بروكسل - واس
قرر وزراء الخزانة والمال لدول منطقة الوحدة النقدية والاقتصادية الأوروبية التي اعتمدت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) نقل ملف تقلبات أسعار صرف العملات وتحديداً ارتفاع اليورو أمام الدولار الأمريكي والين الياباني أمام الاجتماعات المقبلة لوزراء الاقتصاد لدول الصناعية السبعة وسيعقد وزراء الاقتصاد للدول السبعة الأكثر تصنيعاً في العالم اجتماعاً دورياً خلال الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر الجاري في واشنطن لبحث عدد من المسائل النقدية والاقتصادية الدولية.
واقترحت بعض الدول الأوروبية خلال الاجتماع الذي جرى مساء أمس في لكسمبورغ وضم وزراء الخزانة والمال الأوروبيين بلورة خطة تحرك على المستوى الأوروبي لوقف ارتفاع حجم صرف اليورو في أسواق المال بسبب ما يسببه ذلك من متاعب لاقتصاديات بعض من الدول الأعضاء.
ودعت فرنسا التي تواجه عجزاً متصاعداً في موازنتها العامة وارتفاعاً في حجم المديونية شريكاتها في التكتل الأوروبي إلى الضغط على المصرف المركزي الأوروبي ودفعه نحو التأثير على أسواق المال بشكل أكثر فعالية عبر خفض أسعار الفائدة وتوجيه رسالة طمأنة للمستثمرين.
ولكن الهيئة النقدية الأوروبية المدعومة من ألمانيا ودول الشمال الأوروبي ترفض هذا التوجه وترى أن مهمة المصرف المركزي الأوروبي تظل احتواء التضخم والتحكم في ارتفاع الأسعار.
وقال مصدر أوروبي في بروكسل: إن فرنسا تحصلت على دعم نسبي في مطالبها بلجم ارتفاع اليورو من قبل رئيس مجموعة اليورو ورئيس وزراء لكسمبورغ جان كلود يونكر ومن كل من ايطاليا وبلجيكا.
كما أن منظمة رؤساء المؤسسات الأوروبية أعلنت أن ارتفاع اليورو قد يؤثر على أداء الشركات الأوروبية في المستقبل.
ولكن وفي المقابل تمكنت ألمانيا التي تتمسك باستقلالية المؤسسة النقدية الأوروبية من تشكيل جبهة مشتركة مع الدول الشمالية التي لا تعاني من متاعب في موازناتها العامة وتستفيد من ارتفاع وقوة اليورو في التجارة العالمية وفي التحكم من فاتورة الطاقة.
وصرح بير شتيانربروك وزير المال الألماني أن بلاده تفضل عملة أوروبية قوية بدل عملة ضعيفة.
وقال وزير الخزانة النمساوي فيلهام مولتنمير: إن الاقتصاد الأوروبي القوي قادر عل تحمل عملة قوية بصلابة اليورو.
وأعلن وزير الخزانة الهولندي موقفاً مشابهاً لدعم الطرح الألماني بالدفاع عن صلابة العملة الأوروبية التي باتت تناهز في أسواق المال ومنذ عدة أسابيع الدولار الواحد والاثنين وأربعين سنتا.
ويقول رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشي: إن الولايات المتحدة واليابان على قناعة بضرورة دعم عملتيهما الدولار والين وانه لادعي لأية مبادرات إضافية في المرحلة الحالية.
ويرى العديد من المحللين الاقتصاديين الأوروبيين في بروكسل انه وفي حالة إخفاق لقاء الدول السبعة المقررة في واشنطن في غضون عشرة أيام من الآن في توجيه رسالة حازمة لأسواق المال فإن العملة الأوروبية ستواصل ارتفاعها وكل ما يحمله ذلك ليس من تداعيات على أداء الاقتصاد الأوروبي ولكن على العلاقات بين الدول المنتمية لمنطقة اليورو وخاصة فرنسا وألمانيا في هذه المرحلة.
ويقول نفس المحللين: إن الدول الشمالية التي تقودها ألمانيا أقدمت في الواقع على سلسلة من الإصلاحات الهيكلية الشاقة والمريرة خلال السنوات الماضية مكنتها من تحسين أداء اقتصادياتها في حين أن دولا مثل فرنسيا وايطاليا وبلجيكا لا تزال تنتظر مثل هذه الإصلاحات وهو ما نتجت عنه بداية قطيعة فعلية بين الطرفين.