤولي قنوات art.