الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي - عبد الله عايض الوهبي
نجا أكثر من 200 من المدعوات في حفل زفاف بإحدى قاعات الأفراح الواقعة على مدخل طريق الجنوب بالطائف من كارثة كادت أن تودي بحياتهن بعد أن اشتعلت كوشة العروسين بصالة النساء الداخلية وقت قدوم العروسة وبدء مراسم الزفة في ظل حضور أهل العروسين من النساء اللاتي كن يتجهزن لبدء زفتها، حيث اشتعلت الكوشة فجأة أمام مرأى من المدعوات واللاتي هرعن وبدأن في الهروب وهن يشاهدن ألسنة اللهب تتصاعد، حيث اتجهن للخروج ولم يتمكن وسط كثافتهن أمام المخارج والمداخل التي كان بعضها مغلقاً لحين أن اندلعت أصواتهن مع اندلاع النيران.. على إثر ذلك هب الرجال لإنقاذهن بعد إبلاغ عمليات الدفاع المدني بالحالة وتمكنوا من الدخول عبر بوابة المطبخ بقاعة النساء في ظل عدم وجود حارس القاعة الذي لم يظهر لحظة الحالة وفقاً لتأكيدات من قِبل والد وأشقاء وأبناء عمومة العريس الذين تمكنوا من مباشرة الحالة وإخراج النساء بعد أن قاموا بكسر الباب الخلفي للقاعة بواسطة سيارة من نوع جيمس كانت بعد الله وسيلة لإخراجهن بعد تدافع حدث عند الأبواب التي تم فتحها من قِبل الرجال لحين حضور رجال الدفاع المدني عن طريق 8 فرق إطفاء وإنقاذ الذين قاموا بالدخول للقاعة والوصول للحريق وتمكنوا من السيطرة عليه بعد إغلاق التيار الكهربائي وإكمال عملية إخلاء المدعوات وإخراجهن من كافة أرجاء القاعة ومن الغرف الخارجية فيما نتج عن الحريق إصابة 10 من المدعوات اثنتان عولجن بالموقع و8 منهن نقلن عن طريق فرق الهلال الأحمر التي قدرت بعشر فرق باشرت الحالات ونقلتهن لمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي معظمهن تعرضن لاختناقات فيما سجلت حالة سقوط واحدة تشير المعلومات بأنها لأحد المنقذين من أهل العريس وعلمت (الجزيرة) عن إصابة العريس ببعض الكدمات وتعرضه لاختناق بعد دخوله للقاعة ومحاولته فتح الأبواب لإنقاذ المدعوات حيث تم نقله للمستشفى وأعطي العلاج اللازم وخرج بصحة جيدة.
إلى ذلك أكد مدير إدارة الإعلام والنشر بصحة الطائف سعيد بن عبد الله الزهراني الذي كان موجوداً مع 5 فرق طبية من الصحة بأن الحالات التي تم نقلها 8 من بينها العريس جميعهم تعرضوا لاختناقات من الدخان الكثيف الذي انتشر في قاعة النساء جراء الحريق.
وأشار إلى أن هناك فرقاً متعددة تم تهيئتها وتجهيزها في حال طلبها للطوارئ مع تأهب كافة المستشفيات الحكومية والأهلية إثر إعلان الطوارئ وقت وصول البلاغ.
