من منا لا يتمنى أن يرى الكرة السعودية عالية خفاقة في سماء الكرة العالمية ولها بصمة عربية ودولية، من منا لا يتمنى أن يرى نجوم الكرة السعودية حاضرين في سماء الكرة العالمية فهذا يتحقق عن طريق الاحتراف الحقيقي وهو احتراف اللاعب خارج حدود وطنه فهو من أهم وأسرع طرق الارتقاء بمستوى أي رياضة بصفة عامة وبكرة القدم بصفة خاصة، فللاحتراف الخارجي ثمرات ونجاحات جنتها العديد من الدول التي لم يكن لها وجود على خارطة الكرة العالمية، ولكنها أصبحت الآن في الصف الأمامي للدولة المتقدمة كروياً، ولا أبالغ في القول إن دولاً كثيرة عرفت أسماؤها ومواقعها وثقافتها عن طريق تفوقها في كرة القدم.
وفكرتي التي سأطرحها ما كانت لتهبط على عقلي لولا رؤيتي وإدراكي التام بمدى التطور الهائل الذي شهدته الكرة السعودية تحت قيادة رياضية حكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين يبذلان جهوداً جبارة شهد لها العالم حتى تصل الرياضة السعودية لأعلى المراتب، وفكرتي المتواضعة تتلخص في إنشاء (لجنة للاحتراف الخارجي) تختلف عن لجنة الاحتراف الداخلي التي تؤدي دورها على أكمل وجه.
فلجنة الاحتراف الخارجي التي أحلم بها ستكون مسؤولة عن كيفية تسويق اللاعب السعودي خارجياً في الأندية الأوروبية بدرجاتها المختلفة لأنه سيعود بفوائد كبيرة فنية واقتصادية وثقافية، حيث سيرتقي الفكر الكروي للاعب السعودي وسيتطور أداؤه ويرفع سقف الطموح لديه.
ومن مهام هذه اللجنة اختيار أفضل اللاعبين السعوديين كل موسم على أن تقوم لجنة تسويق تابعة للجنة الاحتراف الخارجي بتسويق هؤلاء اللاعبين بالتعامل مع الأندية الأوروبية مباشرة أو عن طريق شركات التسويق العالمية أو مع وكلاء معتمدين من الفيفا، ولكي ينجح عمل اللجنة أرى أن يتم تعيين مسؤول الاحتراف لكل نادٍ عن طريق لجنة الاحتراف وليس عن طريق النادي كما هو متبع لكيلا يرضخ في النهاية لأوامر رئيس النادي الذي عادة يمنع لاعبيه من الاحتراف حرصاً على كسب البطولات المحلية.
فبتبعيته للجنة الاحتراف سيتحيز مسؤول الاحتراف لمصلحة اللاعب والكرة السعودية ورفع شأنها دولياً.
فباستقلالية اللجنة تستطيع استقبال وتحليل العروض المقدمة للاعب السعودي وقياسها بمعيار الصالح العام مع تحفيز الأندية بالسماح لهم بتسجيل لاعب بديل عن المحترف خارجياً حتى خارج فترة التسجيل.
ويستمر دور اللجنة في متابعة اللاعب المحترف خارجياً عبر تقارير عن أدائه الفني وسلوكه ووكيل أعماله لحفظ حقوقه، وما يساهم في زيادة فاعلية اللجنة إقامة دورات تثقيفية مستمرة لزيادة وعي اللاعب وتحفيزه لخوض تجربة الاحتراف الخارجي، وبمقارنة الكرة السعودية بدول عربية شقيقة نجد أنهم ليسوا أفضل منا ولكنهم استطاعوا تسويق عدد كبير من لاعبيهم أوروبياً لمعرفتهم بمهارات تسويق اللاعب، فمحترفو الدول العربية ليسوا أفضل من نجوم الكرة السعودية ولكن الفارق في التخطيط والتسويق والطموح!!
وهذه الفكرة تحتاج لوقفة جادة من الإعلام الرياضي واتحاد الكرة السعودي، فمازلنا بانتظار الخطوة الأولى لاحتراف خارجي ناجح ليزيل الرهبة من نفوس لاعبينا عند خوض أي بطولة عالمية كبيرة ويساهم في سرعة انسجام اللاعبين مع بعضهم مما يختصر فترة المعسكرات الطويلة.
وختاماً ألا تتفقوا معي بانقلاب على الأفكار القديمة فلدينا سفراء للكرة السعودية عالمياً بانتظار قرار التعيين.
باحث وأكاديمي رياضي - جدة