استطلاع - سلطان الجلمود
نوه عدد من المسؤولين في الرياضة السعودية بأهمية الأكاديميات والمدارس الكروية للأندية، مؤكدين على أنها تعد بمثابة الأساس المتين الذي تبنى عليه الرياضة السعودية، وتنطلق إلى رحاب العالمية وتحقيق الإنجازات، مشيرين إلى أنها تساهم بشكل كبير في تطور اللاعبين وإبراز المواهب الكروية منهم.
كما أنه أهمية الأكاديميات تبرز لكونها تصب في مصلحة المنتخبات الوطنية من خلال تقديم أفضل العناصر المؤهلة بطريقة علمية بحتة وفق متطلبات كرة القدم الحديثة.
وعلى ضوء تلك المعطيات تبرز أهمية الأكاديميات أو المدارس الكروية في الأندية السعودية في تفريخ المواهب الرياضية المؤهلة بأفضل الطرق العلمية والبدنية التي تخدم مسيرة الرياضة في المملكة، ولكي نقف على أهمية هذه الصروح الرياضية القائمة في بعض الأندية في الوقت الحالي، وسعي بعضها للسير في ذات الطريق كان «الجزيرة» وقفة مع بعض المسؤولين عن العمل الرياضي على المستوى الرسمي مستوى الأندية، إضافة إلى بعض المختصين والنقاد الرياضيين، وذلك لتقييم التجارب القائمة، ونظرتهم لمستقبل هذه الأكاديميات أو المدارس، ومدى حاجة بقية الأندية لمثل هذه التجارب.
الشنيف: الأندية
تصرف الملايين
في البداية تحدث المدرب الوطني بأكاديمية النادي الأهلي خالد الشنيف عن الآلية والهدف الاستراتيجي من الأكاديمية وقال: الهدف الرئيسي هو إعداد لاعب محترف في جميع النواحي سواء الفنية أو النفسية أو الاجتماعية.
وأضاف: الأكاديمية تم إنشاؤها منذ سنتين وهي الأولى على مستوى المنطقة والوطن العربي وتسعى إلى اخراج جيل كروي متطور.
وعن وجود تعاون بين الأكاديمية والأكاديميات العالمية قال: سيكون هنالك تعاون مع أكاديمية سبواتنج لشبونة من أجل الاستفادة التامة من جميع النواحي.
وحول الصعوبات التي تواجههم في الأكاديمية قال: حالياً لا توجد أي صعوبة ولكن في البداية واجهنا صعوبة بسبب مفهوم الأكاديمية لدى الناس، ولكن بعد معرفة الأهداف ومستقبل الأكاديمية تغيرت النظرة.
وطالب الشنيف من جميع الأندية الرياضية بالمبادرة بإنشاء أكاديميات وقال: للأسف إننا نشاهد أندية تصرف الملايين على إحضار لاعبين أو مدربين أجانب بمبالغ خيالية في حين قد لا يتجاوز مبلغ إنشاء الأكاديمية ربع المبلغ الذي يعطى للاعب الاجنبي والفائدة كبيرة جداً من إنشاء الأكاديمية حيث تكون الفائدة في المستقبل على النادي وعلى الكرة السعودية من خلال إعداد جيل رياضي محترف بشكل رائع.
وتمنى الشنيف بأن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالاتحاد السعودي لكرة القدم باستحداث دوري أو بطولة لمن هم تحت سن 13 عاما حتى تستفيد الأكاديميات من ذلك، ويمكن إشراك المدارس الكروية الموجودة في بعض الأندية من هذا الدوري أو المسابقة.
وأضاف: للأسف حتى الآن لا يوجد دوري لهذه الفئة.
وعن كيفية الحفاظ على حقوق الأكاديمية مع الناشئ أو اللاعب في المستقبل قال: نحن في أكاديمية نادي الأهلي قمنا بالتوقيع مع شركات مختصة في هذا الجانب، وتقوم بحفظ حقوق اللاعب والأكاديمية، وتقوم بتسويق اللاعب في المستقبل من خلال إيجاد عروض احترافية له.
الكنعاني: الهرم مقلوب
من جهته أكد الأستاذ ناصر الكنعاني المشرف السابق على الدرجات السنية بنادي النصر أن الأكاديميات يجب أن تكون مستقلة عن الأندية ويكون لها ميزانية وأجهزة مستقلة حتى تتحقق الفائدة الكبيرة منها.
