دبي - أحمد يوسف
شهد جناح شركة (ركاء) العقارية المقام في أروقة معرض سيتي سكيب العقارية - أحد أشهر المعارض العالمية في مجال العقار والهندسة المعمارية - إقبالا واسعا من قبل عدد من كبار المطورين العقاريين والمهتمين بشؤون العقار على المستوى المحلي والعربي والعالمي. فقد استحوذت الأبراج السكنية الجديدة - بأنظمتها الذكية - التي أطلقتها الشركة خلال المعرض على اهتمام المستثمرين لما تحمله الشركة من سمعة كبيرة في مجال الهندسة المعمارية، ومتانة المشاريع العقارية التي سبق لها وأن أنجزتها في وقتها المناسب وفق المعايير المرعية على المستوى العالمي. مشاريع (ركاء) هذا العام جمعت بين جمالية المواقع والتصاميم المعمارية الفريدة، حيث حرصت (ركاء) على أن يكون عنوان مشاركتها في المعرض إطلاق ثلاثة أبراج سكنية مميزة ضمن مشروع تطوير جزيرة الريم في إمارة أبو ظبي، حيث اختارت لأبراجها هذه، مواقع استراتيجية ضمن المشروع عكست تميز (ركاء) بانتقاء المواقع التي تزيد مشاريعها تميزا على ما هي عليه من تميز؛ حيث تحيط المشروع الذي لا يبعد سوى300 متر عن العاصمة أبو ظبي، مساحات خضراء من مختلف الجوانب ضمن (الجزيرة).
من جهته قال الدكتور عبدالرحمن الطاسان، الرئيس التنفيذي للشركة: إن المشاريع التي تم عرضها خلال المعرض حملت خصائص متميزة عدة وترجمت خطط الشركة الطموحة تجاه تعزيز موقعها بين كبرى شركات التطوير العقاري في المنطقة، وقال إن هذه التوجهات جاءت نتيجة المعرفة الدقيقة لمتطلبات سوق العقار الإماراتية التي أصبحت في مصاف الأسواق العالمية ونافست في بعض صفقاتها أسواق نيويورك وسنغافورة ولندن.
وحول الأهداف المستقبلية التي تصبو إليها (ركاء) أضاف:
(نحن واثقون من قدرتنا على الوصول إلى الأهداف التي نصبو إليها، ولدينا في هذا المجال طموحات غير محدودة، يساعدنا في هذا المؤشرات التي تبشر بمستقبل مضمون ومتنامٍ لسوق أبو ظبي، وواضح أن هذه المؤشرات جاءت نتيجة الخطط المحكمة لحكومة أبو ظبي والخبرة المتراكمة للقائمين على تطوير القطاع العقاري، ناهيك عن معدلات النمو الاقتصادي اللافتة التي تعيشها دولة الإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص، وبما يعزز القناعة أن النهضة العمرانية الشاملة التي تشهدها إلى الآن، ليست سوى البداية؛ حيث تنتظر الإمارة معدلات نمو غير مسبوقة في القريب العاجل).
وعن شركة (ركاء العقارية) الذراع العقارية للشركة الأم (ركاء) يتحدث مديرها التنفيذي الدكتور عبدالرحمن الطاسان في هذا اللقاء بالتفاصيل:
* ما هي بدايات (ركاء) العقارية؟
وما هي أهم المشاريع التي ضمتها منذ انطلاقتها نحو سوق العقار؟
- أسست شركة (ركاء العقارية) المحدودة عام 1990م وقد قامت منذ انطلاقتها بتطوير ما يزيد على 1.3 مليون متر مربع من المشاريع المختلفة بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأمتار المربعة الجاري تطويرها حاليا، وضمت مشاريع (ركاء) نطاقات متعددة من أنواع العقارات من المباني المكتبية، والمجمعات التجارية المغلقة والمفتوحة، ومباني الشقق السكنية والفيلات الفندقية الفاخرة، والمزارع الاستجمامية الخاصة المنتشرة في أنحاء متفرقة من المملكة تم بناؤها جميعا في المواقع بإشراف وإدارة مباشرة من شركة (ركاء) للتطوير العقاري.
* هل يؤثر الإشراف المباشر للشركة على المشاريع العقارية المختلفة التي تديرها؟
بالطبع، فقد كان له دور كبير تمثل في ضبط التكاليف وجودة الأعمال، والزيادة في الأرباح، ناهيك عن أن إنجازاتنا تنوعت في نطاق من المنتجات العقارية وخدمات التطوير، مما عزز نجاحنا ونمونا في جميع أوضاع السوق المحلية، نسعى كذلك بهذا النجاح نحو السوق الخارجية.
