Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/09/2007 G Issue 12768
الاقتصادية
الخميس 01 رمضان 1428   العدد  12768
رفضن الاتكالية ولم يتقيدن بالتخصصية
الجامعيات مجد ودلال وهند أنموذج للمرأة السعودية الكادحة

«الجزيرة» - منيرة المشخص

دعوة للمراة المنتجة

مجد حواري سيدة متزوجة ولديها أبناء تحمل شهادتي بكالوريوس في الشريعة والصيدلة بعدما شعرت أن أبناءها يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، بالإضافة إلى أنه قد أصبح لديها وقت من الفراغ رفضت أن تجعل الكسل والخمول مسيطرين عليها، وحيث أن الله منحها حب الخياطة وخاصة المنمنمات أو ما تعرف باسم المصغرات قررت العودة لها، وتقول حول ذلك: بدأت في المهنة قبل حوالي خمسة أعوام، حينما قامت بعمل أطقم خاصة لابنتها ووليدها بدءاً من ملابسهما الخاصة وانتهاءً بأطقم السرير، بالإضافة إلى الأواني الخاصة بحلويات الزائرين, وتضيف: اتجهت لخياطة الأطقم الخاصة بالأمهات والأطفال أثناء فترة الولادة، بل إنني أقوم أحياناً بعمل أطقم خاصة بالعرائس بدءاً من المفارش وأغطية الطاولات وحتى الروب الخاص بالحمام, وحول أبرز الخامات المستعملة قالت: الأقمشة والزهور والكريستالات، وأنا من يقوم بتوفيرها؛ لكي أصممها بالطريقة المناسبة وفي بعض الأوقات السيدة من تأتي بفكرة معينة ولكنها ما أن ترى أفكاري وتصميمي سرعان ما تختار ما شاهدته، وأحرص كذلك على ألا أكرر التصميم، وأن أحدث بعض التغييرات البسيطة لكي أبعد التشابه, وعن ما إذا كانت قد واجهت صعوبات أو مواقف مع الذين تعاملت معهم وخصوصاً فيما يتعلق باختيار التصميم أو الأسعار؟ قالت: من المؤكد أن أياً منا سيواجه صعوبة في مجال عمله طالما أنه يتعامل مع أمزجة مختلفة وبالفعل واجهت بعض من الصعوبات وإن كانت لا تكاد تذكر، فالأغلبية ولله الحمد كانوا متعاونين معي بشكل رائع، وبالنسبة للأسعار تقول مجد: أؤكد أنها أقل بكثير من الأسعار الموجودة في السوق، وأحرص على ألا أكلف الآخرين فوق طاقتهم, وذكرت مجد أن المدة التي تمضيها في تجهيز المطلوب من أسبوعين إلى شهر، وأنها أحياناً تظل يوماً كاملاً يساعدها في ذلك عاملة وخياطة. وتستطرد مجد: بالرغم من التعب الذي ينالني منها جراء الجهد الذي أبذله إلا أنني أجد متعة في العمل والإنتاج، وعما إذا كانت تفكر بالتوسع في هذا المجال؟ أوضحت بأنها تفكر في التوسع ولكن في المستقبل وخصوصاً أن لديها سجلاً تجارياً، وقد شاركت في عدد من المعارض في مختلف المناسبات، وتختم مجد قائلة: لا أخفيك لا زال لديّ رغبة في تقديم كل ما هو جديد وغريب في عالم خياطة الأطقم، كذلك الصينيات التي تخصص لحلويات شهر رمضان، فأنا أقوم بتجهيز جميع متطلبات الضيافة والتقديم والمفارش الخاصة بالطاولات والكاسات، ولا مانع لديّ من أن أقوم بدورات تدريبية في هذا المجال، حيث سبق لي ذلك حينما كنت ملتحقة بالندوة العالمية للشباب الإسلامي.

الطبخ إحدى المهن الحديثة

وعلى الجانب الآخر تقول دلال عمر - متزوجة تحمل شهادة جامعية في المجال التربوي: إن ظروفها الخاصة اضطرتها للاتجاه للعمل الخاص وهو طبخ كل أصناف المأكولات سواء شعبية أو حديثة, وتضيف: منذ القِدم وأنا لديّ هواية الطبخ وابتكار كل جديد في عالم المطبخ وكثيراً - ولله الحمد - ما سمعت الثناء من أقاربي على ما أقوم بطبخه، وكذلك التشكيلة التي ابتكرها مع كل طبخة تقريباً.

وحول بدايتها في الدخول إلى عالم الطبخ للآخرين بمقابل قالت: في أحد المرات قمت بطبخ عدد من الأصناف مساهمة مني في زواج ابن لأحد الصديقات وتم تخصيص ركن أثناء حفل الزفاف للطبخات التي قمت بصنعها، حيث إن جميعها مأكولات شعبية, وقد نقلت لي تلك الصديقة إعجاب الضيفات بما تناولنه وقد اقترحت عليّ أن أقوم بالطبخ للناس بمقابل مالي، وقد راقت لي الفكرة وخصوصاً أن لديّ ظروفاً خاصة حفزتني لزيادة دخلي، وبدأت فعلاً في مهمة الطباخة منذ حوالي خمسة أشهر، فأصبحت أقوم بعمل العديد من الأصناف من جميع الطبخات، كما قمت بابتكار طرق جديدة من الطبخات ولا تأخذ أي وقت يذكر عدا صنف أو صنفين من الأكلات الشعبية وخصوصاً الذي يحتوي على عدة تشكيلات, خصوصاً أنني قمت بتجهيز مطبخ خاص في منزلي يحتوي كل ما احتاجه في الطبخ, وأنا من يقوم بالطبخ وتساعدني عاملة لديّ ولكن بشكل بسيط، حيث إن لديّ ابنة واحدة فقط لا تزال صغيرة, وبقية أبنائي ذكور.