(الجزيرة) تواجدت ورصدت تفاصيل الحادثة عن طريق الالتقاء بوالد وأشقاء وأبناء عمومة العريس واستمعت لأحاديث النساء المقربات للعريس اللاتي كن يقفن في خوف وفزع ويتساءلن عن بعضِهن بعد مشاهدة الأحذية والعباءات والحقائب النسائية متناثرة عند مداخل ومخارج القاعة وكذا عند البوابة الرئيسية الأمر الذي يدل على هروبهن، فيما عثر على كمية من الحقائب والهواتف الجوالة وبعض ممتلكات المدعوات على الطاولات بداخل القاعة وكان منها جزء قد احترق كونه كان الأقرب لموقع الحريق بالكوشة وتحديداً بالصفوف الأولى، فيما أكلت النيران الستائر وبعض الأقمشة الملونة التي كانت تغطي الكوشة وتزينها، كما التهمت بعض أدوات الزفة من طيران ومكبرات صوت تابعة للفرقة الفنية التي أحيت الحفل بعد أن تمكنَهن أولاً من الخروج وشوهدن وهن جالسات عند بوابة القاعة الرئيسية من الخارج مع بعض النساء الناجيات واللاتي كن ينتظرن أهاليهن ومنهن من تمكنَ من المغادرة مبكراً دون انتظار العشاء.
إلى ذلك لم تتضح الأسباب الرئيسية التي أدت لنشوب الحريق، حيث أكد مصدر مسئول بالدفاع المدني أن التحقيقات جارية لمعرفتها وأفصح عن أن الحريق مصدره من الكوشة ويعتقد بأن هناك التماساً كهربائياً وفقاً للمعلومات الأولية أدى لاشتعال النيران بالكوشة، فيما أشار بعض أقارب العريس الذين قاموا بدور الإنقاذ بأن هناك معلومات حصلوا عليها من النساء أكدوا بأن إحدى الكشافات الضوئية بالكوشة أصدر شراراً وصل من خلاله للأسلاك الكهربائية الممددة في أعلى الكوشة وربما كان هو السبب في اشتعال النيران فيما ذكر آخرون بأن شموعاً أشعلت وتسببت في الحريق.
والد العريس (عطية الثقفي) الذي كان قد دخل للقاعة منقذاً بعد سماع أصوات النساء قال ل(الجزيرة) وهو في حالٍ يرثى لها راضياً بقضاء الله وقدره: الحمد لله قدر الله وما شاء فعل، كنا قد فرغنا من إنهاء العشاء الخاص بالرجال ونتجهز لإعداد عشاء النساء، حيث سمعنا أصوات النساء تتعالى يطلبن النجدة لحين أن علمنا بأن هناك حريقاً بالداخل إثر الاتصالات التي وردتنا على إثره دخلنا بعد اختفاء حارس القاعة الذي لم نشاهده كونه كان مغلقاً للأبواب ولم يكن أمامنا سوى أن فتحنا الباب الخلفي لقسم النساء بواسطة سيارة من نوع جيمس ومن ثم دخلنا وفتحنا بعض الأبواب بعد دخولنا من باب المطبخ واستطعنا إخلاء النساء واستغرقنا قرابة العشر دقائق لحين حضور فرق الدفاع المدني التي باشرت الحالة من حيث الإطفاء والسيطرة على الحريق وذكر بأنه كان برفقة مجموعة من الرجال من بينهم العريس وأشقاؤه وأبناء عمومته، مبدياً أسفه عن قلة مخارج الطوارئ التي كانت مقفلة لحظة الحريق وشكر الله سبحانه وتعالى على نجاة المدعوات اللاتي يزيد عددهن عن 200 مؤكداً أن همّه الوحيد لحظة الكارثة هو إخلاء النساء من القاعة وإبعادهن عن الحريق بأي طريقة، فيما أكد بعض أبناء عمومة العريس (عبد العزيز وعبد الرحمن الثقفي) بأنهم هم وعدد من الأقارب تمكنوا من الدخول للقاعة وفتحوا الأبواب لإخراج النساء بعد مشاهدتهم لبعضهن متأثرات من الدخان، مبدين أسفهم على