* (ركاء) شركة عقارية سعودية، وفي السعودية مشاريع هائلة لا سيما المدن الاقتصادية، ما هي الأسباب التي دفعت (ركاء) نحو الإمارات؟
لا يخفي على أحد حجم الطفرة العقارية الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وحرص قيادتها على تعزيز جوانب التطور العمراني فيها، ويتمثل ذلك بالمشاريع الهائلة التي أعلن عن بعضها وتتنظر أخرى غيرها الإعلان عنها في القريب العاجل، ولشركتنا قدم راسخة في السوق العقارية السعودية تمثلت في إنجاز مشاريع كبرى عدة أكثر من عقد ونصف من الزمان، ولا تزال لدينا مشاريع أخرى كثيرة وكبيرة، إلا أن النظرة المستقبلية التي رسمتها الشركة نحو التوسع والرغبة في التعرف والاستثمار في المشاريع الخليجية المهمة الأخرى لا سيما الإمارات العربية المتحدة قد حفز الشركة على التطلع نحو هذه السوق والمشاركة في الاستثمار فيها.
* لماذا أبو ظبي بالتحديد؟
- إن إمارة أبو ظبي تتمتع بجاذبية كبيرة، والاستثمار فيها مجدٍ جدا ونتوقع أن تشهد الإمارة مرحلة نمو مرتفعة وسريعة خلال الفترة القادمة تترافق مع تطور بعض مشاريع التي لا تزال في مراحل البنى التحتية، التي ستنال استقطابا أكبر عند اكتمال بعض مراحلها.
* وماذا عن الاستثمار في دبي؟
- لا يخفى على أحد ما وصلت إليه دبي والتي أصبحت محطة عالمية كبرى لجذب الاستثمارات العقارية نحوها، وإلى الدرجة التي يكاد المرء فيها يعتقد أنه لم يبقَ فيها شبر جاهز لإقامة مشروع عليه بعد أن تم استثمار مساحات شاسعة لإقامة مشاريع من الممكن أن تشكل علامة عقارية تغير وجه دبي والمنطقة، وتشكل فتحا في الصناعة العقارية العربية على المستويين المحلي والعالمي، ونحن من جانبنا ننتظر فرصة مناسبة للدخول إلى سوق دبي العقارية، ولن نتأخر عن ذلك حينما يحين الوقت المناسب للاستثمار ولكل مقام مقال، ولكل حادثة حديث.
* ما الجديد في المشاريع التي أعلنتم عنها؟
- هذه المشاريع المتمثلة بالأبراج الثلاثة المذكورة آنفا، استخدمت في تطويرها تقنية المنازل الذكية، وهي ليس بالجديدة على السوق، إلا أنها ليست بالقديمة أيضا، فلا يزال هناك وقت حتى يتم إنجاز أول مبنى ذكي، ومن المعلوم أن جميع الناس تواقون إلى مثل هذا النوع من العقارات الذكية، إلا أن القضية لا تخلو من نقطتين مهمتين:
إحداهما: عدم مناسبة الأسعار لجميع أفراد الجمهور الراغبين بهذا النوع من العقار، إذ لا تزال أسعاره خيالية وتستقطب ذوي النخب العليا فقط، وحتى يحين أوان إمكانية حصول الجميع عليها فالقضية لا تخلو من بذل الجهود لتذليل ذلك وإتاحتها أمام الجميع.
ثانيتهما: قلة الوعي بهذا الجانب، ويشاطره في هذا الرأي المهندس محمود ناجي مدير مشاريع (ركاء) العقارية الذي أضاف أن القضية ربما ليست قضية مادية بحتة قدر ما هي قضية بحاجة إلى وعي شامل يقع على عاتق الجميع، إلا أنني أعتقد أن إمكانية الطلب على هذا النوع من العقار سيشيع حتى يصبح أمرا عاديا كون الناس تواقون دوما إلى الاستفادة من جديد التقنية الحديثة التي انتقلت مجالاتها وتخطت مرحلة الآلات المجردة حتى دخلت إلى عالم العقار وبقوة.
