كتب - فهد السبيعي

رسم نجوم المنتخب السعودي أجمل ألوان الكرة عندما قدموا درساً خصوصياً في فنون كرة القدم لأحد أقوى المنتخبات الأفريقية المنتخب الغاني بعد خماسية رائعة جاءت على مدار الشوطين في المباراة الودية التي جمعت المنتخبين مساء أمس على أرض استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وكانت البداية من قائد الأخضر ياسر القحطاني في الدقيقة الخامسة من عمر المباراة عندما أحرز الهدف الأول بعد قذيفة سكنت شباك حارس منتخب غانا، وأضاف سعود كريري الهدف الثاني لمنتخبنا الوطني في الدقيقة (25)، ومع بداية الشوط الثاني أضاف (الكاسر) ياسر القحطاني الهدف الثاني له والثالث للمنتخب السعودي في الدقيقة (51)، ولم تهدأ شباك غانا كثيرا حتى سجل سعد الحارثي الهدف الرابع من ضربة جزاء في الدقيقة (57) بعد أن أعاقه المدافع وهو في طريقه لمرمى غانا.

والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة تعرض ياسر القحطاني إلى مضايقة ودفع داخل منطقة الجزاء ليعلن الحكم عن خطأ للمنتخب السعودي وضربة جزاء واضحة ليتقدم لها رضا تكر ويسجل الهدف الخامس للمنتخب السعودي في الدقيقة (91).

بدأ مدرب المنتخب السعودي أنجوس شوط المباراة الأول بتشكيل مكون من المسيليم في حراسة المرمى وخط دفاعي مكون من: هوساوي، ووليد عبدربه، وهزازي، وكامل الموسى، وفي خط الوسط أشرك المدرب كل من الجاسم، والغامدي، وأحمد الموسى، وسعود كريري، وفي خط الهجوم حل ياسر القحطاني وسعد الحارثي الذي حل محل مالك معاذ المصاب، وتعتبر هذه التشكيلة مشابهة إلى حد ما بالأسماء التي استعان بها المدرب في نهائيات كأس آسيا الأخيرة، ورغم الأسماء الكبيرة التي ضمها المنتخب الغاني إلا أن لاعبي الاخضر بدأوا هذ الشوط بمستوى مقنع نوعاً ما رغم البطئ الملحوظ الذي عاب بعض الألعاب لدى اللاعبين.

عودة للمباراة التي بدأت ببعض المحاولات للهجوم الأخضر في ظل احتفاظ الوسط بالكرة في ملعبه، ولم تمض الدقيقة السادسة من هذا الشوط حتى اقتنص الحارثي كرة في وسط ملعب المنتخب الغاني ليلعبها إلى ياسر القحطاني والذي سدد الكرة من خارج خط الـ 18 على يسار حارس المرمى الغاني الذي ظل يتابعها وهي تعانق الشباك معلنة هدف التقدم للأخضر.

من هجمتين متتاليين حاول المنتخب الغاني تعديل النتيجة في الأولى توغل سولي منونتاري من الجهة اليسرى ليتخطى إبراهيم هزازي ويلعبها بشكل عكسي أمام المرمى السعودي إلا أن يقظة الدفاع كانت حاضرة وينقذ المسيليم هجمة أخرى أمام المرمى أيضاً في ظل تأخر التغطية من قلبي الدفاع.

ووضح من طريقة لعب الغانيين اعتمادهم على التوغل بالعمق رغم طول القامة التي يمتازون بها وتشهد الدقيقة (16) تغييراً اضطرارياً لإبراهيم هزازي بعد أن تعرض لشد عضلي ليحل بديلاً عنه أحمد البري. ورغم هذا التغيير إلا أن المنتخب السعودي حافظ على هدوءه في اللعب ومجاراة لاعبي المنتخب الغاني الذي اضطر إلى نهج الكرات العرضية التي لا تزال الهاجس الذي يؤرق دفاع وحراسة الأخضر فمن إحداها لعبت عرضية أريك أدو لتسقط أمام الدفاع الذي تأخر في تشتيتها ليرسلها أقواسي للمرمى إلا أن يقظة المسيلم أخرجت الكرة لضربة زاوية، ورغم توالي هجمات المنتخب الغاني إلا أن الأخضر زاد الغلة بهدف آخر، فمن كرة متبادلة بين سعد الحارثي الذي تركها للقحطاني الذي لعبها بدوره للمنطلق سعود كريري الذي واجه المرمى الغاني ليضعها على يسار الحارس هدفا سعودياً ثانياً امتاز كثيراً باللعب والتفاهم الجماعي ليزيد بذلك الضغط على محترفي غانا التي انتهت أغلب كراتهم بين أقدام الدفاع.

