لا أحد يستطيع أن ينكر على إدارة النصر هذه الأيام حجم العمل الذي تقوم به للنادي بشكل عام وليس كرة القدم، هناك تنظيم على أعلى مستوى سيجعل من نادي النصر خلال السنوات القادمة نموذجاً يحتذى به.
لكن الجماهير لا تنظر إلاّ لكرة القدم فقط، وكأنّ الأندية وُجدت لكرة القدم فقط، ومع هذا فهم محقِّون في توجُّههم لأنّها الواجهة الحقيقية لأي نادٍ في العالم.
نعود للشأن النصراوي: يظهر هذه الأيام استياء واضح وملموس وسط جماهير النصر، بسبب بعض التعاقدات التي أجرتها إدارة النصر في الفترة الماضية استعداداً للموسم القادم، حيث يرون أنّ إدارة النادي سعت وراء التعاقد مع كبار السن .. فمثلاً النجم الكبير والخلوق عبد الله الواكد يرون بأنّ الفائدة المرجوّة منه ضعيفة بسبب كثرة إصاباته وكبر سنه ولا يضعونه من فئة الخمس نجوم، وكذلك مرزوق العتيبي الذي يرون بأنّه احتياط في الاتحاد ولم يكن له مشاركات كثيرة وخصوصاً في الفترة الأخيرة، وبالتالي التعاقد معه يعتبر مخاطرة كبيرة .. وما زاد من الغضب الجماهيري النصراوي كما شاهدت من بعضهم سواء عبر المنتديات أو الجلسات الخاصة، هو تعاقد النصر مع فهد الزهراني فهم لا يضعونه من فئة النجمة الواحدة ويصفون التعاقد معه بالخسارة التي سيدفع الفريق ثمنها، ومنهم من يرى أن الإبقاء على ابراهيم ماطر كان أجدى وأفضل من التعاقد مع الزهراني .. تلك هي ردود أفعال الكثير من النصراويين بشكل مختصر.
والملاحظ يرى أنّ ردود الأفعال هذه يغلب عليها التسرع والقسوة على هؤلاء النجوم القادمين من خارج أسوار النادي .. تلك النظرة لا تخضع لأي مقاييس فنية ونسوا أن مرحلة البناء تتطلّب وجود عنصر الخبرة في الفريق، وهذا ما كان ينقص النصر الموسم الماضي، وجعله قاب قوسين أو أدنى من الدرجة الأولى.
كل تلك الأسماء التي تعاقدت معها إدارة النصر أجدها أسماء كبيرة لها وزنها في عالم المستديرة، ولديها القدرة على إضافة شيء للنصر، فالواكد وعابر القارات مرزوق العتيبي وفهد الزهراني لكل منهم مميزاته، وفي اعتقادي بل هو اعتقاد يصل لمرحلة الجزم بأنّ هؤلاء النجوم سيعيدون اكتشاف أنفسهم من بوابة النصر.
كل المؤشرات تجعلنا نثق بالمقدرة الفنية لأفراد اللجنة الرباعية، اتضح ذلك من خلال لمسهم لاحتياجات الفريق وتدعيم خطوطه، فلم يكن من بين تلك الأسماء لاعب لا يحتاجه الفريق، بل إن النصر يشكو من عجز في مراكز هؤلاء اللاعبين .. فمثلاً المحور الدفاعي نلاحظ أن اللجنة اختارت الواكد والزهراني لإدراكهم الشديد بأنّ المحور الدفاعي في النصر ضعيف منذ زمن ويجب تدعيمه بنجوم يملكون الخبرة الكافية.
كثيراً ما تعجني بعض الآراء التي يكون العقل هو مصدرها، فهؤلاء النجوم قد انتهت إدارة النصر من التعاقد معهم إذن ما الفائدة من النقد وتوجيه العبارات القاسية في حق الإدارة واللاعب الذي لا ذنب له، فلم يأت للنصر إلا بعرض من قِبل إدارة النادي وربما تلك القسوة ستؤثر على عطاء اللاعب، وبالتالي يصبح صفقة فاشلة عندها سيكون الخاسر الأكبر هو النصر.
موضوع التعاقدات مع هؤلاء النجوم انتهى ولا يوجد مبرر لكل تلك الانتقادات، والأفضل هو دعم هؤلاء النجوم ورفع معنوياتهم مما سيكون له المردود النفسي الجيد عليهم، وعندها سيؤدون كل ما بوسعهم في سبيل إسعاد جماهير النصر التي طال انتظارها.
منذ تشكيل اللجنة المعنية باختيار اللاعبين والمكونة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي وعمران العمران وطلال الرشيد وماجد عبد الله وكل الأنظار تتجه نحو قراراتهم واختياراتهم، فكانت إجمالاً موفقة من ناحية قوة الأسماء التي وقع الاختيار عليها وحاجة الفريق إليها ويبقى توفيقهم من عدمه بيد الله.
لكن الملاحظ والملموس هو حجم العمل الذي يقومون به .. فالأمير فيصل بن تركي رئيس اللجنة شعلة من الحماس ويسعى جاهداً لتقديم ما يفيد النصر فقد أخذ على عاتقه أهم وأصعب مرحلة، وهي إعادة صياغة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، ووضع نفسه أمام الجماهير كمسؤول عن كل التعاقدات، فإن نجحت كل تعاقداته وأتت بأكلها فستتضاعف عليه المسئولية في المواسم القادمة، وإن فشلت لا سمح الله فسيكون في موقف لا يحسد عليه أمام جماهير النصر .... (بصراحة مخاطرة كبيرة عنوانها الشجاعة).
ربما يلاحظ المتابع للشأن النصراوي وتحديداً لعمل اللجنة الرباعية مدى السرية والتكتم وعدم إظهار أي شيء يخص المفاوضات مع بعض النجوم، وهذا ما ساهم بالتأكيد بشكل إيجابي في نجاح كل الصفقات سواء كانت محلية أو أجنبية، فالسرية والتكتم له دلالة واضحة على الحكمة والوعي الإداري لدى رباعي اللجنة.
الحق والإنصاف يجعلنا نقدم كل الشكر والتقدير لكل أعضاء اللجنة، حيث بذلوا وذللوا كل الصعوبات حتى يظفروا بتوقيعات كل النجوم الذين تم التعاقد معهم.
باختصار شديد وحتى أنهي مقالي هذا يجب أن يعلم الجميع أن اللاعب متى ما وجد المناخ النفسي الجيد سيؤدي وسيكون إيجابياً ومفيداً للفريق الذي يشارك معه .. وهنا يجب على جماهير النصر دعم هؤلاء النجوم وتوفير المناخ الجيد لهم فنجاحهم يبدأ بهم أولاً.
في النهاية لا يبقى سوى الدعاء بأن يوفق الله نجوم النصر ليعيدوا لجماهيرهم الذهب الذي فقدوه.
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com