أبها - عبدالله الهاجري
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أمس الاثنين فعاليات ملتقى الموارد البشرية والتدريب الصيفي الأول الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بأبها بالتعاون مع شركة تقنيات المستقبل المحدودة وبرعاية إعلامية من صحيفة (الجزيرة) والذي يقام على مدى أربعة أيام في الفترة من 6-9 شعبان 1428هـ الموافق 19 ? 22 أغسطس 2007م في فندق قصر أبها بأبها.
وافتتح سموه فور وصوله المعرض المصاحب للملتقى، والذي يمثل عدداً من منشآت القطاع الخاص في المنطقة والجهات المشاركة.
بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس إدارة غرفة أبها المهندس عبدالله المبطي كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة راعياً للملتقى، مبيناً أن إقامة الملتقى جاءت ثمرة من ثمرات جهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز المتواصلة في تطوير التنمية البشرية في المنطقة.
وأشار المبطي في كلمته إلى قضية تعليم القوى البشرية وتدريبها وما خطته المملكة من خطوات كبيرة في هذا المجال، مؤكداً أن الاهتمام بالتدريب وتأهيل القوى العاملة يستند إلى ركيزتين رئيستين:
أولاهما: أن الوعي بأن الفجوة في التنمية بين الشعوب المتقدمة والشعوب السائرة في طريق التقدم تعود إلى فجوة تقنية بين تلك الشعوب.
والثانية: أن التنمية تعتمد بشكل رئيسي على تطبيق المعرفة العلمية والتقنية، موضحاً دور الغرفة التجارية في دعم التأهيل والتدريب من خلال إنشاء إدارة متكاملة للتدريب والتأهيل نظمت خلالها أكثر من (300) دورة تدريبية في مختلف التخصصات، إلى جانب إنشاء الغرفة لبرنامج أبها الوطني للتدريب والتوظيف والذي بدوره أسهم في توظيف أكثر من ألفي شاب وشابة من أبناء المنطقة، مقدماً شكره لكل من ساهم وشارك في إنجاح فعاليات الملتقى من القطاع الحكومي والخاص والمشاركين والمتحدثين في ورش عمل الملتقى.
ثم قدمت الجهات المشاركة في الملتقى والمتمثلة في مكتب العمل، وصندوق الموارد البشرية، ومجلس الاستثمار، ومجلس التعليم الفني والتدريب المهني في منطقة عسير، إلى جانب صندوق المئوية، وبرنامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع، عروضاً حول تنمية الموارد البشرية وخطط المملكة لرفع كفاءة الموارد البشرية وما تنفقه المملكة على الموارد البشرية، وأهمية ذلك التطوير للقوى العاملة السعودية، ودور تلك الجهات في دعم سوق العمل من خلال التدريب والتأهيل والتوظيف في منشآت القطاع الخاص، كما اشتملت العروض على مساهمة كل جهة في دعم وتسهيل توظيف الشباب السعودي في منشآت القطاع الخاص ومراكز التدريب في تلك الجهات.
وفي ختام الحفل كرّم سموه الجهات المشاركة والمشاركين في الملتقى، حيث كرّم سموه صحيفة (الجزيرة) لرعايتها الإعلامية لهذا الملتقى، حيث تسلم الزميل عائض الشهراني مدير مكتب أبها التكريم، فيما تسلم سموه هدية تذكارية من رئيس غرفة أبها بهذه المناسبة.
حضر الحفل وكيل إمارة منطقة عسير المساعد الدكتور محمد عيسى وعدد من مديري الإدارات الحكومية والمسؤولون في المنطقة وجمع من المتخصصين والمهتمين في مجال تنمية الموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص.
هذا وسيقدم خلال هذا الملتقى عدد من المحاضرات وحلقات النقاش (برنامج الملتقى)، بالإضافة إلى خمس ورش تدريبية تشمل الموضوعات الآتية: حيث تقدم الورشة الأولى عن تقويم برامج التدريب، والثانية عن إدارة المهارات البشرية، أما الورشة الثالثة فيقدم فيها طرق تحسين الإنتاجية من خلال تطوير الأداء الفردي، وفي الرابعة تقدم منهجية الديكم وإعادة هيكلة المؤسسات لأداء معروف وإنتاجية ذات جودة، أما الورشة الخامسة التي يقدمها الأستاذ الزائر الدكتور ودسمول فيقدم فيها تطوير بيئة العمل في المنظمات.
بيئة متميزة
وقد ذكر الدكتور سليمان أبالخيل المشرف على الملتقى أن تنظيم هذا الملتقى ينطلق من رسالة واضحة تتركز في إيجاد بيئة متميزة يلتقي فيها مديرو ومختصو الموارد البشرية والخبراء والأكاديميون والباحثون المهتمون بتطوير الموارد البشرية، وذلك لنقل المعارف والتجارب والخبرات بينهم وطرح ومناقشة الرؤى والفرص والتحديات بجو علمي مميز.