وتشهد الدقائق المتتالية بعد ذلك حضوراً سعودياً خصوصاً للاعبي الوسط الغامدي وكريري والجاسم الذين تناوبوا على قطع الكرات الغانية والتوغل إلى ملعب المنتخب الغاني وامداد المهاجمين ياسر وسعد الذين امتهنا إضاعة الفرص خصوصاً في فرصتين محققتين لإضافة مزيد من الأهداف فياسر كان في وضعية أفضل للاختراق إلا أنه من إحدى هذه الهجمات فضل تمريرها للمندفع الجاسم الذي لعبها في بين يدي ريتشارد الحارس الغاني وبعدها بدقيقة واجه ياسر القحطاني الحارس الغاني إلا أنه لعبها أيضاً بين يديه لتمضي بعد ذلك دقائق هذا الشوط حتى أعلن الجروان نهايته بتقدم الأخضر بهدفين بدون مقابل.

استهل المنتخب السعودي الشوط الثاني بتغيير آخر حيث حل الشلهوب بديلا لأحمد الموسى بينما أجرى المنتخب الغاني ثلاث تغييرات في خط المقدمة حيث بدأ البرنس توجو فور دخوله بهجمة مرتدة تجاوز كامل المرمى وسددها ضعيفة بجوار القائم وشهدت منطقة الوسط تحركا أخضر بقيادة الشلهوب الذي تبادل الكرة بعد أكثر من لاعب ومن إحداها لعب الشلهوب الكرة للبحري الذي أعادها للقحطاني ياسر الذي سددها قوية لا تصد ولا ترد لم يشاهدها ريتشارد كنسن إلا وهي تعانق الشباك هدفا ثالثا. ولعل أبرز ما شهدته الربع ساعة الأولى من هذا الشوط هو حضور الانتشار السريع للاعبي الأخضر والحضور الجيد للتمريرات السريعة واللمسة الواحدة أحيانا التي ظهرت بين الشلهوب وسعد الحارثي عند الدقيقة 10 ليتمكن الأخير من مواجهة المرمى فلم يجد فرانس ديكر بداً من عرقلته ليتحصل الحارثي على ركلة جزاء تقدم لها بنفسه ويضعها على يسار الحارس معلنة الهدف الرابع. ليحل بعدها جمعان الجمعان بديلا لعمر الغامدي وحاول الغانيين مرارا العودة للمباراة باعتمادهم على الدخول من العمق إلا أن يقظة الوسط ومن خلفهم قلبي الدفاع استطاعت إيقاف هذا الزحف وتشهد الدقيقة 72 انطلاقة للحارثي من الجهة اليسرى ويدخل الصندوق ويعكسها للشلهوب الذي يسددها ضعيفة بجوار القائم ويحل طلال الخيبري بديلا للخيبري الذي خرج مصابا جراء دخول مايكل العنيف عليه.

ويتوالى خروج لاعبي الأخضر جراء الإصابة ليغادر وليد عبدربه مصابا ويحل مكانه الخبير رضا تكر وتزداد الخشونة الغانية ويتعرض الخيبري لضرب بالكوع خرج من خلالها ويحل بديل له عبده عطيف وتشهد آخر خمس دقائق طرد انطوني انان بعد احتجاجه على رجل الخط ليستدعي الأخير الجروان ليقوم بإبراز البطاقة الحمراء.

بعدها بدقيقة يسدد البرنس توجو من خارج المنطقة إلا أن حضور المسيليم كان جيدا. ومن هجمة مرتدة تصل الكرة للجاسم الذي مررها متأخرا للحارثي إلا أن الدفاع استطاع تخليصها لضربة زاوية. كما عاود الحارثي التوغل في الملعب الغاني ويحولها عكسية للقحطاني الذي يتعرض لحالة دفع أعلن الجروان من خلالها عن ضربة جزاء تقدم لها رضا تكر وسددها قوية هدفا خامسا لتمضي أربع دقائق بدل ضائع ليعلن بعدها الجروان نهاية المباراة بخماسية سعودية.