وعن اعتزام نادي النصر إنشاء أكاديمية قال: نحن الآن بصدد التحضير لعمل ذلك حيث سبق وأن أعلن عن عزم الإدارة إنشاء أكاديمية الأمير عبد الرحمن بن سعود.. وفي الموسم الماضي زارنا وفد من أكاديمية نادي ريال مدريد التي موقعها في جزر الكناري وسنعمل على القيام بالاستفادة من كافة الخبرات التي لديهم في أكاديمية الأمير عبد الرحمن.
وأضاف الكنعاني: المشكلة تكمن في غالب الدول العربية هي أن (الهرم الكروي مقلوب) لدينا كعرب في مجال كرة القدم بمعنى أن البراعم يكونون أقل من اللاعبين الكبار من حيث خوض المباريات فتجد اللاعب عندما يكون صغيراً تكون المباريات قليلة وعندما يكبر تزيد المباريات، وهذا سبب رئيسي في قلة المواهب وكمقارنة بين البراعم في المملكة والبراعم في البرازيل نجد أن متوسط عدد المباريات في المملكة لا يتجاوز عشرين لهذه الفئة في حين أن المتوسط لنفس الفئة في البرازيل يصل إلى ستين مباراة.
وأكد الكنعاني أن كل السبل الآن متاحة لنجاح الأكاديميات، وتمنى بأن يكون هنالك نظام موحد من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأكاديميات وأن يكون هنالك دوري للأكاديميات على طريقة دوري المناطق في البداية حتى تزداد عدد الأكاديميات ويتم استحداث مسابقات لها.
بصاص: الأكاديميات
مسؤولية الرئاسة
في المقابل كانت وجهة نظر المدرب الوطني بمدرسة نادي الاتحاد مروان بصاص مختلفة حيث قال: الأكاديميات يجب أن تكون تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال إنشاء اكاديميات في غالب مناطق المملكة تشرف عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتستفيد منها جميع الأندية.
وأضاف مروان بأنه يعمل منذ فترة في مدرسة نادي الاتحاد واستطاعوا كفريق عمل على تحقيق العديد من الجوانب المهمة في مقدمتها ان فريق الناشئين جميع من يمثلون في السنة القادمة هم اللاعبون الذين تدربوا في مدرسة نادي الاتحاد وتم إعدادهم بشكل جيد وسيكون لهم مستقبل كبير إن شاء الله.. وعن اعتزام نادي الاتحاد إنشاء أكاديمية قال: كما أعلن المسؤولون في النادي عن وجود تعاون بين النادي ونادي برشلونة في هذا الجانب نتمنى ان يتم ذلك او تسارع الإدارة في ايجاد تعاون آخر مع اكاديميات أخرى على المستوى العالمي.
وتحدث بصاص عن الآلية التي يعتمدون عليها في مدرسة نادي الاتحاد وقال: أنا كمدرب أسعى الى التركيز على الناحية التربوية ومن ثم الناحية الفنية حتى نستطيع المساهمة في إخراج جيل كروي جيد والمهم التأسيس بشكل رائع.
وعن الصعوبات التي يواجهونها قال: لا توجد أي صعوبات وجميع الأمور تسير بشكل صحيح.
النويصر: زيادة
عدد اللاعبين هو الحل
من جهته تمنى المشرف العام على مدرسة البراعم بنادي الشباب الاستاذ خالد النويصر أن ترى أكاديمية نادي الشباب النور قريباً وقال أتمنى كمحب لنادي ان تكون هنالك اكاديمية متخصصة حتى نشعر أننا في الطريق الصحيح.
وعن مدرسة البراعم الموجودة في نادي الشباب قال: المدارس الآن هي نواة للمستقبل لإنشاء أكاديمية، وعن الآلية لعمل هذه المدرسة قال: يوجد لدينا مدرسة للبراعم خاصة ليتم قبول اللاعب برسوم رمزية قبل ان يتم تحويله الى المدرسة حيث يتم الوقوف على مستواه من جميع النواحي سواء الفنية او الاخلاقية وإذا تم تحويله الى المدرسة يتم بعد ذلك تسجيله ويتحمل النادي كافة المصاريف التي عنه.
وتطرق النويصر الى الاعداد التي تأتي الى المدرسة في كل عام وقال يأتينا في كل عام أكثر من 300 ناشئ يتم تسجيل 70 لاعبا فقط وطالب النويصر بهذا الصدد ان يتم السماح للأندية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بزيادة عدد اللاعبين المسجلين، وقال جميع الأندية المسموح لهم فقط 70 لاعبا في هذه الفئة في حين فقط نادي الأهلي الذي يسمح له فقط بـ 200 لاعب لأن لديه أكاديمية متخصصة.
وعن دور المدارس الكروية والاكاديميات قال: الأندية تحتاج الى الاهتمام بمدارس البراعم من حيث توفر الكوادر الفنية المتخصصة على مستوى عال جداً.
