إذا كان الزمن يعادل المال فإن الزمن تبعاً لذلك ثمين! ويؤكد الاقتصاديون أن إهدار الأوقات كان من أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي. فقد كان الاتحاد يهدر سنوياً ما يقدر بـ30 مليار ساعة فقط لدى الانتظار بطوابير الشراء, وهذا ما يعادل القدرة الإنتاجية السنوية لـ 15 مليون عامل, وفي موسكو وحدها كان يهدر سنوياً حوالي 20 مليون ساعة في الانتظار بطوابير دفع فواتير الماء والكهرباء واستلام معاشات التقاعد.
مواطن أعطاه موظف الأرشيف بإدارة أحوال الرياض 14 يوماً قبل موعد المراجعة الدورية، وعندما انتهت المدة المقدرة قطع المواطن نصف ساعة باتجاه الإدارة لينهي معاملته، وتكبد في طريقه عناء خنادق الرياض، وعشوائية الليموزين، وطوابير الإشارات وزحمة المواقف، فضلاً عن إجازة نصف يوم عمل، وعندما وصل شباك الأرشيف أخذ معاملته قاصداً إدارة الحاسب الآلي في نفس المبنى وقطع رقماً ليصطف بين أرتال البشر لساعتين ونصف الساعة!!
وبعدها جاء الفرج ودق جرس دورة ليبتسم المواطن في وجه الموظف العابس.. أخذ الموظف الملف وردد الكلمة المقدسة راجعنا بكرا..أليس من المنطق أن ترسل إدارة الأرشيف ملف المواطن إلى الحاسب، أم يعتبر ذلك خدمة لا يستحقها المواطن؟!