* هل لكم أن تحدثوننا عن المزيد من المعلومات حول استخدام التقنية الذكية في مشاريعكم؟
- نعم، إن الشركة اعتمدت تقنية البيوت الذكية في مشاريعها الجديدة، ونحن عازمون على تطبيق أفضل المعايير الهندسية العالمية في هذه النظم، ونؤكد في هذا الجانب أن هذه النظم لا تتيح مجرد الحماية الأمنية من المخاطر المختلفة، وإنما تسهم في ترشيد استخدام الطاقة، ومعلوم أن مثل هذه الخطوة تعود بالنفع الكبير على المستهلك والبلد بصورة عامة لا سيما في ظل تزايد الطلب على الطاقة حول العالم وارتفاع معدلات إقامة المشاريع العمرانية.
* ما هي الخطط المستقبلية للشركة على الصعيد المحلي والخليجي والعربي؟
- بعد أن استطاعت (ركاء العقارية) في فترة محدودة من الزمن أن تضع بصمتها العقارية على المشاريع السعودية، اقتضت نظراتها المستقبلية التوجه نحو أسواق واعدة أخرى، فوقع الاختيار بعد دراسة مستفيضة على السوق الإماراتية وتحديدا في أبو ظبي للأسباب المبينة آنفا، وقد أبقت الشركة على عدد من مشاريعها داخل الممكلة إلا أنها تتطلع نحو خطة توسعية قد لا تتوقف عند السوقين الإماراتية والسعودية.
* وعلى أي شيء تعتمد هذه الرؤى؟
- تعتمد هذه الرؤى على التحولات الاقتصادية الكبيرة التي تمر بالمنطقة، والتي أهلتها لأن تأخذ دورها الريادي نحو الاستقرار الاقتصادي، ولأن صناعة العقار أصبحت تأخذ أبعادا كبيرة، وأنها تخطت منطقة الخليج العربي وتوسعت نحو الدول العربية الأخرى لا سيما سوريا واليمن والجزائر، وإذا تم استقرار الأمور في العراق فسترى أن البلد يحتاج إلى أضعاف أضعاف الشركات والمطورين العقاريين للقيام بالمهمة الكبيرة في إعادة إعماره، إذن هي قضية تستحق الاهتمام، وأن صناعة العقار هي صناعة القرن الحالي الرائدة، ونتيجة للرؤى والدراسات الاقتصادية يمكن ملاحظة أنه الاستثمار الآمن والأمثل للكثير من الراغبين في الحصول على الأرباح من غير الخوف على الرساميل التي يمتلكونها وقد أثبت العقدان الأخيران ذلك على أرض الواقع بكل قوة.
* هل هناك فروق معينة بين السوق العقارية في السعودية والإمارات؟
- الحقيقة أنه لا توجد فروق كبيرة، بل تستطيع أن تقول إن هناك نقاط التقاء كثيرة، من بينها:
1- كثرة المشاريع العملاقة المقامة على مساحات شاسعة من الأراضي المفتوحة.
2- الرغبة في إقامة المشاريع المجدية التي لا تعتمد فقط على مجرد الكتل الخرسانية بل تعتمد أيضا على إظهار الوجه العمراني الجديد للبلاد، ناهيك عن التفرد في إقامة مشاريع حيوية يكون لها دور في تعزيز اقتصاد البلاد.
3- توفير البيئة الخصبة للاستثمار الآمن، وسن التشريعات والقوانين التي تحمي حقوق المستثمرين بشكل كبير، إلى غير ذلك.
* ماذا عن أبراج جزيرة الريم؟
إن النجاحات المتعددة التي حازتها شركة (ركاء) القابضة وأذرعها المتعددة لا سيما العقارية منها، شجعت باستمرار إدارة (ركاء للتطوير العقاري) ومعها الشركة الأم (ركاء القابضة) إلى النظر البعيد المفعم بالتخطيط العميق والاستراتيجيات الواسعة التي تعتمد دقة المشاريع الممزوجة بالنظرة إلى المستقبل وفق الدراسات المجدية والخبرة المتراكمة في هذا المجال، فتوجهت نحو ساحات استثمارية خارج حدود المملكة، فعكفت على دراسة أسواق الاستثمار العقاري المحيطة وتحديدا في العاصمة أبوظبي حيث أطلقت (ركاء) ثلاثة أبراج جديدة في جزيرة الريم حازت بتفردها وطبيعة تصاميمها التي تعتمد التقنية الذكية على إعجاب واهتمام المطورين وصناع العقار بعد إطلاقها في سيتي سكيب العام الحالي وهو ما يعني فتح أبواب أرحب أمام الشركة في السوق الإماراتية ومنها إلى الخليجية والعربية فالعالمية بعد أن أصبحت دبي بوابة عالمية جديدة نحو الاستثمار العقاري.