وأضاف في نادي الشباب يبحثون بتنسيق مع رئيس مجلس الإدارة عن مدرب عالمي متخصص ولكن قبل أن تتم هذه الخطوة سيتم وضع الأساس لهذه المدرسة من حيث تأمين ملاعب وإعداد دراسة كاملة في هذا الجانب.
وطالب النويصر ايضا بأن يكون هنالك دوري بين الأندية على مستوى المناطق حتى تستفيد جميع الأندية في هذا الجانب.
أبو نيان: الاهتمام بالفريق الأول
من جهته أوضح إداري فريق الهلال للدرجات السنية الأستاذ خالد ابونيان أن المشكلة في إغفال بعض الأندية للاكاديميات يعود الى ان المسؤولين عن النادي لا ينظرون فقط إلا لمشاكل الفريق الأول لكرة القدم.
وأضاف: يتم تسجيل اللاعبين في الأندية ومتوسط أعمارهم 13 عاما علما بأن الدول المتقدمة رياضيا يتم تسجيل اللاعب وعمره 6 سنوات.
ويصل اللاعب الى سن 24 عاما لدينا ولا يزال بعض يطالب بالصبر عليه في حين يكون قد وصل اللاعب في أوروبا الى هذا السن وقد سبق وان شارك في كأس العالم مرتين ولديه نضج كروي.
واستطرد بالقول: إن هذه الفئة انعكس عليهم في الدرجات السنية حيث يعانون في تعليم اللاعب المهارات في سن 13 عاما.
وتطرق ابو نيان الى آلية التسجيل فقال: شاهد العديد من الأندية لدينا يدفعون مبالغ على تسجيل اللاعب الناشئ في حين لحظت خلال زيارة سابقة الى اكاديمية (سبورت لشبونة) ان اللاعب يخضع الى العديد من الاختبارات قبل تسجيله ويتم الاختيار من بين 100 لاعب.
وعن آلية العمل حاليا في مدرسة نادي الهلال قال: بدأنا منذ سنتين في معالجة الاخطاء وتم وضع برامج جديدة حيث تم التركيز على الجانب النظري، إضافة الى ان لاعبي المدرسة يخوضون في كل اسبوع لقاء وديا او تجريبيا للوقوف على مستوياتهم.
وأضاف: رغم عدم وجود دوري لهذه الفئة إلا أننا نحاول ان يكون في اسبوع لقاء حتى يدخل اللاعبون في أجواء المباريات في هذا السن.
واستغرب ابو نيان من عدم وجود دوري لهذه الفئة رغم انه في ألمانيا يوجد دوري لمن هم تحت 8 سنوات، وكذلك دوري لمن هم تحت 10 سنوات.
وعن الكوادر الفنية المشرفة على المدرسة قال: تحظى مدرسة الهلال بإشراف المدرب الفرنسي كوراك ويوجد بها أجهزة فنية متخصصة وإدارية تقوم باعطاء دروس نظرية بمعدل ثلاث محاضرات كل أسبوع استفاد اللاعبون منها كثيراً.
وطالب ابونيان بأن تنفصل المدارس تماماً عن الناشئين حتى تعمل بشكل أفضل، ويتم زيادة عدد اللاعبين المسجلين في المدرسة.
وأضاف: المشكلة ليست في الأندية فعلى مستوى المنتخبات تم إنشاء منتخب البراعم وهم تحت سن 14 سنة ويفترض ان يكونوا أصغر من هذا السن حتى تكون الفائدة أكبر للمنتخبات الوطنية.
ونتمنى ان يكون الاهتمام أكثر بهذه الفئة وان تكون النظرة لهم مستقبلية وبعيدة المدى.
الزهراني: نظام
يحمي الاكاديميات
من جهته قال الأستاذ حربي الزهراني صاحب اكاديمية الوطن الأهلية التي بدأت العمل في مدينة الطائف قبل موسمين وتوقفت في هذا الموسم ان العوائق كثيرة من ضمنها عدم وجود كوادر فنية متخصصة في هذه المرحلة من المدربين الوطنيين والأهم من ذلك عدم وجود نظام للاكاديميات من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم يضمن حقوق الاكاديمية وحقوق اللاعب حيث تعرضت الاكاديمية للعديد من المشاكل كان آخرها مع نادي الاتحاد الذي قام بتسجيل لاعبين من المنضمين لنا دون الرجوع الى الاكاديمية التي هضم النادي حقها تماماً.
واستغرب حربي عدم قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء اكاديميات رغم وجود هذه المشاريع في أوروبا منذ أكثر من 50 عاما.
