تملك ساحتنا الرياضية كفاءات بارزة وقدرات مؤهلة علماً وفكراً وثقافياً بالإمكان الاستفادة منها على صعيد الاتحادات الرياضية المختلفة لأن وجودها على طاولة المسؤولية لا شك ستسهم في إثراء العمل ودفع عجلته للأمام بما يتناسب مع متطلبات ومعطيات هذه المرحلة الذي أضحى فيها العلم المدعم بالخبرة يشكل حجر الزاوية في منظومة النجاح بيد أن هذا الجانب لا يفعل بشكل جيد أو متعطل إن صح التعبير.

فمن هذه النماذج (المتعطلة) الرياضي الخبير الدكتور عبدالرزاق أبو داود الذي يحمل في حقيبة الرياضية أدوات التفوق (فكراً وتمرساً وثقافياً) فهذا الرجل المثالي الذي ذاع صيته وعلا شأنه (لاعباً) في حقبة التسعينات الهجرية اشتهر بسماته القيادية الكرازمية وقدرته الدفاعية البارعة فضلاً عن سلوكه الرياضي الرفيع الذي خوله لتقلد إشارة الكبتنية في فترات مضت مع النادي الأهلي والمنتخب الوطني... كان اللاعب الوحيد في زمانه الذي جمع المستوى الفني والخلق الرفيع والتحصيل العلمي العالي فبعد اعتزاله واصل تفوقه وتألق في مضمار العلم ونهل المعرفة في أعرق الجامعات الأمريكية فكافح ونافح حتى نال درجة الدكتوراه من جامعة كنتاكي وحالياً يحمل درجة (بروفسور) نحصص (جغرافيا سياسية) ويعمل حالياً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بدرجة رفيعة.

(أبو داوود) الذي عايش نظام الاحتراف - منذ أن وطئت قدماه الرياضة السعودية - لاعباً وإدارياً... لا شك أنه كسب تجربة ثرية تخوله لأن يتبوأ منصباً مرموقاً في اتحاد القدم وإذا كان الأمر لا يتطلب ذلك فإن النبش في خبراته المتراكمة مطلب بأن يعيّن مستشاراً في اتحاد القدم... فلجنة الاحتراف محتاجة لمثل تلك الكوادر المؤهلة ووجود (أبوداوود) ومن على شاكلته من الثقافة والمعرفة بلا شك سيضيف أشياء وأشياء للوسط الذي يعمل به، ولا سيما أنه يعشق التحدي والعمل الناجح وكل الأماني أن تشاهد (البروفسور) وجميع الكوادر المؤهلة والمتمرسة تعمل في المضمار الرياضي لأن لياقة معرفتهم وثقافتهم العالية ستضيف الشيء الكثير والكثير في العمل الرياضي ومن هنا يتعين تواجد مثل هذه النماذج في منظومتنا الرياضية لمواكبة ثورة التطور التي تعيشها رياضتنا الحبيبة.

المحرر