استطلاع - ماجدة السويِّح
التحول لمجتمع المعلومات هدف المجتمعات النامية في الوقت الحاضر، لما له من فوائده عظيمة للاقتصاد الوطني وزيادة الكفاءة والفاعلية، والإنتاجية في مختلف القطاعات، ولذلك بادرت المملكة بإطلاق برنامج خاص لإدارة التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر) لتحقيق التحول للتعاملات الإلكترونية وليتمكن الجميع بنهاية عام 2010م من أي مكان، وفي أي وقت من الحصول على الخدمات الحكومية، بمستوى راق، وبطريقة متكاملة وسهلة.
والملاحظ الآن مع نهاية كل عام دراسي أن الخدمة المدنية ومكاتب العمل تطرح العديد من الوظائف الشاغرة، وتستعد الجامعات والكليات لاستقبال الآلاف من الشباب والشابات للالتحاق بها، ورغم الزحام الشديد المتكرر كل عام، والمشقة التي تعترض من هو خارج المدينة للفوز بوظيفة أو مقعد في الجامعة، ألا أن الأمل يظل يجمعهم، والملف الأخضر يوحد اختلاف أهدافهم.
لكن الملف الأخضر الرمز القديم الحديث هل سيظل الرفيق العزيز للباحثين عن عمل أو فرصة تعليمية؟ وهل تتمسك به الإدارات الحكومية كونه رمزاً للبيرقراطية، أم ستندثر هذه العلامة الفارقة التي تلازمنا إلى غير رجعة مع التحول للتعاملات الإلكترونية؟ فلماذا لا يتم تفعيل التعاملات الإلكترونية أم يخشى أميو الحاسب فقد مناصبهم؟ خصوصاً أن بعض الجهات استفادت من الشبكة العنكبوتية في الحصول على مرشحين للعمل؟
الجزيرة استطلعت آراء العديد من المواطنين حول الاستغناء عن الطريقة التقليدية في التعاملات الحكومية والأهلية وتفعيل التقديم عبر الإنترنت لتوفير الكثير من الوقت والجهد.
التجاوب والمصداقية مطلب
بداية قالت سارة ضويحي طالبة ماجستير إن التقديم عبر الإنترنت طريقة حديثة توفر الوقت والجهد معاً، وتقلل من الزحام المصاحب للتقديم على الوظائف أو الدراسة، كما أنها تسهل التقديم على الذين قد يفوتهم ذلك بسبب سفرهم أو ظروف أخرى، وأقترح أن تقوم الجهة المسئولة عن الموقع بالرد والتجاوب مع مقدم الطلب حتى يطمئن ويتأكد من وصول استمارة الطلب إلى المسئولين.
أما فاطمة البصير فترى أن التقديم عبر الإنترنت طريقة غير مجدية، حيث إن بعض الجهات تعلن عن وظائف على الموقع وتطلب التقديم عليها مع أنها قد تكون محجوزة أو مشغولة بآخرين، أو تضع فرصاً وظيفية وهي في الأساس تفتقد للمصداقية في طرحها لتلك الوظائف، وقد سبق لزوجي التقديم لإحدى الوظائف على الموقع الخاص بإحدى الشركات، وبعد الذهاب للشركة اكتشف أن السيرة الذاتية لم تصلهم مع أنه قام بإرسالها عبر الإنترنت، والأفضل برأيي الاتصال الشخصي بين مقدم الطلب والجهة المعنية لضمان وصول المعلومات وحصول التجاوب، وبعد الاتصال الشخصي أرى أن الفاكس طريقة سهلة وآمنة للتقديم.
ثقافة المجتمع والملف الأخضر
مدير الموارد البشرية منصور العجلان بشركة فواز الحكير يقول إن التقديم عبر الإنترنت غير فعَّال ولا يُوجد إقبال عليه، فهو يحتاج إلى وقت حتى يستوعب المجتمع استخدامات الإنترنت، فالكثير يفضلون التقديم مباشرة للشركة لضمان وصول الاستمارة، وهذا باعتقادي راجع لعادات تعودنا عليها باصطحاب الملف الأخضر وتعبئة النموذج وأخذ موعد للمقابلة، فلا يزال السواد الأعظم من الناس يفضلون المقابلة الشخصية، وبالنسبة لنا كشركة نعلن عن الشاغر من الوظائف عن طريق المحلات التابعة لنا، والتعاون مع صندوق الموارد البشرية، ومراكز التدريب الخاصة بتأهيل السعوديين، ومن خلال موقعنا على الإنترنت وتعبئة الاستمارة.
وأيد الأستاذ سلطان العماش المدير التنفيذي لشركة إنترسيرش السعودية هذا الاقتراح وأكد أن عرض الوظائف على الموقع الإلكتروني للمنشأة طريقة غير مكلفة وفعالة في نفس الوقت، فبدلاً من الاعتماد على شركات التوظيف وجب الاعتماد على الطرق الخاصة في الحصول على مرشحين.
ويمكن أن تعطي هذه الطريقة الشركة مؤشراً جيداً بأن الشخص المتقدم يستخدم التقنية بكفاءة، كما يمكن للمنشأة الاستفادة من الأنظمة التي تباع في السوق وهي على مستوى عالمي، لتساعدها في الوصول للشخص المناسب، حيث يقوم المتقدم بتعبئة بياناته، ومن ثم يقوم البرنامج بغربلة المتقدمين، ليسهل على المسئولين الاختيار.. وأضاف: يقع العبء في المقام الأول على أصحاب الشركة في التسويق للموقع بأوساط الشباب، حيث يتم التسويق له في الجامعات والمعاهد لتعريفهم بالموقع والفرص الوظيفية المتوفرة، أيضاً من المهم المتابعة حيث نجد بعض المواقع تطرح الوظائف في أول العام وبعد ثمانية شهور مثلاً نجدها ما زالت معروضة مع أنها أصبحت مشغولة، ومن خلال تجربتي الشخصية في الموارد البشرية في واشنطن كان يوم الاثنين يشكل ضغطاً شديداً على الموقع لأن هناك متابعة من قبل الموظف المختص، فيتم تحديث البيانات الموجودة على الموقع بالنسبة للوظائف.
وأرى ألا تطرح الوظائف التنفيذية على المواقع الإلكترونية، بل تطرح وظائف لحديثي التخرج الذين لا تزيد خبرتهم عن خمس سنوات.
من جهته اعتبر الأستاذ خالد الماضي المدير العام للشبكة الثلاثية أن الإعلان في وسائل الإعلام للشركات أفضل وسيلة للوصول للكوادر البشرية، والشركات الأجنبية تستخدم مواقعها أكثر من غيرها للحصول على مرشحين، لكن هناك مواقع عربية تطرح وظائف للشباب، ونحن كشركة أعلنا لدى أحد هذه المواقع العربية المشهورة عالمياً بقيمة ألف دولار، وقد توفر لنا حوالي 500 سيرة ذاتية.. الغالبية العظمى منهم أجانب، وعلل الماضي سبب عدم اهتمام الشباب بالتقديم عن طريق الإنترنت إلى عدم ثقتهم فيما يطرح من وظائف، ووصول سيرهم الذاتية إلى المسئولين، كما أن أغلب الشباب ما زالوا يتخذون الإنترنت كوسيلة تسلية وترفيه، لكن أرى أن تستفيد المنشآت من تجربة البنوك في إجبار العملاء بالدخول على الموقع للحصول على بعض الخدمات، ليصبح الأمر معتاداً بعد فترة لدى كثير من الناس.