وتطرق ايضا الى دور رجال الأعمال الذي يعتبر غائبا عن هذا المجال لعدم معرفة آلية العمل والسعي الى الربح السريع اضافة الى عدم وجود حوافز لهم في الاستثمار في هذا المجال.
وعن السبب الحقيقي في إقفال الاكاديمية قال: عدم توفر الملاعب أدى الى ذلك.
وتطرق ايضا الى ان الاكاديمية في الفترة الوجيزة التي عملت فيها لمدة عامين استطاعت تدريب أكثر من 120 لاعباً اضافة الى أنها شهدت اشادة من العديد من المدربين الذين قاموا بزيارتها، وكان آخرهم المدرب الوطني ناصر الجوهر وزميله خليل الزياني. وأضاف: من الصعوبات التي واجهتهم كذلك ثقافة المجتمع ومن ضمنها عدم وجود اهتمام من قبل أسرة اللاعب من حيث التغذية ومتابعة السلوك وايضا المستوى الدراسي مما ينعكس على أدائه في الاكاديمية التي كانت تسعى الى صناعة نجوم والمواهب وفق برامج تعليمية اجتماعية رياضية وتوفير بيئة رياضية تربوية مميزة.
واضاف الزهراني: الآن نحن بصدد إعداد مشاريع مماثلة بعد ان تم الانتهاء من دراسات متلعقة بهذا الشأن ونسعى الى تكرار التجربة السابقة وتلافي الاخطاء التي وقعنا فيها.
آل الشيخ: قلة المتابعة الإدارية
«الجزيرة» أخذت رأي أحد المسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم حول هذا الجانب وهو نائب رئيس لجنة المنتخبات السعودية الاستاذ طلال آل الشيخ الذي تحدث في البداية وقال: أتفق شخصيا مع الاخوان حول ما طرح من تأخرنا في هذا المجال وأتمنى ان الاشخاص الذين لديهم اقتراحات في هذا الجانب ان يتواصلوا معنا خصوصا المدربين الوطنيين الذين لديهم الكثير في هذا المجال.
وتطرق آل الشيخ إلى ان المشكلة توجد ايضا في منتخب الناشئين الذي سيخوض بعد العيد تصفيات آسيا وقال: لا يوجد في المنتخب سواء أربعة لاعبين سبق وان شاركو في دوري الناشئين.
وان هنالك توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بإقامة دوري او استحداث مسابقة لمن هم تحت 14 عاما.
وأضاف: يوجد حاليا دوري مدارس وهي المسابقة التي بدأت منذ عامين على كأس الأمير محمد بن فهد وسمح في العام الماضي لنادي القادسية ونادي الأهلي بالمشاركة ولكن تم اعتذارهم في آخر لحظة.
وأوضح آل الشيخ ان العديد من الأندية في الدرجة الممتازة لديها مدارس وايضا هنالك أندية في الدرجة الأولى بدأت تهتم بهذا الجانب وكان آخرهم نادي الأنصار.
وشدد آل الشيخ الى ان غالب المسؤولين في الأندية يركزون على الفريق الأول وهذه مشكلة وخصوصا وان الأندية لديها الان وسائل دخل واستثمارات ويجب ان يكون جزءا من هذه المبالغ في تطوير البراعم.
وحول حماية الأندية من بعض المشاكل قال: يوجد نظام جديد حاليا يطبق في الاكاديميات والمدارس الكروية وايضا يسمح هذا النظام بتسجيل أكثر من 70 لاعبا كما هو الحال في اكاديمية الأهلي.
وعن دور الاتحاد السعودي في تطوير الاجهزة الفنية قال: الاتحاد ينظم العديد من الدورات وكان آخرها العام الماضي التي تم ترشيح المدربين خالد الشنيف وعمر باخشوين، وفي المستقبل سيكون هنالك العديد من الدورات للمدربين لتأهيلهم بالشكل الصحيح.
وأضاف آل الشيخ: الاتحاد السعودي وبتوجيه من المسؤولين يسعى لتطوير الاكاديميات، وكان آخر خطوة هي قيام الدكتور حافظ المدلج والأستاذ محمد النويصر والاستاذ ابراهيم القوبع بزيارة لبعض الاكاديميات في انجلترا وأخذ تصور كامل حول ذلك واعداد دراسة بهذا الجانب حول الاكاديميات.
واختتم آل الشيخ تصريحه بالقول: إن مشكلة بعض الاداريين غير مطلعين على الانظمة خصوصا من حيث حقوق اللاعب والنادي.
وتمنى آل الشيخ ان يكون المستقبل أفضل حالا للجميع.