التجمهر الذي حدث أمام بوابة القاعة من الخارج والذي أعاق أعمال الفرق المباشرة كذلك إعاقتهم لإنقاذ النساء وقت إخراجهن، فيما اطمأنت (الجزيرة) على العريس (حازم) الذي لم تكتمل فرحته من خلال اتصال هاتفي بعد خروجه من المستشفى عند الساعة الثانية والنصف فجر يوم أمس، حيث اكتفى بقوله: (رضينا بقضاء الله وقدره والحمد لله على ما حصل) وذكر بأنه كان يتأهب لأخذ عروسته لبيت الزوجية بعد أن تتم زفتها التي بدأت ولكن قطعت بسبب عارض الحريق وقال: أذكر بأنني دخلت وأنا أشاهد والدي كان يقوم بمحاولة فتح الأبواب للنساء لإخراجهن وأنه قام بسحب طفايات الحريق الموجودة بالقاعة محاولاً إطفاء الحريق لحين وصول فرق الدفاع المدني إلا أنها عملت قليلاً ومن ثم توقفت، مشيراً إلى أن ما حدث لم ينه مراسم الزواج وأنه تلقى اتصالاً من أهل عروسته يطمئنون فيها على سلامته وأن عروسته لديهم وهي بصحة جيدة وطلبوا منه أن يأخذها ويطوون ما حصل في هذه الليلة، ويبدؤون حياتهم الزوجية دون تعكير والرضا بالقضاء والقدر وكأن شيئاً لم يكن.
لقطات.. لقطات
* القاعة المعنية موقعها كان صعباً نوعاً ما لدى فرق الدفاع المدني حيث كانت تعتلي بمفردها جبلاً محاذياً للطريق الرئيسي وما حولها كان مظلماً.
* بعض النساء تركن عباءاتهن وأحذيتهن وحقائبهن وهربن من الحريق، فيما شوهد بعض الفتيات يشتركن في عباءة واحدة يتغطين بها عن الفضوليين الذين كانوا يتجمهرون عند الباب الرئيسي للقاعة في ظل وجود رجال الأمن الذين حاولوا تفريقهم.
* أقارب العريس أكدوا اختفاء حارس القاعة وعدم وجود المشرفات اللائي لم يكن لهن دور وقت نشوب الحريق.
* الفرق الطبية التابعة لصحة الطائف تواجدت بكامل تجهيزاتها وباشرت الحالة فيما وجد عدد من المسئولين من الضباط بالدفاع المدني وبعض الجهات الأمنية الأخرى وكذا من المسئولين من الهلال الأحمر.
* اختلاف فيما تناقله الناس من حيث مسببات الحريق فيما يبقى التوضيح والإفصاح عنها من شأن التحقيقات التي تجريها إدارة الدفاع المدني.
بيان من الصحة عن حالات الحريق المصابة
وخرجت 4 حالات من مستشفيات الطائف من أصل 9 حالات دخلت إلى المستشفى إثر حريق قاعة الأفراح وقال مدير إدارة الإعلام والنشر بصحة الطائف سعيد الزهراني: إن الإصابات التسعة كانت عبارة عن اختناقات بسبب نتيجة أول أكسيد الكربون وتم دخول 3 حالات العناية المركزة وحالتين في الأقسام الأخرى، فيما غادرت الأربع حالات الأخرى المستشفى ولفت أن هناك 3 رجال من ضمن المصابين والبقية نساء، مؤكداً أن هناك خطة طوارئ يعمل بها على مدار الساعة وتم إعلان حالة الطوارئ فور تلقي البلاغ من الدفاع المدني والهلال الأحمر وتحريك عدة فرق طبية من المستشفيات إلى موقع الحادث وتم التعامل مع الحالات بمتابعة مباشرة من مدير الشؤن الصحية بالطائف الدكتور عبدالرحمن كركمان الذي وجّه بدعم الموقف بفرق إضافية تحسباً لأي طاري إضافة إلى استنفار المستشفيات الأهلية للمشاركة في حالة تطور الوضع وقامت فرق المستشفيات بمشاركة الهلال الأحمر في نقل المصابات والمصابين إلى المستشفيات.