كذلك فإن رؤية المنظمين يمكن تحديدها بالوصول بالمشاركين لمستوى فهم وثقافة متميزة وخبرات متقدمة في إدارة وتخطيط وتطوير الموارد البشرية. وسوف يستمر هذا الملتقى بإذن الله بهذه الرؤية والرسالة في الأعوام القادمة، حيث يعد هذا الملتقى أول ملتقى صيفي يقام على مستوى المملكة.
وقد علق الدكتور أبا الخيل على أن سبب اختيار موضوع هذا الملتقى وتحديده بالمهارات الشخصية وأثرها على الأداء والإنتاجية بقوله: إن مهارات وقدرات الموظف الشخصية تعد حجر الأساس في أدائه وإنتاجيته، وهذا بلا شك يشكل علاقة مباشرة مطردة مع مستوى أداء المؤسسات والمنظمات وهي المحدد الأول والأخير لمستوى الإنتاجية الشاملة فيها سواء كانت في القطاع العام أم الخاص.
وبذلك تتحمل إدارات الموارد البشرية دوراً مهماً ومسؤولية مباشرة في تحقيق أهداف المؤسسات وذلك لتزايد تأثير الدور البشري في المعادلة التنافسية العالمية.
يقول بيتر دركر: (لقد أضحى العنصر البشري أحد أهم المزايا التنافسية الباقية حتى اليوم بين المؤسسات). لذلك فقد تعاظمت حاجة إدارات الموارد البشرية إلى المزيد من الأدوات التي تساعدها على الوفاء بمتطلبات رفع الأداء والإنتاجية وتحقيق التنافسية.
في وقت مبكر, اهتمت المنظمات والشركات الكبرى بتقييم وقياس مهارات وقدرات الموظفين بشكل مستمر فيما يسمى بتقارير ومراقبة الأداء, كما تطورت أنظمة القياس والتقييم لتشمل عدداً من الصور الخاصة بالتقييم قبل التوظيف وبعده, وربط قدرات ومهارات الموظف بمتطلبات الوظيفة، حتى وصلت لوضع خرائط تحدد قدرات الموظف الذهنية والعاطفية والنفسية. وتطورت برامج التدريب لتصبح أكثر فاعلية ولتسهم في تقليل الفجوة بين حاجة الوظيفة وقدرات الموظف.
لقد تطورت وتعددت أساليب وطرق وبرامج تطوير الموارد البشرية المتعلقة بالأداء حيث شملت إدارة الأداء وإدارة الخبرات والمعرفة حيث تشكل المعرفة التي يحملها الأفراد أحد اكبر ممتلكات المنظمات وجزء لا يتجزأ من أصولها وبنيتها التحتية.
وذكر الدكتور أبا الخيل ان مهام الموارد البشرية من اختيار وتوظيف وتطوير وتدريب وإدارة أداء, لم تعد مجرد قائمة صماء من المسؤوليات التنظيمية الحرفية، وإنما أصبحت شريان البقاء والنمو للمؤسسات، ففي ميادين العمل الفنية قد يفشل مشروع وينجح آخر، أما في ميدان الموارد البشرية فإن الفشل غالباً ما يورث الفشل والنجاح يعقبه استمرار وتألق للنجاح.
نخبة متميزة تطرح محاور مهمة
وذكر أن في هذا الملتقى سيتم طرح عدد من المحاور المهمة والملحة التي سيشارك في نقاشها نخبة متميزة من المختصين، وبهذه المناسبة يسرنا دعوة جميع المهتمين إلى الحضور والمشاركة وحتى يكون هذا الملتقى أحد الملتقيات السنوية المفيدة والمستمرة بإذن الله وتوفيقه.
ويسعى الملتقى الذي ترعاه الجزيرة إعلامياً لإيجاد قناة مثالية بين مسؤولي الموارد البشرية في المؤسسات والشركات الخاصة من جهة والقطاعات الحكومية ذات العلاقة من جهة أخرى لمدارسة ونقاش المتطلبات والعقبات والأنظمة واللوائح والسياسات الوطنية وبحث سبل حلها والتخطيط الأمثل لها. وسوف يتم التعريف بالأساليب الحديثة لتحسين الإنتاجية من خلال تطوير أداء العاملين ومهاراتهم الشخصية. ونقل أحدث التقنيات والأساليب والوسائل المتقدمة وتطبيقها في تطوير الموارد البشرية وتطويرها لتتلاءم مع بيئة العمل الوطنية.