وحول وقت الذروة بالنسبة لها قالت: بصراحة لا زلت في بداية الطريق ومعروفة فقط على نطاق العائلة وبعض الصديقات، ومن المؤكد أنهم يعتبرون خير دعاية لي خصوصاً اللاتي تعاملن معي من قبل وكذلك من شجعني، ولذا فقد اتفقت مع اللاتي يردن تجهيز طبخات لشهر رمضان والتي لا يتغير طعمها ما دامت محفوظة في الثلاجة، فقد وضعت جدولاً تضمن تاريخاً محدداً لكل واحدة باستلام طلبها، وبالنسبة للأسعار وإحضار مواد الطبخ فأنا لم أضع تسعيرة حتى الآن وإن كنت بصدد العكوف على ذلك هذه الأيام, وإن كان أعلى سعر حصلت عليه وصل إلى 800 ريال؛ لأنني عملت حوالي ستة حافظات طعام من مختلف المأكولات الشعبية, وأنا من يحضر كل ما تحتاجه الطبخة، وتضيف: بل أنا في أتم الاستعداد لطبخ أي شيء حتى لو كان المفطح. وحول ما إذا كان أبناؤها يتضايقون من هذا العمل أكدت السيدة دلال: عكس ذلك وأضافت: الذي أود أن أوضحه بأنهم السبب الحقيقي في أن أتعرف على كل ما هو جديد في عالم الطبخ والمأكولات، حيث أنهم كانوا يتناولون طعام الغداء أو العشاء في الخارج أو في العمل أو مع أصدقائهم، لذا قررت أن أجذبهم لأكل المنزل فهو أضمن وأنظف وأوفر مادياً، وبالفعل فقد نجحت - ولله الحمد - بل زاد الأمر أنني أصبحت أقوم بعمل مختلف الأصناف والذهاب بها أثناء اجتماعهم مع الآخرين في نهاية الأسبوع، حيث نال إعجاب العديد من أصدقائهم وأصبحوا يطلبون منهم أن أطبخ أصناف معينة، وحول ما إذا كانت قد قامت بتعليم الأخريات على الطبخ ذكرت بأنها قامت بذلك. وأوضحت في نهاية حديثها بأنها على أتم الاستعداد لتقديم خبرتها في مجال الطبخ سواء عبر دورات تدريبية أو لأي جهة تطلب منها تجهيز أي نوع من الأطعمة.

تضحية من أجل العمل

ونضيف لتلك النماذج (هند سعود) والتي تعمل مراقبة حفلات بالرغم من أنها تحمل شهادة دبلوم اقتصاد منزلي وعدداً من شهادات لعدد من الدورات، وخبرة عملية في القطاع الخاص، وحول موضوع التحاقها بهذه الوظيفة تقول: بعد أن تم طلاقي من زوجي التحقت بعدد من الوظائف التي للأسف لم تناسب ظروفي، حيث إن لديّ خمسة من الأطفال يجب أن أنفق عليهم ومواعيد العمل لم تعد تناسبني، كما في السابق قبل الزواج، فمن المستحيل مثلاً أن أعمل لمدة ثمان ساعات متواصلة في مكان بعيد عن منزلي.

وعن طبيعية عملها تقول: أقوم بمراقبة جو الحفل والحفاظ على ألا يعكر صفو الحاضرات أي شيء، والتعامل كذلك مع الموقف بكل كياسة وحكمة، وكذلك عن من تغيب أو تحضر من الموظفات وإعداد تقرير وتسليمه لرئيسي وبناءً عليه يحدد المكافئة والحوافز. وبالنسبة لأقاربها ومدى تقبلهم لعملها هذا, ذكرت أنهم في البداية أخذوا يسخرون مني ولكنني لم ولن أكترث لذلك، وتضيف: وأما المجتمع فهم أصناف فمنهم من عاملني بتقدير وزاد ذلك عندما يعلم أنني ابنة هذا الوطن, وآخرون يستغربون ويتساءلون عن سبب التحاقي بهذا العمل؟ خصوصاً أنه غريب على فتاة سعودية، فأخبرهم أنه ليس بغريب فهناك الكثير من السعوديات يعملن في مهن كهذه، فالمهنة الشريفة هي من تفرض احترامها على الآخرين مهما كان نوعها، وتواصل (هند): ولكن الذي يحز في نفسي أن هناك أشخاصاً وهم قلة يتعاملون معنا كالخادمات، بل يصل الأمر إلى أنهم يذكرون ذلك صراحة وبالطبع نعترض على قولهم ولكن بطريقة مؤدبة؛ لأن أهم ما نتعلمه خلالها هو أن الطريقة المثلى في المعاملة مع الآخرين تجعلك أنتِ سيدة المكان، وبالفعل هذا ما يحصل فنجدهم يعتذرون لنا. وتشير (هند) إلى إنه لا يوجد حتى الآن أي موقف صعب أو محرج واجهته سوى ما ذكرته عند محاولة الإساءة لها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد