بهذا العنوان أضع أمام القارئ الكريم الطريقة التي فكرت بها بغض النظر عن مباراة الشباب، ومما صاحبها من نتيجة ومستوى إلا أن الأمر يبقى محتاجاً لبعض التفسيرات فناد بحجم ومكانة النصر لا ينتظر منه أو من القائمين عليه أي خطأ، فما بالكم بسلسلة كبيرة من الأخطاء، أنا لا أكتب هذا المقال للمعارضة أو أني أتبع سياسة خالف تعرف هذا غير صحيح. لكن الأمر أصبح الآن واضحا، وقد تأخرت في الكتابة حتى يفرغ النصر من مباراة الشباب التي أجدها من أهم المباريات خلال هذا الموسم فالبداية دائماً ما تكون مهمة لأي فريق، فعندما تبدأ قوياً أفضل بكثير من أن تبدأ بمستوى ضعيف ونتيجة سيئة، سأعود للأخطاء التي حدثت خلال فترة الإعداد.
أولاً: المتابع الجيد يجد أن النصر قد بدأ في الاستعداد للموسم الحالي متأخراً وهو الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام خصوصاً أن الموسم الماضي كان من أسوأ المواسم التي مرت على النصر والنصراويين خلال تاريخه.. إذن كان من المفترض أن تكون الاستعدادات مبكرة بخطط وبرامج مدروسة بعناية من قبل الجهاز الفني والإداري للفريق.
نأتي إلى الإعداد نفسه وما حدث فيه نجد أن لاعبي النصر أمضوا قرابة خمسة أسابيع وهم يتدربون داخل أسوار النادي في هذه الفترة كانت درجة الحرارة في مدينة الرياض مرتفعة جداً مما يؤثر على أداء اللاعب أثناء التمارين، ثم بعد ذلك اتجهوا إلى مدينة الطائف في معسكر مغلق دام أسبوعاً فقط هذه الفترة أنا أعتبرها قصيرة جداً وغير كافية، وكذلك مدينة الطائف وبحكم موقعها الجغرافي غير مناسبة لارتفاعها عن مستوى سطح البحر مما يؤدي إلى قلة الأكسجين مما يجعلها غير مناسبة لإعداد فريق، فقد ذكر مدرب الفريق بعد إحدى المباريات التجريبية أن جو الطائف لم يساعد اللاعبين على تقديم ما لديهم من خلال ما ذكرت يتضح أن هناك تخبطا إداريا وقرارات عشوائية تتخذ دون دراسة.
ننتقل إلى خطأ آخر من ضمن مجموعة الأخطاء التي وقع فيها القائمون على تجهيز الفريق لموسم صعب فيه أربع بطولات رسمية وهو تأخر النصر في التعاقد مع الأجنبي الثالث، فلو قمنا بنظرة على كل فرق الدروي الممتاز سنجد أن النصر هو الوحيد الذي لم يكتمل الطاقم الأجنبي لديه بل هناك أندية يملكون أربع أجانب من أجل المشاركات الخارجية، بنظرة فنية بسيطة سنجد أن النصر يكاد يكون النادي الوحيد الذي يحتاج أن يدخل الموسم وأجانبه مكتملون في ظل وجود هالكوكبة الكبيرة من صغار السن لكن يبقى السؤال من المسؤول عن هذا الخطأ؟ من حرم النصر من الاستفادة كغيره من حقوقه؟ لم يكن الشارع الرياضي والنصراوي خاصة في حاجة لأن يخرج نائب الرئيس وعبر جوال النصر بذلك التبرير غير المقنع لي شخصياً، ومثلي كثيرون وأقل ما أصفه بأنه تبرير لامتصاص غضب الجماهير علماً أن الأغلبية لم يقتنعوا بكل عبارة وردت في التصريح، وما زاد الأمر سوءا تلك المقابلة التي نشرتها إحدى الصحف المتخصصة مع الأمير فيصل بن تركي رئيس اللجنة الرباعية المسؤولة عن التعاقد مع اللاعبين لهذا الموسم عندما ذكر أن المحترف الشبابي أترام كان ضمن الخيارات ليرد رئيس الشباب بأنه هو من عرض اترام على النصر وذكر ذلك للمشرف على الفريق طلال الرشيد.
لو أن أحداً وجه سؤالا للأمير فيصل بن تركي لماذا انتظرتم كل تلك الفترة ولم تتحركوا إلا في وقت قصير جداً وأنتم تعلمون بموعد إقفال فترة التسجيل للأجانب!؟ أترام كان موجودا والشباب عرض اللاعب على النادي فلماذا لم تظفروا به!!!؟ رغم تحفظي على استقطاب أترام فربما يحتاج الفريق لاعبا آخر في خانة أخرى إلا أني أنتقد تأخر الإدارة في حسم الأمر.
لا أريد أن أخوض في تفاصيل كثيرة لكن الأمر واضح.. هناك تخبط وعدم تركيز يظهر جلياً أمامي، فالفكر الإداري مشوش واتجاهاته كثيرة مما أدى إلى ضعف التركيز ليظهر التخبط الواضح في اتخاذ القرارات، فمثلاً تكون الإدارة حريصة في وقت ضيق على تسجيل اللاعب الأجنبي الثالث، وعندما تفشل تبعث برسالة للجماهير تنص على أن الإدارة غير مستعجلة على الأجنبي الثالث، وبأنها تثق في نجوم الفريق، وأنهم سيؤدون ما يسعد الجماهير هناك تناقض واضح لا يخفى على أحد!! تعود أسبابه إلى ضعف التخطيط وعشوائية القرارات.
كما أن موضوع النجم الصاعد (ريان بلال) الذي كان حديث الصيف عبر كل الصحف أثار ضجة كبيرة بسبب تأخر إدارة النصر في تسليم باقي قيمة عقد اللاعب لناديه السابق مما أدى إلى تضارب الأنباء هناك من كان يكتب عن فشل الصفقة وبأن اللاعب سيعود لناديه، وكل صحيفة تروي قصة مختلفة، ولا أحد يستطيع أن يلوم كل تلك الصحف فهم لا يتحملون أخطاء غيرهم فلو أنهت إدارة النصر أمر اللاعب مع ناديه السابق بشكل رسمي لانتهى الأمر ولن تجد من ينسج القصص.
سمعنا وقرأنا خلال هذا الصيف، ومنذ بدايته عن عجز مادي يهدد بفشل كل الخطط التي وضعتها إدارة النادي من أجل النهوض بالنادي في كافة الألعاب.
الضايقة المالية موجودة لدى كل الأندية، وليس النصر وحده لكن السؤال لماذا لم تضع إدارة النادي خططها وفق الإمكانات وما هو متوفر بالنادي؟ الأخطاء نفسها تتكرر في النصر من موسم إلى موسم، والسبب هو اعتماد النادي على الوعود التي تأتي من أعضاء الشرف وعدم استغلال الموارد الاقتصادية للنادي بالشكل المطلوب، فنجد بعض مصادر الدخل التي تكفل للنادي مردودا ماديا جيدا تذهب بطريقة غريبة، وبأقل الأسعار، فمثلاً بيع تذكر المباريات لإحدى الشركات بمبلغ زهيد جداً أعتبره فشلا تتحمل إدارة النادي مسئوليته.. فناد بحجم النصر والكثافة الجماهيرية التي يملكها هل يعقل أن تباع تذاكر مبارياته بمبلغ لا يتجاوز المليون والنصف.
ليس همي متابعة الأخطاء من أجل التشفي أو أني ناقم على إدارة النصر بل بالعكس عرض الأخطاء التي أجدها من وجهة نظري أمر صحي، وربما يكون مفيدا، وحتى لا يفهم مقالتي خطأ فقد كتبت في السابق أني مع استمرار إدارة الأمير فيصل، وما زلت بل أكثر من ذلك أنا أتمنى من أعضاء شرف النصر، وجماهير النصر دفع الإدارة الحالية لمواصلة أعمالها وبقائها بعد انتهاء الفترة القانونية لها فترة رئاسية جديدة حتى يتسنى لهم تقديم كل مالديهم من أجل النصر.
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com